العراق يسعى لاستعادة امجاده
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: يأمل منتخب العراق لكرة القدم بمشاركة لافتة في "خليجي 18" في ابو ظبي من 17 الى 30 الجاري والظهور بصورة جديدة مغايرة عن تلك التي ظهر بها في النسخة السابقة في قطر ومتطلعا الى ازالة آثارها والعودة بقوة الى اجواء البطولة التي احرز لقبها ثلاث مرات. واحرز المنتخب العراقي اخر القابه البطولة في النسخة التاسعة التي استضافتها السعودية عام 1988 بقيادة المدرب العراقي الشهير عمو بابا، الذي كان قاد المنتخب ايضا الى اللقبين الاولين في الدورة الخامسة التي اقيمت في بغداد عام 1979، والسابعة التي استضافتها سلطنة عمان عام 1984.
وقد تسببت المشاركة الاخيرة في "خليجي 17" في حل المنتخب العراقي، ودفعت المدرب السابق عدنان حمد الى تقديم استقالته وترك منصبه اثر الخروج من الدور الاول بنتائج هزيلة، فبعد ان تعرض الى خسارة ثقيلة امام عمان 1-3، تعادل بصعوبة مع قطر 3-3، ومع الامارات 1-1. وفي "خليجي 18"، يظهر المدير الفني العراقي اكرم سلمان للمرة الاولى مع منتخب بلاده الذي قاده في عام 1985 الى مونديال المكسيك 1986، ويرغب سلمان ان ينسج مهمته على منوال مواطنه شيخ المدربين العراقيين عمو بابا حامل الرقم القياسي في قيادة المنتخب العراقي حيث اشرف على تدريبه في 105 مباريات رسمية وودية.
ويعول سلمان الذي قاد منتخب بلاده الى ذهبية غرب اسيا في الدوحة نهاية 2005، على روح الاصرار والاندفاع لدى لاعبيه في مجاراة المصاعب والمشاكل التي يواجهها المنتخب، وعلى قدرتهم على تخطي الحواجز والعراقيل التي اعترضتهم في الفترة الماضية. ويراهن ايضا على تجارب سابقة اثبت فيها منتخبه امكاناته على تحقيق الانجاز، ويعد وصول المنتخب العراقي الى نهائيات كأس امم اسيا 2007 اثر تصدره المجموعة الاسيوية الخامسة مؤشرا لمعطيات ايجابية بدأت تظهر على مشوار المنتخب. وذكر سلمان في تصريح الى وكالة فرانس برس ان "المنتخب العراقي لم يمض فترة استعدادية مناسبة وتحضيراته الاخيرة لم ترتق الى جاهزية كاملة لكن هذا ليس مستحيلا امامنا للمنافسة على اللقب او مركز متقدم في البطولة الخليجية على اقل تقدير".
واضاف "ان التجارب السابقة التي مر بها المنتخب العراقي اثبتت كفاءته على مقارعة خصومه وانتزاع الفوز والنتائج الطيبة، ووصولنا الى نهائيات امم اسيا خير دليل على ذلك".
وبدأ المنتخب العراقي استعداداته مطلع الشهر الجاري عبر معسكر محلي في مدينة اربيل (365 شمال بغداد) استمر ستة ايام قبل ان يغادر الى الامارات في التاسع منه للانتظام بمعسكر جديد. واعتبر الجهاز الفني للمنتخب العراقي معسكر الامارات فرصة لتعويض نقص الاعداد خصوصا بعد التحاق 10 محترفين الى التشكيلة واكتمال قائمته التي تضم 26 لاعبا والتي ستخوض المنافسات، وضمت اربعة من لاعبي المنتخب الاولمبي الحائز على فضية اسياد الدوحة في مسابقة كرة القدم الشهر الماضي.
تفاؤل حذر
تطابقت وجهات نظر المسؤولين في الاتحاد العراقي لكرة القدم اذ يعتقدون بأن منتخبهم الذي يملك تاريخا مشرفا في بطولات الخليج قادر هذه المرة على المنافسة رغم تباين الظروف والامكانات المادية والفنية. رئيس الاتحاد العراقي ونجمه السابق حسين سعيد يرى ان مهمة منتخب بلاده "ستكون مختلفة عن المهمة السابقة"، مضيفا "منتخبنا قادم للبحث عن لقب البطولة، ولدينا لاعبون قادرون على صياغة مثل هذا الانجاز". وتابع "لقد تخطينا حواجز صعبة وتغلبنا على مشاكل كبيرة خلال الفترة القريبة الماضية رغم الظرف الراهن الذي ما زلنا نعانيه، ووجود حامل اللقب المنتخب القطري وكذلك السعودي في مجموعتنا لا يعني استسلام منتخبنا بوجه هذه التحديات".
امين عام الاتحاد العراقي للعبة احمد عباس قال "الصورة التي سيظهر فيها المنتخب العراقي في "خليجي 18" ستختلف تماما عن تلك التي كان عليها في النسخة السابقة في الدوحة".
