كتَّاب إيلاف

ليس عيباً.. وإنما ضرورة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كتب السيد محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ مُنتقداً ( نداء بعض الليبراليين العرب إلى مجلس الأمن للمطالبة بإنشاء محكمة دولية للمحرضين على الإرهاب ) وقال إنه ( بيان فضيحة )
ومُلخص ما أخذه على النداء أو البيان أنه لم يشر إلى ( فقهاء الإرهاب وأساطينه في إسرائيل ) وإنْ كان السيد محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ قد وقف موقفاً واضحاً ضد الإرهاب ودعاته بيننا إلا أنه لم يقل لنا ماذا نفعل؟.. وقد وصل الإرهاب بيننا إلى صورة مسلخ بشري لا يقره دين ولا أخلاق ولا قانون.
وهنا أذكـِّر السيد كاتب مقال ( البيان الفضيحة ) بما كتبه قبل فترة على إيلاف الدكتور شاكر النابلسي صاحب اقتراح ( نداء إلى مجلس الأمن ) والذي قال إنه من الصعب أن نلاحق هؤلاء الداعين إلى الإرهاب والمحرضين عليه في بلادنا وإن الحل هو التوجه إلى مجلس الأمن الدولي.
يُحاجج السيد محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ بأن مجلس الأمن يكيل بمكيالين ناسياً أو متناسياً أن ما يُعطي.. الحق.. ليس العدل فقط وإنما الضغط الذي لا يُقدم عليه العرب باستخدام مصالحهم الهائلة مع الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً، وأن قضية فلسطين تحديداً طالما كانت موضوع متاجرة من أنظمة عربية شوهت القضية وأضرت بها ربما أكثر بكثير من قصة الكيل بمكيالين هذه.. ولعلَّ نظام صدام حسين مثل ساطع هنا.
لكن المسألة بصراحة أبعد من ذلك.. وإن كان السيد كاتب مقال ( البيان الفضيحة ) يقرُّ برفضه للإرهاب فلا أعرف إنْ كان سوف يُقرُّ أيضاً بجواز الصمت عمَّا يفعله الإرهابيون في العراق والمملكة العربية السعودية ومصر والمغرب والجزائر وتركيا حتى يمكن.. للعدل أن يأخذ مجراه.. وحتى يصحو مجلس الأمن الدولي إلى ضميره ويكيل بمكيال واحد يدين الإرهاب المتخفي بالدين بيننا ويدين إسرائيل أيضاً.
يعرف السيد كاتب المقال أننا كشعوب عربية طالما عانينا من أنظمة أفسدت حياتنا كلها باسم الصراع مع إسرائيل فلا هي حلت هذا الصراع واستعادت فلسطين ولا هي تركتنا نعيش مثل بقية خلق الله وهذا بالضبط ما يفعله الإرهابيون الآن.. إنهم يقتلوننا باسم الصراع مع الإمبريالية والصهيونية وتحرير فلسطين والعراق.
نعم.. قضية فلسطين قضية مقدسة.
نعم.. إسرائيل تمارس إرهاب الدولة بوتائر غير مسبوقة.
لكن.. حان وقت الفصل التام بين كيفية إدارة الصراع مع إسرائيل وكيفية مواجهة الإرهاب في بلادنا، لأن وصل الأمرين والخلط بينهما هكذا سوف يكون من شأنه إدامة أزمنة الدم في بلاد عربية منكوبة بالإرهاب وفي المقدمة يأتي العراق.
إنَّ نداء بعض الليبراليين العرب إلى مجلس الأمن الدولي يحصر قضيته في نقطة واحدة.. القتل باسم الدين وإن نجح هذا النداء في ردع المحرضين على القتل فسوف يكون قد أدَّى هدفاً نبيلاً في إنقاذ أرواح لها الحق في الحياة بعيداً عن هوس الموتورين بتحرير فلسطين والعراق وكشمير والشيشان وجنوب تايلاند وجنوب الفلبين مروراً أولاً بقطع أعناقنا.
وإلا...
ما هي علاقة قتل فرج فودة بقضية فلسطين أو بإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.. وهل كان المرحوم محمد الغزالي الموصوف في حياته بالمعتدل في حاجة إلى تبرير جريمة قتل فرج فودة حينما قال لقد نفذ الشباب حكم الله.
ثم إن صناعة القتل والخطف والذبح ليست جديدة في الحقيقة، فمنذ نحو ثلاثين عاماً اختطف إرهابيون وزير الأوقاف المصري عبد الرحمن الذهبي وقاموا بقتله بعد أن رفضت الحكومة المصرية مطالبهم.
نعم سيدي.. إسرائيل تمارس إرهاب الدولة ولكن من ساعدها بجهد ونشاط على تخريب الحل السلمي والتفلت من كل إطار سياسي خاصة بعد صفقة أوسلو التي دخل بها عرفات أرض فلسطين، ألم يخرب هذا الحل جماعات الجهاد الدينية في فلسطين والتي نفذت أكثر من عشر عمليات تفجيرية وانتحارية في إسرائيل عشية الانتخابات على منصب رئيس الحكومة بين شيمون بيريز وبنيامين نتانياهو عام 1996 وأعطت القضية الفلسطينية لليمين الإسرائيلي وصولا إلى آرييل شارون، ثم نصرخ الآن بعد أن فقدنا البوصلة والقدرة السياسية على الخروج بدولة فلسطينية تحفظ أرواح مواطنيها وتضعهم في سياق الحياة مثل بقية البشر.
إن نداء بعض الليبراليين العرب إلى مجلس الأمن الدولي ليس عيباً وإنما ضرورة، ربما نجح النداء في كبح فوضى الدم في العراق وفي غيره من الدول العربية، وإلا كذلك ما هي علاقة سقوط مائة ألف قتيل جزائري في صراع الجماعات الدينية مع الدولة في الجزائر بإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.
ثم هذه العبارة :
يقول السيد محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ( ولا أعتقد أن ثمة عربي ومسلم يما فيهم الموقعين على البيان ومعديه.. هذا إن أحسنـَّا الظن بهم.. )
لماذا لا تحسن الظن سيدي ولماذا تكتب هذه الجملة التخوينية التي تعني أن كل من يرفع صوته ضد الخطاب السائد في العالم العربي فهو تلقائياً في خانة عملاء الإمبريالية والصهيونية.
لا يا سيدي أحسن الظن ووقع على البيان على العنوان التالي :
Jmhashim@hotmail.com

مقالات ذات صلة ببيان الليبراليين العرب:

نص البيان الذي وجهه اليبراليون العرب إلى الأمم المتحدة

محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

البيان الفضيحة!

بل كله عيب أيها السيد المصري!

*

د. رجاء بن سلامة
لماذا وقّعت البيان المجرّم لفتاوى الإرهاب

*

ابراهيم المصري

حمل بطيختين بيدٍ واحدة

*


محمّد عبد المطّلب الهوني
فضيحة آل الشّيخ مردودة عليه

*

د. شاكر النابلسي

لا أب ولا أبوات لـ البيان الأممي ضد الارهاب!

لماذا كان البيان الأممي ضد الارهاب ولماذا جاء الآن؟

*

نصر المجالي
بيان فيه تحريض وتنوير

*

د. إحسان الطرابلسي
بيان الليبراليين الجُدد وامتحان الصدقية

*

علي ابراهيم محمد
ما حاجتنا لبيان متوازن

*

إنشقاق في معسكر الليبراليين العرب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف