كتَّاب إيلاف

إلى اللقاء بعد شهرين..

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الكتابة في (إيلاف) أكثر من رائعة، فلقد عرّفتني بقراء أعزاء، اقتلعتهم عنجهية حكامهم من حقولهم الخصبة، وزرعتهم أشجاراً مثمرة في أقاصي الأرض، يقتات منها الغريب، ويتحسّر على خيراتها القريب. ولولا صفحات (إيلاف) الرائدة، لما سمعوا بي، ولما أحسست أن كلمتي مقروءة. فمعظم مقالاتي مستمدة من رسائلهم المثقلة بالمقترحات والتذمر من الحالة الوسخة التي يتخبط بها عالمنا العربي.. ذاك الذي حرمنا منه قسراً، وسيحرم منه أيضاً كل من بقي فيه، إذا لم تتطور عقليات حكامه وشعوبه، وتماشي العصر.. إذ من المضحك جداً أن تتطلع شعوب الكون أجمع إلى غد مشرق، ونتمسك نحن، حد الهوس، بماضٍ سحيقٍ، أكل عليه الدهر وشرب.. وبال.
أنا أعلم جيداً أنني أتعبت العاملين النشيطين بالمجلة، بمقالاتي المتواصلة، التي شبّهها أحد قرائي الظرفاء برحلات العم كسينجر المكوكية إلى الشرق الأوسط، فما أن يختفي ذنبه حتى يطل رأسه، وهذا ما فعلته في (إيلاف)، ليس حباً بالنشر، بل حباً بإثبات الذات، وبترسيخ اسمي الجديد في أذهان القراء،خاصة وأنني أطل عليهم ككاتب مجهول، في موقع أحببته منذ النظرة الأولى، وأحسست أنني، كأصحابه والعاملين به، مسؤول عن استمراريته وازدهاره، كيف لا، وكل ما ينشر فيه يصب في مجرى تقدم شعوبنا العربية التعيسة. لذلك، أغمضت عينيّ، ووضعت رأسي بين رؤوس زملاء كبار (حان قطافها) على حد تعبير الحجاج بن يوسف وكل حكامنا العرب، لا لشيء، إلا لأنها تدعو إلى الحرية والديمقراطية ومحاربة الجهل بغية رفع شأن شعبنا العربي المضلل حتى أذنيه، فإذا قالوا له: مت، حمل جسده المتعب ورمى به في الجحيم، دون أن يفكّر أو أن يلتفت إلى الوراء، وكأنه مسير وليس مخيّراً.. بينما الذين دفعوه إلى الموت يدفعون ملايين الدولارات من أجل حماية أبنائهم من عطسة برد أو من عضة ذبابة.
وصدقوني أنني كنت من الكتاب المحظوظين الذين تربعت مقالاتهم، مرات عديدة، في قائمة أكثر المقالات قراءة، ولكن حظي هذا أوقعني بالخوف وبالمثابرة كي أظل عند حسن ظن المشرفين على الموقع والقراء معاً، فرحت أقرأ (القائمة) المحظوظة يومياً، وأدرس عناوين المقالات التي احتلت المرتبات العشر، لأن العنوان الصارخ المدروس، بنظري، هو الذي يشد القارىء إلى قراءة المقال، تماماً كما تغري واجهات المحلات الزبائن بالدخول إليها وشراء حاجياتهم.. بعدها، أبدأ بكتابة عنوان مقالي، وقد لا أكون مغالياًً إذا اعترفت أن العنوان ينهك تفكيري أكثر من المقال، خاصة إذا أردت اختصاره كي يقرأ كاملاً على الصفحة الرئيسية.
أما الآن، فسأغيب عنكم شهرين أو أكثر، سأفتقد خلالهما تعليقاتكم الهادفة، وتشجيعكم المحب، ولكنني بحاجة ماسة إلى الراحة فأرجو أن لا تنسوني، وأن تعودوا إلى مقالاتي المحفوظة في أرشيف (إيلاف)، وكل ما عليكم فعله هو الضغط على (بحث متقدم) وكتابة اسم (شربل بعيني) في خانة اسم الكاتب، فتتراقص أمامكم مقالاتي، فإذا غاب عنكم أحدها ولم تطلعوا عليه، أرجوكم قراءته وتسجيل تعليقاتكم حوله، وأعدكم، كما فعلت سابقاً، بالرد على كل رسالة من رسائلكم، تماماً كما كان يفعل معي المرحومان الخالدان نزار قباني وعبد الوهاب البياتي، اللذين أحتفظ برسائلهما في أرشيفي، وأخاف عليها من الضياع، أكثر مما أخاف على قصائدي ومقالاتي وأشيائي الثمينة.
إلى أن نلتقي مجدداً في العام 2005، أتمنى لمجلتي الرائدة (إيلاف)، وللعاملين فيها، ولكل قرائها الأعزاء، حتى أولئك الذين اعتادوا على شتمي، عيداً مجيداً وعاماً سعيداً، تحمل إطلالته الخير والسلام لوطننا العربي، ولأوطاننا الجديدة المضيافة التي منحتنا الأمان والمسكن.. خاصة البلدين الأحب إلى قلبي: لبنان وأستراليا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف