الفساد في إقليم کوردستان قصة على کل لسان 1-2
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مبالغ خيالية تصرف لمشاريع لم يوضع لها حتى حجر الاساس
الفساد في إقليم کوردستان قصة على کل لسان 1-2
نزار جاف من بون: تضاعف أعمال بناء المجمعات السکنية و التجارية في إقليم کوردستان والذي يأتي من جراء الإضطراد المستمر في المشاريع الاستثمارية خصوصا وان هناك قوانين تشجع على إندفاع المستثمرين الى المنطقة الوحيدة التي تتمتع بالامن و الاستقرار في العراق ومنها الاعفاء الضريبي. وقد أدت الخطوات العملية التي إتخذتها حکومة الاقليم بشأن جذب المزيد من الاستثمارات الاجنبية الى کوردستان العراق، الى أن تکون هناك حالة إنعاش إقتصادي يتلمسه المرء إذ أن هناك 600 شرکة أجنبية من أصل خمسة آلاف شرکة مسجلة في الاقليم مع ملاحظة أن الشرکات الترکية تشکل نسبة 75% منها کما أفادت مصادر إقتصادية کوردية مطلعة کما أن أعدادا ملفتة للنظر من سکان الاقليم يعملون في العديد من تلك المشاريع. وتشير تلك المصادر الى أن معدل الرواتب الشهرية في الاقليم تبلغ 400 دولار وهو"بحسب تأکيد تلك المصادر"لايکفي لضمان حياة عادية وإنما تدفع المواطن للبحث عن بدائل و أعمال أخرى لمواجهة تکاليف المعيشة الصعبة و إرتفاع أسعار العقارات والمواد الغذائية بشکل مقلق، والذي يدعو المواطن هناك للمزيد من القلق هو مايشاع بصدد حالة الفساد التي باتت تنتشر هنا و هناك. ورغم أن الفساد في الاقليم لو قارناه بما يماثله في دول مجاورة، لوجدناه لا يمثل شيئا قياسا الى إختفاء"مليارات"نفطية في دولة مجاورة مثلا لاحتى سيمثل شيئا لو قارناه بتورط مسؤولين في دولة مجاورة أخرى في أعمال فساد وصلت الى حد توارد الکلام عن تورطها مع شبکات المافيا.
وقد أکدت لنا مختلف الشرائح التي إلتقيناها إن الفساد يسيطر على مختلف الدوائر و المؤسسات الحکومية و ليس بإمکانك أن تنجز معاملة ما من دون"واسطة"أو"رشوة"تدفعها عن طيب خاطر و"أنت الممنون" و مامن کلمة تثير السخرية و الإشمئزاز بين الناس مثل کلمة"مسؤول"إذ انها بنظرهم تدل على معاني بالغة السوء من أهمها"سارق قوت الشعب". وسعينا لإستطلاع آراء الناس من مختلف المحافظات الکوردية بخصوص هذا الموضوع.
البرلمان و الحکومة يخضعان لمشيئة حزبين
المواطنة"بناز حسن"من السليمانية أکدت لنا من أن الفساد قد بات يسيطر على مختلف المجالات وإن الضرورة باتت ملحة جدا لعمل شئ ما وإلا فإن الوضع قد يأخذ منحى آخر، وإستطردت الآنسة بناز قائلة:"يتکلمون عن منجزات و مشاريع إقتصادية کبيرة و يخبروننا بأن الاستثمارات الاجنبية باتت تتوافد لى کوردستان، طيب الحالة إذا کانت کذلك فلماذا لايصيب المواطن العادي شيئا من ذلك الرخاء الاقتصادي المزعوم؟ أنا لا أقول بإن ليس هناك مشاريع أو منجزات، لکنني أؤکد أن فوائدها تذهب دوما الى بضعة"جيوب"صارت کحفر عملاقة لا يملئها شئ، حبا بالله کفاکم سرقة و نهبا وارحموا حال الناس البسطاء الذين باتوا على الحديدة".
أما المواطن دلشاد رسول وهو رجل کاسب تجاوز الاربعين من عمره وهو متزوج وأب لبضعة أطفال فقد قال:"في زمن صدام حسين کان النظام يسرق الاموال ليبذرها على مشاريع عسکرية حمقاء وکان الشعب دوما يتحمل تبعات تلك السياسة السيئة، لکننا اليوم و في ظل حکومة إقليم کوردستان نجد حالة غريبة، إذ رغم انه ليس هناك أية سياسات عسکرية طائشة أو غير مجدية و رغم إنه هناك برلمان و حکومة منتخبة و هناك موارد مالية متعددة، غير أن الحال لازال يسير من سئ الى أسوأ"وعندما قاطعناه لنسأله عن السبب من وجهة نظره فإنه اجاب:"العلة في البرلمان و الحکومة معا، فهما يخضعان لمشيئة و إرادة حزبين وليس لمشيئة و إرادة الشعب، الکلام الذي يقال في البرلمان هو کلام عمومي لايفيد شيئا، ليعترف البرلمان ولو لمرة واحدة بوخامة الوضع کي تنتبه الحکومة من غفلتها".
إنها حالة عادية لکن البعض يهول من أمرها
لم يجد"صلاح الدين أمين" المعلم في مدرسة إبتدائية بالسليمانية الامر على تلك الحالة التي يصفها الناس وإنما کانت له وجهة نظر أخرى حين قال:"هل بإمکانك أن تخبرني ببلد أو مکان من العالم الثالث ولا يوجد فيه فساد؟ انا لاادافع عن المنتفعين و سارقي قوت الشعب إذ أنني والحمد لله لست مسؤولا و لاحتى مستفيد من الوضع الحالي، لکنني أنظر للأمر بمنظار واقعي وبعيدا عن التزمت و التشنج و الانفعال وأقول أنه من الطبيعي جدا أن تجد هکذا حالة في منطقة يحيط بها الفساد من کل جانب، والامر المهم الذي يجب أن نلتفت إليه هو هل أن الامور کلها تعاني من مشاکل و أزمات؟ بمعنى هل أن الحياة باتت صعبة جدا؟ الجواب کلا، فهناك تحسن وإن کان طفيفا في الحالة المعاشية للناس، کما هناك تقدم ملموس في مستوى الخدمات العامة، هناك سعي دؤوب للقضاء على البطالة، إذن فهناك أشياء إيجابية تجبرنا على الاعتراف بها وان الامر بمرور الايام سوف يتعالج تلقائيا".
وکان للسيدة"روبار سعيد"من مدينة اربيل، نفس الرأي تقريبا مع بعض الاضافات حين قالت:"لو قام أي منصف بعملية مقارنة بين إقليم کوردستان في عهد الحکم الدکتاتوري و بين إقليم کوردستان في عهد حکومة إقليم کوردستان، لوجد البون شاسعا جدا، هناك تطور ملفت للنظر في شتى المجالات و هناك حرکة دؤوبة مستمرة الى الامام، والوضع المعاشي للناس قد تحسن کثيرا قياسا الى الفترات السابقة وإن نجاح حکومة الاقليم في جذب الاستثمارات الاجنبية دليل على تمتعها بمصداقية أمام دول العالم و أصحاب رؤوس الاموال وأن مجرد نجاح حکومة الاقليم في بسط حالة الامن و الاستقرار على الرغم من کثرة المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الکوردي يکفيها فخرا بإنها تضمن للشعب الکوردي أهم جانب حيوي، أما الفساد فأنا لا أقول بعدم وجوده لکنه ليس أبدا کما يدعي البعض وأتصور من الممکن جدا السيطرة على حالة الفساد هذه من خلال قرارات تشريعية و سياسية جادة".