زيدان نجمة مضيئة في السماء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين 2-7 (أ ف ب)- اثبت صانع العاب منتخب فرنسا لكرة القدم الفذ زين الدين زيدان مرة اخرى بانه رجل المناسبات الكبيرة عندما خاض على الارجح افضل مباراة له مع فريقه وقاده ببراعة الى الفوز على
ويبدو ان زيدان لم يعد عن اعتزاله خلال التصفيات لمساعدة فرنسا على بلوغ النهائيات فقط، بل اثبت في مباراتيه الاخيرتين انه مصمم على العودة بالكأس العالمية للمرة الثانية لكي يسدل الستار على مسيرة ناصعة وهو في القمة.
لم يختر زيدان مباراة عادية لكي يثبت مرة جديدة علو كعبه على الرغم من تقدمه في السن، فالتألق في مباراة ضد منتخبات كوريا الجنوبية او سويسرا او توغو في الدور الاول لا تزيد من عظمته شيئا، لكن عندما يتفوق على نظرائه في المنتخب البرازيلي وعلى رأسهم رونالدينيو افضل لاعب في العالم في العامين الاخيرين فان الامر يكتسي اهمية اكبر بكثير.
لقد اعتبر كثيرون من النقاد بان البطولة الحالية ستكون مقبرة زيدان خصوصا بعد الموسم العادي الذي قدمه في صفوف فريقه ريال مدريد الاسباني، ورأوا بانه لن يستطيع خوض سبع مباريات في مدى شهر واحد لانه تقدم في السن وقيادة منتخب "الديوك" الى لقب ثان بعد ان ساهم بشكل كبير في احراز اللقب الاول بتسجيله هدفين في مرمى البرازيل ايضا في المباراة النهائية المشهودة عام 1998.
بيد ان "المايسترو" اسكت منتقديه وقدم بعضا من اللمحات الفنية التي يتمتع بها في مواجهة اسبانيا في الدور الثاني وسجل هدفا ثالثا رائعا، قبل ان يظهر افضل ما لديه في مواجهة منتخب السامبا امس السبت ليثبت بانه احد افضل اللاعبين الذين انجبتهم الملاعب.
إقرأ المزيد:
مونديال 2006: زيدان وهنري نستحق الفوز
باريرا: لم أتوقع الخروج المبكر
فرنسا تقصي البرازيل وتتأهل لمواجهة البرتغال
البرتغال تقهر الإنكليز وتتأهل للدور نصف النهائي
وصال زيدان وجال كما يحلو له وكأنه قائد اوركسترا في حفلة فنية راقية حتى ان اللاعبين البرازيليين لم يصدقوا ما رأته اعينهم لما قام به من حركات فنية اطربت الجميع.ونجح زيدان في تمرير الكرة التي جاء منها هدف تييري هنري الوحيد، علما بانها المرة الاولى التي يسجل فيها الاخير هدفا بتمريرة من زميله الساحر.
كما بات المنتخب الفرنسي الفريق الوحيد الذي يتمكن من الفوز على نظيره البرازيلي ثلاث مرات في نهائيات كأس العالم بعد عامي 1986 في المكسيك ونهائي 1998 في باريس، مقابل خسارة واحدة في السويد عام 1958.
واشاد اسطورة الكرة البرازيلية بيليه بزيدان واعتبره "ملهم المنتخب الفرنسي وبانه كان نقطة الثقل في مواجهة البرازيل".
اما النجم الفرنسي السابق ميشال بلاتيني فاعتبر زيدان بانه هو ايقونة الكرة الفرنسية وقال "من الناحية التقنية اعتقد بان زيدان يجسد افضل ما في اللعبة، السيطرة على الكرة ببراعة والتمرير المتقن، ولا اعتقد بانه احدا يستطيع ان يجاريه في المجالين".
وراى ان الهدفين اللذين سجلهما زيدان في نهائي مونديال 1998 تشكلان علامة فارقة في تاريخ الكرة الفرنسية.
وقد بدأ زيدان الجزائري الاصل مسيرته نحو النجومية في صفوف فريق كان عام 1988 ومكث معه حتى عام 1992.