واضاف "صحيح ان فترة الاعداد لم تكن بالمستوى المطلوب لكن ثقتنا عالية باللاعبين والجهاز الفني لتحقيق افضل النتائج، ولا ابالغ اذا قلت اننا نلعب على صدارة المجموعة الثانية رغم قوتها". وتضم المجموعة فضلا عن العراق، منتخبات قطر حاملة اللقب والسعودية والبحرين. واشار عباس الى ان بلوغ العراق نهائيات امم اسيا 2007 بجدارة واضحة وحصول العراق على فضية دورة الالعاب الاسيوية الاخيرة في الدوحة "سيمنح المنتخب العراقي عاملا معنويا لاظهار المزيد من القوة والرغبة في الاداء المميز".
بداية طيبة
تعتبر بداية مشاركة المنتخب العراقي في بطولات الخليج طيبة ومشجعة، فقد احرز المركز الثاني في النسخة الرابعة التي شارك فيها للمرة الاولى عام 1976 في قطر التي توج بلقبها المنتخب الكويتي بعد مباراة فاصلة امام العراق انتهت لمصلحة الكويت 4-2. وقاد المدرب الاسكتلندي داني ماكلنن المنتخب العراقي في هذه البطولة وساعده عمو بابا، وحصل فيها نجم المنتخب العراقي السابق علي كاظم على لقب افضل لاعب. يشار الى ان العراق انضم الى بطولة الخليج بعد جهود مميزة لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم السابق مؤيد البدري الذي نجح في اقناع المسوؤلين في الاتحادات الخليجية بضم العراق الى المسابقة، واعتبرت الاوساط الخليجية وجود العراق في البطولة عاملا هاما للمنافسة. وحقق العراق اول القابه بقيادة عمو بابا في البطولة الخامسة التي استضافتها بغداد عام 1979، واختير هدافه فلاح حسن الذي يطلق عليه ثعلب الكرة العراقية افضل لاعب في الدورة.
وفي النسخة السادسة التي استضافتها العاصمة الاماراتية ابو ظبي عام 1982 وفازت بلقبها الكويت، انسحب العراق من البطولة بقرار سياسي. واظهر المنتخب العراقي سطوته على البطولة مجددا في النسخة السابعة التي استضافتها سلطنة عمان عام 1984، وكانت المشاركة الثالثة للعراق مثيرة ولافتة ايضا بعد ان توج باللقب للمرة الثانية بقيادة عمو بابا بعد مباراة فاصلة مع قطر. وفي تلك المباراة ابتسمت ركلات الترجيح للمنتخب العراقي بنتيجة 3-2. وحصل في هذه البطولة حسين سعيد (رئيس الاتحاد الحالي) على لقب افضل لاعب في البطولة. وتخلى المنتخب العراقي عن مشواره الناجح في البطولة في النسخة الثامنة التي احتضنتها البحرين في اذار/مارس 1986 بعد نتائج متواضعة وضعته في المركز السادس ما ادى الى اقالة مدربه البرازيلي زاماريو.
اللقب الثالث
لم ينتظر المنتخب العراقي طويلا ليستعيد تألقه في بطولة الخليج عندما احرز لقبه الثالث في الدورة التاسعة عام 1988 في السعودية وبقيادة عمو بابا ايضا. وخاض العراق في هذه الدورة افضل مبارياته واكد مجددا علو كعبه بين المنتخبات الخليجية رغم انه استهلها بتعادل ايجابي مع عمان 1-1 قبل ان يتغلب على الكويت 1-صفر وقطر 3-صفر ويتعادل مع الامارات 1-1 ويتخطى السعودية 2-صفر والبحرين 1-صفر. وكانت الدورة العاشرة في الكويت 1990 اخر محطات المنتخب العراقي في بطولات الخليج رغم ان مشواره في هذه البطولة لم يكتمل اثر انسحابه بقرار من الاتحاد العراقي لكرة القدم بسبب طرد نجم المنتخب وصخرة دفاعه عدنان درجال. وفي هذه الدورة استهل المنتخب العراقي مشواره بالفوز على البحرين 1-صفر ثم تعادل مع الكويت 1-1 ومع الامارات 2-2 قبل ان يعلن انسحابه لاسباب وصفها الاتحاد العراقي في حينها بالمدبرة ضد منتخبه.
وغاب المنتخب العراقي عن اجواء بطولات الخليج 14 عاما بسبب العقوبات التي طالت العراق نتيجة غزوه الكويت في اب/اغسطس 1990، وعاد اليها في "خليجي 17" في الدوحة عام 2005 بعد ان تكللت جهود الاتحاد العراقي الحالي ورئيس اللجنة الاولمبية العراقية المخطوف منذ تموز/يوليو الماضي احمد عبد الغفور السامرائي بالنجاح.
وشهدت منافسات "خليجي 17" انتكاسة كروية للمنتخب العراقي الذي خرج من الدور الاول فيها بنتائج متواضعة بدأها بخسارة امام عمان 1-3، ثم تعادل بصعوبة امام قطر 3-3، وانهى مشواره بتعادل ايضا مع الامارات 1-1.