رياضة

الأمن هاجس الرياضة والرياضيين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

آثار 11 سبتمبر على الرياضة العالمية والعربية (1)

بعد 4 أعوام على أحداث 11 سبتمبر

الأمن هاجس الرياضة والرياضيين في العالم أجمع

فهد سعود من الرياض، عبد الله زقوت من غزة: الإحداث المهمة في التاريخ تستمد أهميتها من سيل تواصل آثارها على مدى السنين والأيام.. وأحداث الحادي عشر من(أيلول) سبتمبر من العام 2001 ، التي أدت لانهيار برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وكذلك تدمير جزءٌ كبير من مبنى وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لا زالت هي المحور الحقيقي في تغّير خارطة العالم اجمع والعالم الإسلامي على وجه الخصوص نحو خليط عجيب من التداعيات التي سلبت الناس لذة نومها باسم الإرهاب الدولي .

ومن الطبيعي أن يمتد التأثير مثل امتداد دوران القمر، حين يبدأ المد والجزر ليصل إلى "الأنشطة الرياضية" التي عانت وتعاني من صلف السياسة دوما..على الرغم من محاولاتها المستميتة لتوحيد اللغات العالمية على الروح الرياضية الشهيرة.

تدابير أمنية لم يسبق لها مثيل في أولمبياد أثينا

رئيس اللجنة الأولمبية يهنئ اليونان بعد الأولمبياد قائلا " لقد ربحتم"

و الألعاب النارية انطلقت في سماء الملعب الأولمبي بأثينا في حفل ختام الأولمبياد في خطوة وصفها الجميع بالطبيعية، قام السيد (روج) رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، بإقرار موضوع "التأمين الشامل" على الدورات الرياضية بأنواعها ضد الإرهاب، بعد أن كانت الرياضة تعتمر قبعة أخرى، غير قبعة السياسة والدولة..وخصوصا ( وهذا على لسان روج ) أن أحداث الحادي عشر من ( أيلول) سبتمبر قد خلطت جميع الأوراق لتعيدنا إلى صراعات الدول والمنظمات التي جاهدنا طوال القرون الماضية بأن نُخرج الرياضة منها .. ولكن تأبى السياسة إلا أن تدس انفها فيما ليس لها.

فموضوع الأمن المُشدد كان دوما آخر همّ اللاعبين، أما الآن فهم مثل غيرهم..حصانتهم الرياضية اختفت .. فالكل إرهابي.. والكل مشتبه به حتى إشعار آخر.. وهذا وحده كفيل برفع حدة التوتر عند الرياضيين من مختلف أرجاء الدنيا، فمعيار الرياضة لا يقاس بالمسدس أو البندقية أو القنبلة.. بل يقاس بالانجازات والانتصار في مباريات المنافسة الودية التي تتحكم فيها القوانين الرياضية بدون تحيزات أو أفضلية أو محسوبيات كما هو الحال سياسيا .

وفي استطلاع عالمي موسع، يشير إلى أن العالم أجمع بدأ يعاني ويلات الإرهاب، أكدت اللجنة الخاصة بالألعاب الاولمبية المنعقدة في أثينا عام 2004، أن المشكلة المستقبلية والتي ستواجه تنظيم الدورة العالمية ستكون متجسدة بالأمن ومحاولة ضبطه أثناء أيام الدورة .

وقد قامت اليونان في دورة أثينا الماضية في الشهر الثامن من العام 2004 ، بتعيين حوالي 50 ألف شرطي ومسئول أمني، بالإضافة إلى المُجنّدين العسكريين لحماية الدورة من الإرهاب، كذلك تعاون المسئولون عن التنظيم مع لجنة استشارية أمنية يشارك فيها مندوبو سبع دول على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف (ناتو) أيضا في تأمين الدورة جويا وبحريا. في خطوة تدل على عمق الخطر الذي يواجه الرياضة والرياضيين على المستوى الأولمبي والدولي.

كما يواصل السيد ( روج) تعقيبه بأن من أهم الأعباء التي يجب على الجميع في عالم الرياضة التفكير فيه.. هو أن التكلفة التي تعتمد لاستضافة أية دورة بدأت تزيد عن الضعف قبل عام 2001، وذلك لتغطية النواحي الأمنية بالشكل المناسب الذي يسمح بالسيطرة على الموضوع إن تأزم .

ويشير رئيس اللجنة الأولمبية أن تكلفة دورة ألعاب ( أثينا) التي أقيمت في الثالث عشر من شهر أغسطس من العام 2004في أثينا وصلت إلى رقم فلكي، وهو 1.18 مليار دولار بما يعادل أربعة أضعاف ما أنفقته أستراليا لتأمين الدورة الاولمبية قبل الماضية التي أقيمت في سيدني عام 2000.

وقال روج "ليست مهمة سهلة أن تنظم دورة أوليمبية بعد أحداث 11 ( أيلول)سبتمبر، فنحن نواجه الآن الإرهاب الدولي، وقد أصبحت الخطة الموضوعة لتأمين الدورات المقبلة هي الأغلى والأكثر إحكاما في تاريخ الاولمبياد".

و نبعت كل هذه الإجراءات من تداعيات أحداث سبتمبر ، ولا تكمن هذه الإجراءات الأمنية فقط في كونها تشهد عودة الألعاب إلي أثينا مهدها ومولدها إنما تكمن في أنها ستكون الأكبر من حيث حجم المشاركة فالدورة استقبلت آلاف الرياضيين من 202 دولة عضو في اللجنة الأوليمبية الدولية، شاركوا في 28 لعبة، موزعين علي 35 موقعا، وعلي مدي 16 يوما، علاوة علي أنها تشكل أكبر تجمع بشري علي الإطلاق، وعلي جميع المستويات منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 ورغم أن المخاوف الأمنية التي ألقت بظلالها علي دورة أثينا، إلا أن الدورة أقيمت وكانت الآمال معقودة علي أن تكون ذاكرة مبادئ الروح الرياضية وهي الحب والوئام والتسامح هي السائدة خلال منافسات أثينا 2004.

و اختتمت دورة الألعاب الاولمبية الثامنة والعشرين التي استضافتها العاصمة اليونانية أثينا بعرض رائع، حيث نجحت اليونان في تنظيم الدورة بدرجة كبيرة بالرغم من المخاوف التي سبقتها بشأن الأمن والمنشآت، لدرجة أن جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية خاطب اليونانيين قائلا "لقد ربحتم"، في دلالة منه على التخوف الكبير الذي صاحب انطلاقة الألعاب.

و وصف روج الحالة الأمنية التي رافقت الدورة بأنها بلا أخطاء، بالرغم من تدخل أحد المشجعين واحتجازه لمتصدر سباق الماراتون البرازيلي فاندريلي دي ليما الذي حصل على الميدالية البرونزية وميدالية بيير دي كوبرتان تعبيرا عن الروح الرياضية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف