كتَّاب إيلاف

مطلب وحيد لمواطن سوري من حكومته الجديدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كتب كثيرا عن التعديل الوزاري الاخير في سوريا، مبرراته واسبابه ودواعيه. و بدأت صحفنا "الوطنية" معزوفة الاشادة بالوزراء الجدد على ضوء خلفياتهم " العلمية طبعا وليس!! من يقف خلفهم " وتعيد هذه الصحف والكتاب انفسهم معزوفة اخرى عن الراحلين "اقصد الوزراء" (ضعف الاداء - ارتجالية القرارتالصادرة عن الوزارات - عدم تقدم الاصلاح الخ الخ)

والحقيقة ان لي مطلبا اكرره عندما تتشكل اي حكومة في بلادي " كما هو مفترض " ومطلبي لا يتعلق بمكافحة الفساد ولا بالاصلاح الاداري ولا الاقتصادي ولا السياسي حتى!!! كما ولا يتعلق بالقضاء على الرشوة والمحسوبيات او (المطالبة ) بتكافؤ الفرص امام المواطنين لا سمح الله.كما انه لاعلاقة له بمكافحة البطالة التي تصل الى 20% من القوة العاملة (وفق تقديرات غير رسمية ) ولا علاقة له ايضا بنقد اداء هيئة مكافحة البطالة التي بددت القروض على من لا يحتاجها وفق اداء الادارة السوري الذي يقوم على اصلاح " الفساد " ( وكنا قد جمعنا هذه الاموال من هيئات وجهات اخرى محسنة ) كما لا يتعلق مطلبي باصلاح الاداء الاعلامي او يتطاول (اقصد مطلبي ) ليطالب بحرية الصحف والرأي لا قدر الله اذ ان الوزير الجديد ادرى مني بهذا الامر ، كما اني لا شأن لي اذا اقر قانون الاحزاب او لم يقر هذا شأن لا طاقة لي بالمطالة به ، ولا يتعلق ايضا بتعزيز جمعيات المجتمع المدني فتلك لها اهلها، كما ولا علاقة لي ان استقل القضاء او لم يستقل ، رفعت الاحكام العرفية ام لم ترفع!! فانا " موطن " صغير اعرف ان حجمي لن يصل الى هذه المطالب.

اما مطلبي من "حكومتي" الجديدة فهو ان لا اشتـَـم !! نعم هذا هو مطلبي الوحيد.فقد شتمنا من اجهزة الامن ( بكافة فروعها ) امام زوجاتنا وامهاتنا وابنائنا وشتمت امهاتنا واخواتنا جهارا نهارا من اي عنصر امن " لا يحمل اي رتبة!! "، وقد شتمنا من اضعف سلطات بلادنا (الشرطة )، " وانا هنا لا احتج على السحل والضرب والتعذيب وما اليه فهذا لا طاقة لي بطلب ايقافه"، وشتمنا من اصدقاء الشرطة، ومن اصدقاء الامن، وشتمنا من المخبرين واصدقائهم، وشتمنا من (عناصر ) اصدقاء المسؤولين "طبعا المسؤولين الكبار واصدقائهم لا يرونا كي يشتمونا" وشتمنا في الدوائر الرسمية من الموظفين، وشتمنا عند حدود بلادنا ونحن عائدين وشتمنا ونحن نغادرها، وشتمنا من سائقي الباصات وسيارات التكسي وشتمنا من بائعي الخضرة في سوق الهال، شتمنا من اناس لا نعرفهم امام رجال الامن لكن رجال الامن لم يسمعوهم (لانهم يعرفونهم)، وشتمنا في جامعات بلادنا (تلك الصروح العلمية التي تخرج قادة المجتمع افتراضا ) "وانا ايضا لا اتحدث عن ضرب طلبة جامعة/ من قبل دكاترتهم" كما شتم ابناؤنا في المدارس وفي الشوراع وعادة لا يكتفي الشاتمون بنا وبامهاتنا واخواتنا بل بالذي سيخرج وراءنا وهم يعلمون ان لا احد امامنا ولا وراءنا والا لما تجرؤا على شتمنا جهارا نهارا.

نعم هذا مطلبي الوحيد من حكومتي" الجديدة
وربما يقول قائل وما شأن الحكومة "بمواطن" سفيه يشتمك في الشارع؟ اقول نعم هي من جعلت هذا المواطن يتجرا على شتمي، اذ لو كان يعرف هذا "المواطن" انه سيطاله عقاب ما من "جهة"ما لم يتجرأ على شتمي نا. والحقيقة ان بعض المعلومات التي رشحت عند تعيين وزير الداخلية الجديد (غازي كنعان ) تقول انه طلب من الرئيس ان يتم توحيد الاجهزة الامنية وتكون تحت امرة وزير الداخلية ونحن اذا نؤيد هذا المطلب لا من باب الحفاظ على امننا الوطني " فهو مستتب والحمدلله ولا احد يستطيع زعزعته " بل انه سيوحد الجهات الشاتمة "و الساحلة ايضا " وبالتالي سيقل عدد الشتائم التي نتلقاها اذ حاليا كل فرع وجهاز يشتم منفردا وتعرضك للشتم من جهاز لا يعني اعفاءك من الشتم من جهاز اخر.

والحقيقة اني اتخذت منفردا، قرارا لا ادري مسوغاته القانونية ولا تبعاته وهو اني كلما شتمني احد ما ساشتم الحكومة علنا "او سرا ان لم استطع" وذلك اضعف ما يستطيع فعله "مواطن" لازال يشتم منذ ولادته

شاعر وكاتب سوري

khalaf88@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف