قصيدة للشاعر الأمريكي: نِك فلين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة سركون بولص
يمكنُ الوثوق من أنّ النحل
في كلّ الحالات، قادرٌ على اكتشاف
أفضل الحلول، إن لم يكنْ
الحلَّ الإنسانيّ، الوحيد. دعوني
أضربْ مثلاً؛ حدثا ً لم يزل، حتــّى
إن كان يحدثُ في الطبيعة، شاذ ّا ً
في ذاته، تماما ً. أًشير إنّما
الى الطريقةِ التي يتخلّص بها النحل
من ثمة فأر
أو يَرَقانة
حدثَ وأن وجدتْ طريقها
الى داخل الخليّة.
بعد أن يُجهَزَ على المتطفــّل،
يترتب على النحلات
أن تتداول بشأن الجثة،
التي سرعان ما سوفَ
تـُسمّم سُكناها.
إن كان من المستحيل عليها
أن تفرزها خارجا ً أو تمزّقها إربا ً،
فهي ستـُباشرُ، منهجيّا ً، وبشكل خَتـْميّ
في إيداعها ما يُشبهُ قبراً
من العِكـْبـَر والشمع،
يعلو كالبرج بشكل خرافي
فوق بقيّة الأنصاب العادّية
في المدينة.
*
عندما نموت
تتحوّلُ أجسادُنا الى مسحوق، أجسادنا التي
هي الوعاءُ وها إنّ الوعاءَ
يَفـْرغ.
إنّ احتضارنا لا يملأ القفير
بزَناخة الإحتضار. لكن العالم
في الخارج يجوع.
صرصارٌ ما،
بعد أن لــُدغ، يمكن سحبُهُ الى
الخارج ثانيةً.
صبيّ مُهمِلٌ
حشرَ الى الداخل بعصا
بزّاقةً ذات مرّة.
ودهنـّا فتحة صدَفتها بالشمع
خاتمين على المخلوق، بإحكام. و ها هنا،
في قاع النخروب المشطيّ،
فأرٌ،
ساقَهُ الى الداخل الشتاءُ والحاجة.
خَدْشات مخالبه أيقظتنا. فلدغناهُ
حتّى مات.
وحتّى قبل أن يموت
طفق يرشحُ – أسوأَ
لحظة أن كفّ عن الرَّجف.
والآن، في كلّ يوم
نزحفُ فوقَــَه
لنعبر الى الخارج،
وذلك الشكل الشمعيّ لِما كان
يحملقُ خارجا، في نومه المخنوق
ذلك الفأر الذي نصبناهُ
لينذر منا البقّيّة.
العِكبِر مادة راتينجية شمعيّة القوام يجنيها النحل من براعم الأشجار فيثّبت بها النخاريب.