ولد زين الدين يزيد زيدان من والدين من اصل جزائري هما اسماعيل ومليكة في 23 حزيران/يونيو عام 1972 في مرسيليا (جنوب) وهو الخامس في اسرة تضم ثلاثة اشقاء هم جمال وفريد ونور الدين، وشقيقة تدعى ليلى. وكان والده هاجر من الجزائر ليبحث عن لقمة العيش في فرنسا وعمل سائق شاحنة لاعالة عائلته.
ومنذ نعومة اظافره كانت معشوقته الكرة لا تفارقه وكان من الطبيعي ان يتردد زيدان الصغير على ملعب فيلودروم لمتابعة مباريات النادي المحلي مرسيليا وكان مثله الاعلى انذاك نجم لاعب الوسط الاوروغوياني انزو فرانشيسكولي حتى انه سمى ابنه البكر انزو.
يد ان نادي كان اعطاه فرصته الاولى في الملاعب فوقع عقدا معه عام 1988.
وخاض زيدان اول مباراة له في الدوري الفرنسي عندما دخل احتياطيا في الدقائق الاخيرة من المباراة ضد نانت وبالتحديد في 20 ايار/مايو 1989 قبل ان يبلغ السابعة عشرة بشهر واحد.
وانضم زيدان الى نادي بوردو ونجح في موسمه الاول بتسجيل 12 هدفا.
ونال فرصته الدولية عندما اصيب يوري دجوركاييف قبيل المباراة الودية مع تشيكيا في 17 اب/اغسطس عام 1994، وشاءت الصدف ان تكون المباراة في بوردو.
وتقدم المنتخب التشيكي 2-صفر في نهاية الشوط الاول وكان زيدان على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين، وفي منتصف الثاني طلب منه المدرب ايميه جاكيه ان يدخل الى الملعب.
ومنذ دخوله، بدا زيدان مصمما على فرض نفسه لكنه كان متخوفا ايضا من الفشل الا انه نجح في تسجيل هفدين ليخرج فريقه متعادلا 2-2.
وبدأ زيدان يلفت انظار الاندية الاوروبية العريقة بعد ان قاد بوردو الى نهائي كأس الاتحاد الاوروبي عام 1996 التي خسرها امام بايرن ميونيخ الالماني فضمه نادي يوفنتوس الايطالي العريق الى صفوفه مقابل 6 ملايين دولار.
ولم يتأقلم زيدان بسرعة في صفوف يوفنتوس فواجه موجة انتقادات عنيفة من الصحف المحلية قبل ان يفرض نفسه احد افضل نجوم الدوري الايطالي في السنوات التي قضاها في صفوفه ليسير على خطى بلاتيني ايضا الذي حاز القابا عدة مع فريق "السيدة العجوز"، قبل ان ينتقل الى ريال مدريد الاسباني مقابل صفقة قياسية فقاده الى المجد الاوروبي عام 2002 وسجل هدفا رائعا في النهائي ضد باير ليفركوزن.
وكان زيدان على موعد مع المجد في مونديال فرنسا 98، فساهم في بلوغ منتخب بلاده المباراة النهائية التي جمعته مع البرازيل.
وفي النهائي على ملعب سان دوني في ضاحية باريس فرض زيدان نفسه نجما للمباراة من دون منازع وسجل الهدفين الاولين اللذين وضعا فرنسا على الطريق الصحيح لاحراز اللقب للمرة الاولى في تاريخها قبل ان ينهي زميله ايمانويل بوتي التهديف في الدقيقة الاخيرة.
وساهم تألقه في المباراة النهائية تحديدا في تتويجه افضل لاعب في اوروبا التي تمنحه سنويا مجلة فرانس فوتبول.
ثم ساهم زيدان في احراز لقب امم اوروبا عام 2000 وكأس القارات في العام التالي، لكن النقطة السوداء الوحيدة في سجله تبقى مونديال 2002 حيث غاب عن المباراتين الاوليين فخسر فريقه المباراة الاولى امام السنغال صفر-1، وتعادل في الثانية مع الاوروغواي صفر-صفر، قبل ان يعود في المباراة الاخيرة ضد الدنمارك لكنه لم يفعل شيئا ليخسر فريقه مجددا صفر-2 ويخرج من الباب الضيق.
بيد ان زيدان الذي سيعتزل في نهاية المونديال الاخير مصمم على الصياح مرة اخيرة مع الديوك في المونديال الاخير ومعانقة الكأس قبل ان يترك الملاعب وهو في القمة.