كتَّاب إيلاف

من اركان الملكية في زاوية النسيان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من كان منا يعتقد ان هناك اياماً كان العراقيون يعيشون فيها استقراراً ونمط عيش كانوا محسودين عليه من الشعوب المجاورة!!... يوم كان البغداديون يسهرون حتى الفجر منشرين في نوادي عائلية ليس هناك رجال نقوذ.. ولا شقاوة سلطة ... ولا حماية ممن يملكون اجساماً توحي بالقسوة.... ابواب بيوتهم كانت مشرعة وشوارعهم امنة لا وجود فيها لاي مظهر من مظاهر التسلط القمعي او الارهاب. الحكومة يومها كان لها عدو واحد وهذا العدو هو الشيوعيون الذين ملئوا الارض وقتها صخباً ضد الملكية بشعاراتهم الماركسية الدولية... لتذهب الحكومة في محاربة فئة نسبتها ضئيلة وتترك باقي الشعب يعيش في مظلة واسعة وفرها النظام الملكي.. مظلة حضارية انسانية بحيث ان كل شيء فيها متيسر وبسعر مقبول والعناية الصحية متوفرة الى حد ما.... الدراسات والتعليم في متناول من يبغاها.. وكادت ان تصل نسبة الامية الى اقل جد متوقع مقارنة بدول الجوار واصبحت كل عائلة تحاول ان تستفاد من هذا الفرص التعليمية وترسل اولادها الى منابع العلم والتعليم ومناهله ولكي لا نيالغ ان التيار الذي وقف ضد الحالة التي وفرها النظام الملكي في العطاء السياسي هو اكثرهم تضرراً من كل الانقلابات العسكرية .. وانا من ذلك التيار.. حيث ذهبت الى سجن نقرة السلمان منادياً بالحرية والديمقراطية واصبحت ابكي على ذلك اليوم بعد ان كنت ابكي فيه فلا حرية ولا ديمقراطية وازداد الارهاب يوماً بعد يوم وعمقت القسوة ضد شعبنا.

ان الذي يؤلمنا هو ان ما ادعاه انقلابيو الاحداث في العراق حيث ادعوا انها ثورة شعبية تطلب الاخاء والحرية ولم يكونوا سوى طلاب سلطة وهواة نفوذ ... العراق لم يمر في تغيراته السياسية بمراحل الثورة الطبقية ... ولم يحصل فيه حرب بين شمالة وجنوبه وكل الذي حدث من مسميات كانت تعبر عن طموح سياسي كان ينظمة ويدبرة وينفذه لابس الخاكي من العسكريين!! .... واذا اردنا ان ننصف فهناك بعض المدنيين الذن وصلو الى مفتاح القرار في الانقلابات المتعددة .. عندما استسهل دعاة الانقلاب ومنفذيه الاستيلاء على السلطة .. حيث وجودوا انهم لا يحتاجون اكثر من تعيين بعض الدبابات والزج بها على دار الاذاعة !! وبالتالي يتلو احدهم البيان الاول... جيث نجده متشابه في كل المحاولات الانقلابية في الديباجة والمقدمة وحتى المؤخرة !!! فهي تبدأ بلغي النظام الذي سبقها وتعطي الامال بتحقيق الاحلام الوردية للشعب المسحون.

عاش العراقيون الذين مروا بهذه التغييرات السياسية وقد تحطمت آمالهم وسدت الابواب في وجوههم فاخذوا يتسللون عبر الحدود في موجات بشرية كبيرة زاد عدد افرادها الى اربعة ملايين .. وهؤلاء يمثلون النخبة المثقفة والطبقة البرجوازية .. وكل الناس الذين يرغبون في معيشة افضل ... حيث نحت مزارب الارض ومسالكها بالكثير من العراقيين .. .. ان يأتوا الى لندن .. فلندن هي ام الديمقراطية وصاحبة التشريعات القانونية في اعطاء اللجوء السياسي والانساني لاي فرد تقع قدميه على ارضها بغض النظر عن هويته او ما يحمل من مستندات .. فهو مصدق ما دام يدعي انه عراقي وانه هارب من جحيم نظام صدام. ومن هؤلاء من اتى بشرعية جواز السفر حيث وجد ومنهم كاتب هذه السطور نفسه امام غابة سياسية متضاربة متشابكة تتشرك في قاسم واحد هو ازالة صدام.... ولكن.. كيف يزال صدام؟؟... وما هو التوقيت في ازالته؟؟... وما الضرر الذي يصيب الشعب العراقي من اي عملية عسكرية تستطيع ان تنهي النظام الرهيب؟؟
ان الذي حمل بين افكاره عند قدومه الى بريطانيا الافكار اليسارية البرلمانية والديمقراطية في الفكر والتصرف حيث كان يعمل في لجنة عدالة تتولى الدفاع عن السجناء السياسين .. وهو الذي توكل شخصياً ضد صدام حسين وطالب باعدامه مع خاله خيرالله طلفاح بتهمة القتل مع سبق الاصرار وفق المادة 214 من قانون العقوبات البغدادي وكان قد قال في الشهر التاسع من سنة 1959 في قاعة المحكمة العسكرية وهو يطالب بحق ذوي المجني عليه سعدون التكريتي وهو ابن عم المتهم صدام حسين ، قال وهو ما مسجل في ملف القضية " ان المتهم صدام حسين الواقف في قفص الاتهام يحمل ادراكاً متميزاً للشر والقتل وتغيير النسيج الاجتماعي والديمغرافي .. ليس فقط لتغيير العراق بل حتى دول الجوار" .... وهذا هو ما حصل بالفعل.. ان كاتب هذه السطور قد نجا بأعجوبة من مجزرة 14 رمضان التي تفنن البعثيون فيها بقتل كل من له رأي معارض لفكرة البعث . وكان القتل على الهوية !... وكثيرا ما كان لاغراض شخصية .. حيث ذهب ضحيتها عشرات الالاف من العراقييون... واستمرت هذه المجزرة لعدة اسابيع ... ورغم ذلك فقد رفضت شخصياً فكرة التعاون مع البعث عند وصوله الى الحكم وانا اعتبر ان ما قامت به زمرة الاعدامات في مجزرة 14 رمضان لا تعطي مجال لاي تعاون سياسي .

هذه هي صورة قلمية رسمت بأمانة للحالة النفسية للمهاجرين العراقيين الهاربين .. ونحن الان نحاول ان نرسم صورة قلمية اخرى لحالة الفوضى السياسية التي كانت نشطة يومها في لندن لنجد ان هناك مجاميع متعددة تعمل كلً حسب طريقته ومصلحته لاسقاط نظام صدام تحت مظلة واسعة كان تحتها من انصار الملكية الدستورية الى الحزب الشيوعي.. الكل يحاول ان يفلسف سلوكيته الاستثنائية للوصول الى هدف التغيير السياسي في العراق حتى ان بعضاً منهم لم يخجل ليجاهر بأنه عميل امريكي يتقاضى مخصصات من سي آي أي او البنتاغون او جهات اخري وكان بعضهم يتسابق في ابداء الولاء والطاعة للمخُلص الاعظم الامريكي حتى وصلت الحالة ان ادبيات هذه التجمعات سواء تجمع الوفاق او المؤتمر الوطني او التجمعات الاخري كانوا يبالغون بكثرة الدعم المادي من الدولا رات والمبالغ الهائلة التي وضعت تحت تصرف هؤلاء الحالمين بالحكم والسلطة من مال وفير !! .. فيحار المرء وهو يملك هاجس وطني وقضى الكثير من سنين حياته داخل الاسوار بسبب قناعته بالتربة والوطن.... ان العاقل الذي يحاول ان يجد موقعاً في قئة لا ترتبط بالخارجية الامريكية .... ولكن هذا كان صعباً جداً !!... فالكل بطريقة او باخرى له ارتباط مع الخارجية الامريكية او الانكليزية او دول اخرى لها مصالح بالعراق . وكانوا الذن يستلمون المال لا يخجلون عندما رفعوا شعارات ان الدعم الامريكي هو دعم مشروغ وعلينا ان نقبله.... حتى وصل هذا الدعم الى بعض المراجع الدينية واحزاب لها ماض وطني طويل وكانوا جميعاً غير خجلين بجهارتهم باستلام الدعم الشهري المنظم وتدور هذه القناعات بدون خجل في معظم الاجتماعات التداولية وادبيات ونشرات والجرائد الناطقة باسماء المعارضة قبل وقوع الاحتلال .. حتى انهم (الله اكبر) جاهروا بأستعداء الجيش الامريكي وحثه على ضرب العراق واهل العراق مشجعني على هذا العمل الشائن الاحتلالي ومزويدهم بمعلومات كاذبة من وجود اسلحة الدمار الشامل ؟؟!!.. هذه المعلومات المغلوطة ذهب ضحيتها ليس الكثير من الشعب العراقي الاعزل فقط بل حتى من جيش الاحتلال ... واضعين مستقبل قادة الدول المحتلة من بوش وبلير في مهب الريح كما هو واضح في انتخابات الولايات المتحدة... وانتخابات بريطانيا ليست ببعيدة..

في اليوم الذي يستطيع فيه القاريء العراقي ان يقرأ اسرار وتفاصيل خارطة التعاون التجسسي المادي بين المعارضة من حهة والاستخبارات المركزية الامريكية والبنتاغون من جهة اخرى.. ستذهل كل من يقرأها لاحتوائها لاسماء المئات .. افراداً ومنظمات.. بشكل خارطة نظمت بشكل اخطبوط ... رسمها احمد عبدالهادي الجلبي الذي لديه دكتواره من اشهر جامعة امريكية في الرياضيات!.. حيث قام بتوزيع الادوار ورسم خطوط الاتصال .. والكل يأخذون من الرصيد المتوفر لدى الجلبي .. وكان ذكياً وقادراً على ربط هؤلاء الكل في مصلحة الدولار فقط وكان يخفي العلاقات والدعم المادي عن المراكز الدينية والثقافية والمنتديات والشخصيات القانونية والاجتماعية والسياسية.. والذي يثير الالم في المتتبع بأن ذكاء الوغارتيمات المتوفر لدى الجلبي هيأت فئة ذهبت الى العراق ودخلت الى العراق مع الاحتلال.. حيث لا زالوا افرادها لحد الان يلعبون دوراً سياسياً سواء في المجلس المؤقت او المجلس الوطني او حتى ما تؤل به نتائج الانتخابات المقبلة! ...

ان من الذين هرولوا للسلطة كان من يعمل لاسترداد العرش العراقي الى الهاشميين من بني قريش وهو سمو الشريف علي بن الحسين ، علماً ان لفظ سمو الشريف لفظ تاريخي مشتق من ارومة قريش ومن دور اجداده في بناء عراق الدستور والملكية وهذا ما يدحض طلب رئيس المجلس المؤقت بحذف هذا اللفظ عند المخاطبة.
لم يتوان سمو الشريف عن الدعوة لعرش طالما التف حوله عراقيون كانو يعيشون في كنفه وخاصة وان سمو الشريف رفع شعارين،، الاول هو الملك يسود ولا يحكم .. والثاني الملكية مظلة لكل الاحزاب والفئات والصراعات السياسية.
برأي ليس هناك اجمل من هذا الطرح السياسي وقد تيقنت قبل ان احرر اي مقال في صحيفة لدعم هذه الفكرة .. "السيادة بدون حكم والمطلة للكل".... وكنت اراقب سمو الشريف فوجدت فيه حرصاً على هذا الشعار الا ان الضروف السياسية والتدخل الجلبي والاختراق من الداخل جعل موقف سمو الشريف يتلاشى امام الرغبات الامريكية وشعارات الاستعداء لضرب العراق.. ليس هناك شك انه توجد اخطاء قاتلة في الحركة الدستورية لولاها لبقيت على اخلاصي بعودة الملكية الدستورية والتي فيها ديمقراطية تحمينا من هذه الفوضى والاقتتال والتقرب شيئاً فشيئا الى حرب اهلية. ... هذه الاخظاء هي:
اولاً : ان سمو الشريف لم يحسم معضلة شرعية قانونية واجبة الحل وهي من الذي يرث الملك فيصل الثاني الذي اغتيل في 14 تموز، فكان عليه ان يحسم هذه القضية مع العرش الهاشمي في الاردن.
ثانياً: كان عليه ان يثبت ان الملكية هي فوق الميول والاتجاهات وهي فعلا مظلة .. لا ان يحاول ان يتقرب لفئة الشيعة مرة ولقئة السنة مرة اخرى والى الاكراد لعدة مرات.
ثالثاً: انهم لم يركز على المؤمنين المخلصين للفكرة الملكية الذي لا يحملون في ثنايا تفكيرهم مصلحة خاصة او ربحاً شخصياً او مكسباً اتياً .. وللاسف انه اعتمد على اناس كانوا قد استغلوا موجة حب العراقيون للملكية وللعائلة الهاشمية للاستفادة الشخصية وكان للاقارب والنسبان لسمو الشريف اثراً واضحاُ في سياسته..

الآن ما العمل ونجن اما انتخابات كتب كلماتها الامريكان ولحنها البنتاغون والمايستروا فيها د. اياد علاوي ؟؟... برأي ان على الحركة الملكية الآن ان تقاطع الانتخابات .. وسيلة المقاطعة فيها فوائد كثيرة للملكية ولدعاتها وللشعب العراقي الوطني عموماً منها:

اولاُ: ان الاشتراك في الانتخابات القادمة سيضفي شرعية على انتخابات هي مزورة اساساً.
ثانثا: ستكون الحركة الملكية في صف الاعداء من مرتزقة وعملاء ومنتفعين وفصائل الغدر والقتل والنهب .. ولا اعتقد ان سمو الشريف يرضى بكل هذه التصرفات.
ثالثاً: اتوسم من سمو الشريف ان يبقى على حسه الوطني وسيكبر بعين المناضلين وستعلوا سمعته على كل الراكضين نحو النفوذ والسلطة وسوف يستطيع ان يؤسس حزباً معارضاًَ قوياً يصل به الى النظام الملكي عن طريق الشعب وليس عن طريق الامريكان.... والعراق بأكثريته يملك حساً وطنياً سيعمل بكل جهده لطرد المحتل وكنس زبانيته وعملاءه.

لنعمل سوية يد بيد وبتواجد وطني نستطيع ان نثبت طروحاتنا الوطنية ونفهم العملاء منهم انهم فئة باعت الدين والوطن واشترت دنياها بدينها وشرفها ومثل هؤلاء واؤلئك ستكون مزبلة التاريخ بانتظارهم .. ولكل ليلة صبح منور انشاء الله.


الكاتب رئيس منظمة محامون بلا حدود

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف