إيلاف تقتحم عالم المثليات الشرقيات1/2
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف تقتحم عالم المثليات الشرقيات 1- 2
المثليات من مطرقة الدين لسندان الرغبة
نزار جاف من بون: "المعاناة تبدأ من نقطة الرفض التي تتوزع على عدة أبعاد"دينية و اجتماعية و أخلاقية" وكلها تلتقي في رفض المسألة جملة و تفصيلا"هكذا بدأت بالكلام (قطر الندى) المغاربية كما سمت نفسها وهي تشرح لي معاناتها من كونها مثلية و تريد من الاوساط الاجتماعية الشرقية"المقيمة في أوروبا"الاقرار بوجودهن و بحقوقهن و متعلقات أخرى.
ولم يكن لقاء قطر الندى سهلا و لاحتى أمرا عاديا، وقد استمر الاتصال بيني و بينها عبر البريد الالكتروني أولا و من ثم الهاتف ثانيا بضعة أيام كانت خلالها تريد مني أن أمنحها الثقة و الاطمئنان لكي يتم اللقاء بيننا و
وتم اللقاء على أرض محايدة إذ لم يتم في مدينة"بون" و لا في مدينتها".."، وإنما جرى في مدينة "ديسلدورف"حيث كان لقائي لأول وهلة بها عند الرصيف رقم خمسة في المحطة الرئيسة لقطارات المدينة. لكن المفاجأة كانت حين وجدتها برفقة فتاة أخرى وتبادر الى ذهني منذ الوهلة الاولى إنها من النمط نفسه ولاسيما أنها كانت متشبثة بذراع قطر الندى بقوة وكانت تضمها إليها في بعض الاحيان.
قطر الندى كانت سمراء مكتنزة الجسد و ذات عيون فيها مسحة جمالية خاصة، في حين كانت زميلتها شقراء ممتشقة القوام لم تكف عن التلاعب بلسانها طوال فترة بقائنا معا. ومنذ البداية سعيت إلى التعامل معها بصورة طبيعية خصوصا وأنها أشارت خلال مكالماتنا التلفونية الى التعامل غير الطبيعي الذي يصدر من الاوساط الاجتماعية حيالهن حينما يعلمون بكونهن مثليات ولاأدري لماذا، لكن كان هناك إحساس يحضرني من إنها تدرك إنني أحاول تقمص حالة هي غير حالتي الاعتيادية، وفي المقابل وجدتها امرأة تتصرف بشكل طبيعي رغم إنها كانت في بعض الاحيان توحي لمقابلها بأنها تشعر بشيء من القلق و الإرتباك. وهنا لابد من أن أشير الى ذلك الاحساس الغريب الذي تملكني وأنا أقترب من محطة قطارات ديسلدورف، إحساس كان يجمع بين التوجس من شيء أو التردد من أمر ما مع الشعور بنشوة السبق الصحافي في موضوع ما، ولاسيما أن الزميل المشرف على التحقيقاتشجعني على اتمام الموضوع لأهميته الصحافية.
الميول المثلية بدأت بعد الزواج
قطر الندى رفضت منذ البداية استخدامي لكلمة"سحاقية" وقالت إنها تكره تلك الكلمة و ترفضها تماما وتفضل إستخدام كلمة"المثلية"عوضا منها.
"صدقني لم أكن أميل للنساء قبل الزواج و كانت علاقتي طبيعية جدا، لكنني و بعد الزواج و تحديدا بعد إنجابي للطفل الثاني، شعرت بإنني أحس بحالة من الهيجان و الاثارة كلما رأيت مفاتن امرأة جميلة حتى جاء اليوم الموعود عندما سكنا في عمارة كانت جارتنا (العربية المشرقية) تحمل الميول نفسها لكنها ولاسباب إجتماعية و إعتبارات أخرى كانت تكبتها. وقد بدأت بعدها علاقة حميمة بيني و بينها لم يكتب لها الاستمرارlrm;"وقاطعت (قطر الندى) سائلا عن السبب فقالت"سبب خاص أرجو أن تعفيني من ذكره، لكنني وبعد فترة تعرفت إلى صديقة جديدة من احد "البلدان الشرقية"(لم تحددها عن قصد) وهي"ربى"(التي ترافقها)، إلتقيتها صدفة في أحد الاماكن العامة وكانت بمثابة البوابة التي أدخلتني لمدينة المثليات فهي كانت على معرفة وطيدة بالعديدات منهن، لكنني عشقتها هي نفسها ولم أهتم للباقيات و لازلت على علاقة قوية بها" وقاطعتها مرة أخرى لأسألها بفضول، وهل كانت ربى تبادلك الحب بالاندفاع نفسه ؟ فأجابتني بابتسامة فيها شيء من المكر و الدلع"حبها لي قد يكون أقوى من حبي لها رغم إنني أحبها لدرجة فظيعة غير إنني حين أنقطع عنها لفترات قد تطول بعض الاحيان لأسباب عدة، تكلمني في الهاتف و تبكي كالثكلى و حتى إنها أقسمت في إحدى المرات ان لم أذهب إليها فورا فسوف تنتحر و هرعت إليها فقد كانت تفعلها المجنونة".(ربى كانت تستمع الى هذه الكلمات وهي تبتسم إبتسامة عريضة) وسألتها، بعد أن عشقت هذه، هل كنت مستمرة في الاهتمام بالنساء الآخريات؟ فضحكت وقالت"من جانب نعم و من جانب آخر لا" فسألت هل لك بتوضيح الجانبين فأردفت قائلة"من جانب روحي و معنوي فإنني أشعر معها بالطمأنينة، لكنني من جانب جسدي أشعر مرات بإنني بحاجة لأمرأة أخرى بمواصفات خاصة")هنا لمحت تجهما عارضا في وجه ربى لكنه لم يستمر طويلا).
ووجدت نفسي أصفعها بأسئلة شعرت بانقباضها منها من خلال إجاباتها وكان السؤال الاول من هذا النوع
طيب سوف لن أعترض على كلامك، لكن اسمحي بسؤال واحد ولكن بإجابة قاطعة من دون لف أو دوران، إذا وجدت نفسك سوية هل ستسمحين لبناتك أن يصبحن مثليات في المستقبل خصوصا إذا كان بإمكانك أن تحولي دون ذلك؟ فقالت وهي تتلعثم"الحقيقة، لاأدري، لكنني سأساعدها جهد إمكاني" تساعدينها في ماذا؟ في سيرها قدما كمثلية أم في مساعدتها للإبتعاد عن ذلك؟ فقالت"هي حرة الامر في يديها" ولكن ما دورك كأم قالت وهي تحاول أن تغلق الموضوع من أساسه"إسأل الدين و المجتمع و ضميرك عن ذلك ما ذنبي و ما ذنب ميولي!!"
التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاثنين 23 نيسان 2007