كتَّاب إيلاف

هل تطبخ الديمقراطية في العراق على نار إيرانية؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يُعتبر الثلاثون من كانون الثاني/يناير القادم موعدا مقدسا لدي العراقيين، والالتزام به مهمة وطنية من اجل بناء الصرح العراقي الديمقراطي الجديد بعد ان ادمى تأريخه الحديث لاربعة عقود من قبل الدكتاتورية والتسلط الطائفي والحزبي والمناطقي. وقف منظروا البعثي الفاشي بناة نظام المقابر الجماعية ليس فقط في تكملة مجازرهم بقتل العراقيين وإعاقة بناء وطنهم الديمقراطي وانما بالمجاهرة ايضا بان وجود عشرات المنظمات والاحزاب التي ستشارك بالانتخابات تقسم الشعب العراقي. وانقتد آخرون بان في عدم مساهمة بعض المنظمات في الانتخابات ما يدعو لبطلانها، وهم من يدعوا إلى عدم المساهمة فيها. او يدعوة البعض لتسويف موعدها عن طريق التأجيل. ووجهات النظر الانفة تمثل الفكر المؤدلج ضد أمن العراق وبنائه موحدا آمنا. فجماعة النظام الساقط حملة السلاح من البعثسلفيين وجماعة القاعدة والزرقاوي وهيئة علماء "الخاطفين " مجموعات ترفض المشاركة في الانتخابات وتعيق تحقيقها وهي بالتالي تضع عمودا مادته الحقد على العراق الجديد في عجلة تقدمه وبنائه. ان من لا يريد المشاركة في العملية الديمقراطية يفقد الحق في المشاركة في الحياة السياسية عموما. فمن لا يساهم بالبناء يفقد الحق في تقرير مستقبل العراق وبنايه موحدا ديمقراطيا وبالتالي في تقرير مصيره، ينزل من قارب قيادة العراق الجديد او المساهمة في قيادته إلى قيام الساعة.
وفي الجانب الآخر يمنع في إيران عشرات من المثقفين واللبرالين من المشاركة بالانتخابات بحجة من الحجج ومن اهمها عدم الايمان بولاية الفقيه، لكن الصورة معكوسة في جزء منها وتطبق بحذافيرها في الجزء الآخر على الساحة العراقية. فإيران فتحت "خرجها" لشراء اصوات الناخب العراقي ودعم قوائم محددة بالاضافة إلى قوائم مشكلة من الفها إلى يائها في قم لاناس إيرانيين الهوى والولاء. كما اريد ابعاد العديد من العلمانين الوطنين من احد القوائم لانهم لا يؤمنون بولاية الفقيه. فجماعة ولاية الفقيه لا تؤمن بالمشاركة السياسية او بمجمل العملية الديمقراطية الحقة، لكنها تتصدر الأسماء المئة الأولى في احد القائم. ان الجامع المشترك لهؤلاء هو انهم من اتباع خامنئي وانصار ولاية الفقية المدلجة فارسيا، ليس إلا. ان بعض هؤلاء لم يصل بعد من قم او طهران. فهل يمكن ان يكون منظرا إيرانيا في قم يؤمن بالديمقراطية في العراق الجديد اكثر من العراقيين انفسهم ؟ وهل من المصلحة الوطنية العراقية "تعميد" القوائم حسب الولاء للمرجعيات الشيعية او السنية ؟ فاين الباقين من ابناء العراق من العلمانين ومن الديانات الاخرى ؟ فهل عليهم ان يحصلون على تبريكات " آيات الله" الاراكي، الحائري، القمي، الخرساني او الشهرساتي ؟ هؤلاء يريدون طبخ الديمقراطية في العراق على نار إيرانية وان لا تكون وطنية عراقية، وفي العراق رجال مشهود لهم بوطنية خالصة ؟ ان من بديهات عالم اليوم، بعد سقوط النظام الشمولي البعثفاشي في التاسع من نيسان 2003، ان في بناء الديمقراطية في العراق بداية الطريق لانهاء الانظمه الشمولية في منطقة الشرق الاوسط ومنها نظام طهران. ان مستقبل حكم كرادلة النظام الديني الإيراني مربوط بعدم استقرار العراق وانجاح تجربته الديمقراطية ولذلك تخريب الانتخابات وعدم ممارستها بشكل صحيح ووطني هي من اولى المهمات التي يقوم بها نظام طهران. فعن طريق القوائم الملغومة الولاء فارسيا و صرف الدولارات من خرج رجال اطلاعات في العراق لشراء الذمم والاصوات والصرف على بعض القوائم هي مؤشرات لا تقبل الشك، فيما يفعله نظام ملالي طهران من اجل افشال تجربة العراقيين ببناء نظام ديمقراطي دون هيمنة طائفية او قومية او مناطقية. وما اجراء اكبر مناورات عسكرية إيرانية على أمتداد الحدود العراقية تحت شعار "اتباع الولاية" قبل يومين إلا مؤشر آخر لدعم هؤلاء المرشحين في قوائم او فرادى او من الذين زورت وثائقهم من اجل التصويت للقوائم الإيرانية الولاء.
وفي المقابل تقوم جماعات البعث سلفية لاجهاض التجربة في بناء عراق ديمقراطي تعددي موحد لا سيطرة فيه لطائفة او قومية ولا منطقة وبذلك يلتقي الجمعان في خندق واحد ضد هذا العراق الذي ولد من جديد في التاسع من نيسان 2003. ان كلتا الجماعتين تاخر بعض الوقت الشعب العراقي من الوصول إلى اهدافه، ولكنها لن توقفه قطعا. ان النتيجة هي انتصار الوطنية العراقية، انتصار الديمقراطية على دعاة الاستبداد الديني والطائفي والقومي وانتصار قوات التحالف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف