فساد الحكومات الافريقية يساعد في تهريب اللاعبين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تفاصيل فضائح تهريب اللاعبين الأفارقة إلى أوروبا (4/4)
فساد الحكومات الافريقية يساعد في تهريب اللاعبين
"مدارس المتميزين" أنجح الوسائل لتهريب لاعبي أفريقيا
تفاصيل فضائح تهريب اللاعبين الأفارقة إلى أوروبا
تدريبات قاسية لأطفال المدارس الكروية بحثاً عن الاحتراف
محمد حامد - إيلاف : في الحلقة الأخيرة من ملف الفضيحة الإنسانية المتعلقة بتهريب أطفال أفريقيا إلى القارة الأوروبية من أجل صقل مواهبهم ودفعهم للإحتراف في صفوف الأندية الكبرى في القارة العجوز، في تلك الحلقة الختامية رصد فريق إعداد هذا الملف آراء بعض الجهات الرسمية مثل مستشار "الفيفا" وهي الجهة الراعية الأولى لكرة القدم في العالم، كما يرصد التقرير آراء نجوم كرة قدم أصحاب أسماء معروفة في القارة السمراء ويلعبون حالياً لأندية أوروبية كبرى ...يقول فريق إعداد التقرير أنهم بينما كانوا يدققون في الكثير من جوانب هذا الملف الكارثي اكتشفوا أن شخص واحد فقط هو الملم بجميع ما يتعلق بهذه القضية، و هو الأستاذ "بيري لانفرانشي"خبير التنمية الدولية لكرة القدم و مستشار "الفيفا" الذي قال "إن الفساد وضعف الأداء الحكومي في بلدان أفريقيا هو ما يساعد الأندية الـأوروبية الكبرى على قطف أفضل كراز اللاعبين الشباب و أفضلهم على الإطلاق، كما يساعدهم على ذلك غياب الدور الفعال لمؤسسة كان من المفترض إقامته لتولي شئون الاحتراف في لعبة كرة القدم في إفريقيا. و يحرص جهاز الفيفا في الوقت الحالي على ان يكون من بين أولى أولوياته إقامة هذه المؤسسة". يضيف "لانفرانشي" " من الممكن الاحتفاظ باللاعبين الشباب الواعدين في بلادهم على الأقل لسنتين من عهرهم الاحترافي في اللعبة لولا الأموال الوفيرة التي تلقى تحت أقداهم فور اكتشاف موهبتهم على يد الوكلاء وممثلي الأندية الكبرى .و أعتقد أن هذه الخطة تبعث على التفاؤل".
و في حجرة الدرج بأحد المباني الخرسانية في أحد أسوأ أحياء الأقليات في "كليتشي سو بويه" بباريس، يجلس "بيرنارد باس" يرتعدمن البر، و بالاقتراب منه طرحنا عليه بعض الأسشلة التي أوضحت إجاباتها أنه من غينيا بيساو التي انتقل منها إلى غانا، ثم إلى السنغال فتينيرايف متوسماً في ذلك التمكن من اللعب لـ "ميتز" بشرق فرنسا على سبيل التجربة، و كان سفره على فرنسا على يد وكيل لبناني. و كان من بين ما قاله "باس" "با0عت أمي منزلنا و بدأ إخوتي الصغار في الالتحاق بالعمل و هما في سن لم يتجاوز ال 12 سنة و ذلك لمساعدة في وضع أقدامي على أول الطريق" كانت هذه هي الكلمات التي قالها "باس" الذي اخبره الوكيل بإمكانية ذهابه إلى فرنسا عن طريق البحر في أحد القوارب، استغرقت الرحلة أسبوعين، و على حد قوله "عندما وصلت إلى أوروبا تم التحفظ علي بأحد السجون في تينيرايف لمدة شهر ثم نقلت جواً إلى الأراضي الفرنسية، و بجرد أن أخبرت السلطات بأنني أبلغ ن العمر 18 سنة أطلقوا سراحي على الفور فبدأت لطريق إلى فرنسا، إلا أنني اكتشفت بعد ذلك، و على عكس ما قاله وكيلي، لم يكن لدى نادي ميتز الفرنسي أدنى فكرة عني و هددني مسئولوا النادي بإبلاغ لشرطة عني و ها أنا ا الآن أقي هنا في هذا لمكان مع أحد الأصدقاء"
و أثناء استكمال "ستيف" لقصته قال " كان ذلك في 2005، أما الآن فألعب في فريق الكبار و ابلي بلاءً حسناً و أحتفظ بمستوى جيد في اللعب إلا أنني على الرغم من ذلك لا أشترك في المباريات، و أصبح كل همي في الحياة هو أن أتجنب أن يقبض علي و أن أجد مكان للمبيت كل ليلة، أما عن مصدر الرزق فنحن، أنا و مجموعة من الأصدقاء في ظروف ماثلة، نكسب بعض المال من تبيع حقائب مقلدة لماركة "برادة" في أحد الأسواق العامة القريبة من "مونتبارناس"
يذكر أن الجمعية المعروفة باسم "كلتشر فوت سوليدير" تأسست كجمعية خيرية تقدم المساعدات للشبان الأفارقة الذين يتعرضون للاتجار أو الذين يتم إرسالهم إلى البلدان الأوربية بغرض احتراف كرة القدم، ولا يحالفهم الحظ، وقد التقيت بـ "جين كلود مبفومين" رئيس الجمعية بمقرها الصغير في إحدى الضواحي الشمالية للعاصمة الفرنسية باريس، فقال : "يحتفظ أحد الأندية الأسبانية الكبرى بثلاثة من الشبان القادمين من الكاميرون، وهم مدرجون على قائمة الناشئين، وتبلغ أعمارهم 10 و11 و12 سنة". وأضاف:" قليلون هم من يستطيعون تحقيق إنجاز كهذا، لكنهم لا يكفون عن القدوم إلى أوربا، بل وتزداد أعدادهم عامًا بعد عام، وكلما مر الوقت نفاجئ بشبان أصغر سنًا، فآلاف الشبان الأفارقة يفدون إلى فرنسا، وكل شيء يتم على هذا النحو الفوضوي من استخراج جوازات السفر، إلى عبور الحدود، حيث يتزايد عدد الصبيان الذين يقدمون على متن الطائرات، ولم يعد الأمر يقتصر على القوارب التي تبحر عبر جزر الكناري، ومن السهل الحصول على تأشيرة للإقامة لمدة شهر واحد، عن كريق الرشوة في إفريقيا، ولكن بعد إخفاق محاولاتهم وعدم تمكنهم من تحقيق أحلامهم، ليس لديهم في بلادهم ما يعودون من أجله، فهؤلاء فتيان لا تتجاوز أعمارهم 14 عامًا، وينتهي بهم الأمر على أرصفة الشوارع في حالة هي الأسوأ، ليتعرضوا لمخاطر أكبر من أي شيء قد يحدث لهم في أوطانهم.
تعمل الجمعية بالتنسيق مع برنامج الرعاية الاجتماعية التابع للعاصمة باريس والذي أعيته الح يل لاتساع نطاق أنشطته على النحو الذي يجعله غير قادر على استيعاب كافة الفئات، يذكر أن "مبفومين" نفسه كان لاعبًا قادمًا من الكاميرون، إلا انه ما زال يبذل جهودًا مضنية في محاولة للعثور على الصبية الأكثر عرضة للخطر. وأضاف "مبفومين" : "نحن نتتبع 800 من هؤلاء الصبية في الوقت الراهن، تتراوح أعمارهم بين 10 و18 سنة، ففي فصل الصيف تطون الأمور مستقرة، فيمكنهم النوم في الشوارع، أما وقد جاء الشتاء فإن حالتهم تصبح مذرية بحق، فيتحول بعضهم إلى ممارسة الأعمال الإجرامية، ويدمن بعضهم الآخر على المخدلاات بأنواعها، إنهم يأتون إلى هنا سعيًا وراء الوعود الوردية البراقة من وكلائهم، تملأ آذانهم، ثم سرعان ما يتركهم هؤلاء ليسمعوا من بعدها صافرة سيارات الشرطة التي تلاحقهم أينما ذهبوا، وتملأ أنوفهم رائحة القمامة المقززة المتجمعة في شقق بالطوابق العليا التي تأويهم".
ويقول " مبفومين " : " هناك تجارة كبيرة وأرباح ضخمة تجنى من كرة القدم، تستشري وتتسع أفاقها على أحلام الناس، الذين يسعون إلى حياة أفضل لعائلاتهم، ففي أفريقيا عندما يخبر شخص تظهر عليه علامات الأهمية وسيماء الوجاهة، الأسرة بأن ولدهم موهوب، فالأسرة بدورها سوف تفعل أي شيء من أجل تدبير المبلغ الذي يكفي لإرسال ولدهم إلى الغرب، فقد يضطرون إلى بيع المنزل وربما بيع أبناءهم الأصغر سنًا وربما يبيعون حياتهم، ويقدمون طواعية على الانخراط في حياة أشبه بالعبودية نظرًا لما يتحملونه من ديون على أمل أن الصبي الموهوب سوف يكون سببًا في تحسين احوالهم المعيشية مستقبلاً، أما السماسرة الذين يعملون في هذا المجال فيتقاضون 3000 دولار عن الصبي الواحد، ويعرضون على الأسرة تسهيل تهريبه إلى اوربا، واعدين إياها بأن الصبي سوف يوقع مع أحد الأندية الكبرى، لقد فقد عدد كبير من الصبية بهذه الطريقة غير الشرعية، أجل هناك من بين هؤلاء الأطفال من يمتلك موهبة حقيقية، ولكن هؤلاء ليسوا بحاجة إلى وكلاء، إنهم بحاجة إلى أب وأم يقدمان الرعاية لهم".
قابلنا "سيمون" في إحدى ضواحي باريس، قابلناه في "سانت ديفيز"، و هو أحد المهاجرين غير الشرعيين القادمين من الكاميرون. كان سيمون يرتدي مجرد سترة بولو سوداء اللون على الرغم من البرد القارس الذي كنا نشعر به، فلم يكن لديه سترة أو معطف يحميه من البرد، و بدأ "سيمون" في سرد أحداث قصته قائلاً "وصلت إلى فرنسا منذ عامين على أساس تأشيرة تسمح لي بالإقامة لمدة لا تتجاوز الـ 30 يومًا. كان الحلم الذي يراودني في ذلك الوقت هو اللعب لصالح نادي باريس سان جيرمان، كنت في الكاميرون لاعبًا أيضًا، لقد علقت أسرتي عليّ الكثير من الآمال، عدما غادرت الوطن كانت والدتي تستأجر أحد البارات المحلية، وعلقوا به لافتة كبيرة كتب عليها حظًَا سعيدًا، نحن فخورون بك، وبعد أن رفض النادي التعاقد معي، كنت اشعر بخزي جعلني لا أجرؤ على العودة، لذا عزمت على البقاء هنا في فرنسا كمهاجر غير شرعي، إنني أخبر والدتي بأنني سوف أرسل إليها المال فيأقرب فرصة ممكنة، لتسدد أتعاب الوكيل، أخبرها انني أبلي بلاءً حسنًا كلاعب محترف، أشعر بأنني إنسان مذنب، أشعر أن حياتي صارت بلا أمل، إن عمري 18 سنة، وكنت في قريتي في الكاميرون بطلاً".
إيمانويل إيبو (الأرسنال وساحل العاج) ...
عندما كنت في التاسعة من عمري كنت ألعب ضمن فريق صغير في مدينتي أبيدجان، في ساحل العاج، واستمر تواجدي مع هذا الفريق على مدار 5 سنوات، قبل أن ألعب مباراة ودية ضد فريق أكاديمية أسيك، وهي الاكاديمية الشهيرة في المدينة، واخبرني مدربهم برغبته في أن أنضم إلى فريقه.
لعبت مع فريق الأكاديمية لمدة تصل إلى عام ونصف العام، في إطار شراكة مع فريق بيفرن البلجيكي، وكل عامين كان الكشافون يفدون إلى الفريق لاختيار ربما 3 أو 4 من اللاعبين، للإنضمام إلى الفريق الأول للنادي، فابلغوا وكيلي انهم يريدونني، فلعبت لحساب فريق بيفرن لمدة 4 سنوات، في إفريقيا، وفي ساحل العاج تحديدًا لدينا عدد كبير من الأكاديميات، لكنني لا أظن أن الأطفال يتعرضون للاستغلال، لا شك أن هناك وكلاء غاية في السوء، لكن هناك كثيرون من الأشخاص الطيبين، فقد كان وكيلي رجلاً جيدًا للغاية وقدم لي مساعدات عديدة، فعندما حضرت إلى بلجيكا للمرة الأولى جاء معي وذلل أمامي الكثير من العقبات.
"أندريه بيكي" لاعب "ريدنج" ومنتخب الكاميرون.
لم يسبق لي أن التحقت بمدارس الكرة على الإطلاق، فقد بدأت ممارسة لعبة كرة القدم في المدرسة القريبة من منزلنا، ثم انضممت لإحدى فرق دوري الدرجة الثالثة و ذلك بعد وقوع الاختيار علي لأكون بين صفوف منتخب الكاميرون للناشئين تحت 17 سنة، وقتها بدأت آخذ مسألة كرة القدم على محمل الجد نفي حياتي. أثناء مشاركتي بإحدى البطولات الدولية بإيطاليا توجه إلى المدير الفني لنادي "إسبانيول" بالدعوة للمشاركة في صفوف ناديه للعب على سبيل التجربة، و الآن أصبح لدي تاريخ زاخر في الاحتراف، حيث لعبت في أسبانيا، البرتغال، موسكو وإنجلترا.
كما أن هناك العديد من الفرق الأوروبية التي ترسل مدربيها وكشافيها إلى أفريقيا لملاحظة أداء اللاعبين من منطلق التفكير في ضمهم لها. وعلى ما أذكر، كانت تلك الأندية تضم لصفوفها أعداداً قليلة، أما اليوم فهناك أعداد غفيرة من الأولاد الذين يلعبون كرة القدم يجلبون إلى أوروبا سنوياً للعب في النوادي الكبرى على سبيل التجربة.
بالإضافة إلى ذلك، توجد لدينا هذه الظاهرة التي انتشرت بين شباب اللاعبين الأفارقة الذين يأتون إلى باريس بلا اتفاق موثق أو حتى وعد باللعب، و من بين هؤلاء الشباب أيضاً من يفشل في التجربة عند اختباره في أي نادي وعليه يقبعون بالشوارع دون أدنى فائدة أو منفعة لهم أو لغيرهم. و يكمن السبب في ذلك إلى أن بعض الوكلاء ينتقون الطفل الماهر في كرة القدم و يأخذونه إلى أوروبا فإذا حالفه التوفيق كان هذا أمراً جيداً، و إذا لم يحالفه التوفيق يتركونه ليتشرد في شوارع أوروبا. و على ذلك لابد من التنبيه على أن اللاعبين الأفارقة الشباب يجب أن يلاقوا قدراً أكبيراً من الاهتمام و الرعاية.
التعليقات
مقالاته الأربعة !
فؤاد شباكا -تحدث الأستاذ محمد حامد كثيرا فى مقالاته الأربعة عن تجارة الرقيق الأسود وعن الملفات اللاانسانية الأوربية المتعلقة بتهريب أولاد افريقيا ـ ولم يسأل الأخ حامد عن سبب رحيل الأفارقة الصغار ... أعتقد الجواب وبكل بساطة لصقل مواهبهم الكروية، وبالتالى ليحسنوا مستواهم المادى والمعوزين من الأهل ـ ولم يذكر الأخ من الذي ابتكر تجارة الرقيق الأسود؟. والذين كانوا يسوقون العبيد من أحراش أفريقيا مكبلين بالأصفاد والأغلال، واقتيدوا قسرا للأوربيين بغرض بيعهم كرقيق في اسواق النخاسة؟. وتنتهى بهم الامر في بلدان تبعد آلاف الاميال من موطنهم الاصلي .. ياأستاذ تجار العرب هم الذين شحنوا الملايين من الرقيق الافارقة على مدى قرون ... منهم ثلاثة مليون لقوا حتفهم خلال عملية الترحيل ... وجزيرة زنزبار شاهدة على تنظيم الرقيق الأسود ـ فأيهما الأحسن؟. الجواب عند الأستاذ محمد / فؤاد شباكا