نساء إيلاف

سعوديّات في لندن: نذهب إلى السينما ونحرز درجات عليا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يقدن سياراتٍ ويعتمرن أحلامًا كثيرةً

أبية العمير: لاأشعر بالغربة
فوزية السعيد: لاأحب تخصّصي
هيا البكر: شقتي ضيّقة

كلورادو: تخبئ الطالبة السعودية أبية العمير تفوقها في عينيها، تذهب إلى السينما وتشارك بفعالية في المناشط الثقافية بلندن: " مايميز عاصمة الضباب هو توافر مايزيد عن 200 متحف في أرجائها، بالإضافة الى المسرحيات والمهرجانات المقامة على مدار العام، الناس في لندن تتحدث نحو 300 لغة مختلفة ويزورها اكثر من 50 مليون سائح سنويًا وهذه فرصة للتعرف والاختلاط بثقافات وحضارات مختلفة".
تستلقي مفاتيح سيارة فوزية السعيد على طاولتها في المقهى : " لم تعد سيارتي كما عهدتها، حينما كانت تجذبني عبر رائحة جلدها الجديد، أتنقل بين المقاهي بحثًا عن زاوية تستفزني لأدرس وأخترع".

هيا البكر، اقترضت من البنك: "جئت لأتعلم، لاوقت ولانقود أهدرها في الخارج".
طالبات سعوديات في لندن، يرغبن في استعارة شمس صغيرة ويتحدثن عن همومهن خارج الوطن.

سيارة خضراء


تستقل فوزية السعيد ( 23 عامًا) سيارتها،تعوم في شوارع لندن، تلتقط صديقة وتزور أخرى، تتبضع بنفسها، عندما تتوقف أمام الاشارة الحمراء تغمض عينيها وتستحضر الماضي:"تضيء بسخاء صورتي وأنا صغيرة، أتذكر الشريطة الوردية التي يلبسها شعري، وحلمي بقيادة سيارة خضراء كالتي يمتلكها والدي آنذاك، حصلتُ على سيارة بيضاء منذ نحو عامين في بريطانيا، رياضية وأنيقة، لكن افتقد شريطتي ، والدمى الكثيرة التي ترافقني ذهابا وإيابا إلى المدرسة، كنت أميرة، يفتح لي السائق الأبواب، والخادمة توفر لي أصناف الفطائر التي أهواها".

تتابع فوزية:" ارتعش خوفا من أوجاع منتظرة، لم تعد سيارتي كما عهدتها، حينما كانت تجذبني عبر رائحة جلدها الجديد". تدرس السعيد البكالوريوس في هندسة الكمبيوتر، تحمل ( اللاب توب) معها أينما حلت:"لاأحب تخصصي بالقدر الذي أعشق الفنون الرقمية، عندما تزور لندن ستشاهدني أتجول بين المقاهي، أبحث عن زاوية تستفزني لأخترع تصاميم جديدة لموقعي الذي يضم جنوني وأفكاري". وتسترسل:" صديقتي مها تناديني بالعصفورة، حيث يستطيع الجميع مشاهدتي لكن دون القدرة على الإمساك بي، مشغولة بدراستي والجرافيكس، أحلق بوفرة، أرجو أن أصل". فشلت فوزية في إجادة الطهي:"أهدرت مكالمات كثيرة مع الخادمة لإعداد وجبات مثيرة لصديقاتي، لاأملك اللمسة الأخيرة، ربما لاأحتفظ في أنحائي بالأنسجة التي تسكن عمتي وتجعلها أمهر طاهية في العالم".

تطوّع وتفوّق

أبية العمير جاءت من شرق السعودية ، حاملة أربعة حقائب، وتفوّق كبير يسطع من عينيها، تقول لـ (ايلاف):" اليوم الأول في لندن كان من أطول الأيام التي مرت عليّ في حياتي، وصلتُ فندقي الساعة السادسة والنصف صباحا، اجراءات المطار استغرقت نحو 3 ساعات ، بعد ذلك أذكر أني قضيت يومًا كاملا في التنقل بين الفنادق أنا وحقائبي الأربعة، كنت قد رتبت حجزي مسبقا مع أحد الفنادق ولكني فوجئت عند الوصول بسوء نظافة الفندق مادعاني الى أن ألغي الحجز وأبحث عن بديل".

هل تشعر أبية بالغربة، تجيب:" ليس عندي تصور إلى الآن لمعنى مفردة ( الغربة ) قد أشعر من وقت إلى آخر بالحنين للوطن أو مايسمى بـ homesick ولكن هذا لايجعلني أشعر أني غريبة في لندن، بل على العكس قد أجد نفسي بعض الأحيان أكثر ارتياحاً وانسجاماً مع واقع الحياة في لندن منها على أرض الوطن!".

تتراكم الهموم الدراسية على ملامح أبية العمير ،تعمل بمثابرة نحو إحراز درجات مرتفعة تواكب طموحاتها وأسرتها:"أحضر الماجستير في تخصص صحة الأسرة والمجتمع، جئت إلى بريطانيا بعد أن ترددت في تقديم أوراقي إلى الجامعات الأميركية خوفا من تعطل أوراقي بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة ( فيزا)، وقد وفقت ولله الحمد في الحصول على قبول في كلية بريطانية تعتبر من أبرز الكليات في العالم بمجال دراستي".

كيف تقضي السعودية أبية وقت فراغها في عاصمة الضباب؟ هل تذهب إلى السينما؟ ترد على ( إيلاف): "نعم ، وهذا رأيي من أهم مايميز الدراسة في لندن، الحياة هنا مليئة بالأنشطة والفعاليات ، فلندن عاصمة غنية ثقافيا ، يكفي أن هناك مايزيد عن 200 متحف بالإضافة الى المسرحيات والمهرجانات المقامة على مدار العام، الناس في لندن تتحدث نحو 300 لغة مختلفة ويزورها اكثر من 50 مليون سائح سنويا وهذه فرصة للتعرف والاختلاط بثقافات وحضارات مختلفة".
تضيف: "حقيقة وقت الفراغ قليل جدا، بالاضافة الى حضور بعض الأنشطة الثقافية، أساهم في بعض الأعمال التطوعية التي تهدف الى رفع المستوى الصحي لبعض الأقليات العرقية الموجودة في بريطانيا". كثر الحديث عن تعامل الشعب الانجليزي مع العربي والسعودي، لندع أبية تنهمر في هذا السياق:" الشعب البريطاني بصفة عامة شعب مطلع، يحترم ثقافات وشعوب الدول الأخرى ويتعامل مع الزائر والمقيم معاملة جيدة طالما الزائر والمقيم يحترم البلد ونظامه".

وتتحدث عن تجاربها: "شخصيا لم أجد مايزعجني إطلاقا في هذا التعامل بل على العكس فوجئت بكثير من التعاطف بعد أحداث الانفجارات الأخيرة في السعودية وتلقيت مكالمات هاتفية من عدد كبير من الأشخاص لمجرد السؤال والاطمئنان، وقد لمست ايضا بعض التعاطف من الشعب البريطاني مع الشعب العراقي". أمنيات عدة تعيش في أعماق أبية، تعبر عنها قائلة: "أتمنى أن أنقل قليلا من أشعة شمس مدينة الظهران ( مسقط رأسي ) إلى عاصمة الضباب، و أتطلع أن أحقق شيئا جميلا ومقنعا عند عودتي إلى الوطن!".

ماذا استفادت السعودية العمير من وجودها في الخارج إلى جانب نجاحاتها الدراسية؟:" ألجأ إلى نفسي، وهذه من أهم الدروس التي تعلمتها في الخارج، حيث أعتمد بشكل كامل عليّ ، وأستمد قوتي من ذاتي".

بكاء

هيا البكر، تهرب من لندن في الصيف: "أبكي داخليا، تتقطع شرايني، تتألم أوردتي عندما يأتي السياح الخليجيين، يرسمون انطباعا خاطئا عنا، لسنا أثرياء كما يظهرون، لاتتدلى من عنقي عقودا ثمينة، ومن يدي أساور نادرة، جئت الى هنا لأدرس الماجستير بعد أن حصلت على قرض بنكي وقافلة من التعهدات". لاتخرج هيا من شقتها الضيقة: "الأكل غال جدا في الخارج، أطبخ بنفسي لعلي أوفر ولا أهز ميزانيتي، شقتي صغيرة، تمتلئ أشيائي برائحة الأكل، المطبخ بمحاذاة غرفتي وملابسي".

إحصائيات

على صعيد متصل،أعلن الأمير تركي الفيصل سفير السعودية لدى المملكة المتحدة وايرلندا أخيرا جائزة للتفوق العلمي تهدف الى تحفيز الطلاب والطالبات السعوديين في جامعات بريطانيا وايرلندا وقد حصلت على الجائزة في عامها الأول الطالبة السعودية هند سمير حسني عبدالجواد التي حصلت على مرتبة الشرف الأولى في بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة ايرلندا الوطنية في مدينة غولوي الايرلندية.

يذكر أن 15516 طالبا وطالبة من السعوديين يدرسون في دول العالم المختلفة منهم 6744 مبتعثا، والباقون يدرسون على حسابهم الخاص في مختلف التخصصات العلمية...

وعدد طالبات الدراسات العليا في الكليات التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات بالسعودية وصل 930 طالبة منهن 651 طالبة في درجة الماجستير و 279 طالبة في مرحلة الدكتوراة. فيما وصل عدد الحاصلات على درجات علمية عليا من كليات البنات حتى الآن إلى (1191) رسالة ماجستير ودكتوراه.
عدد طالبات الماجستير في كليات الآداب (81)، وفي كليات العلوم (34)، وفي كليات التربية - الأقسام العلمية (144)، وفي كليات التربية الأقسام الأدبية (331)، وفي كليات الاقتصاد المنزلي (56)، وفي كليات الخدمة الاجتماعية (5). وبهذا يصبح عدد الطالبات المسجلات في مرحلة الماجستير ( 651) طالبة، في حين أن عددهن لم يتجاوز طالبتين فقط في عام 1396/1397 هـ عند افتتاح برنامج الماجستير.

ctu_abdullah@yahoo.com

شرح الصور:
•الصورة الاولى:الطالبة السعودية أبية العمير في إحدى فعاليات الجامعة ببريطانيا
•الصورة الثانية: الطالبة هند عبدالجواد تتسلم جائزة الأمير تركي الفيصل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف