كتَّاب إيلاف

حكاية الثعبان الأقرع!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أذكر عندما كنا أطفالا ومراهقين كنا نسخر من كل شئ حولنا، ولم ينج من ألستنا ومن نكاتنا أى غال أو نفيس أو شخص، ورغم الإحترام الدائم للأديان بحكم نشأتنا الدينية، كنا نسخر من بعض رجال الدين سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين أو يهود، وكنا نفعل هذا ونتقبله بروح رياضية لأننا كنا ندرك تماما أهمية الأديان فى التطور الإنسانى وفى تحقيق التوازن الروحى والعاطفى للإنسان، ومن النكات التى كنا نرددها بكثرة هى النكات عن تصرفات بعض الناس يوم الحشر ويوم الحساب:
...
حيث يحكى أن إبن بلد لم يكن متأكدا من حسن أعماله فى الدنيا، لذلك عندما مات وجاء يوم الحساب فى الآخرة ذهب مباشرة من نفسه الى النار وعلى باب النار لم يجد أسمه هناك ولم يصدق نفسه، وقال لنفسه أن ربنا كريم غفور رحيم وأنه لا بد وعمل شيئا صالحا فى حياته سوف يدخله الجنة، ولما ذهب الى باب الجنة لم يجد أسمه أيضا هناك، فلم يكن منه إلا أن صاح صيحة إحتجاج مصحوبة بأصوات نكرة وقال:
إيه يعنى حننام فى الشارع ولا إيه!!


.....

ويحكى أن واحد أليط قوى (متعجرف) مات وذهب الى يوم الحساب، ووجد زحاما شديدا لأنه يوم الحشر، فتأفف من شدة الزحام، وجلس بعيدا يستريح على سحابة، فرأى ملاكا طائرا أمامه، فطرق أصابعه بألاطة شديدة قائلا للملاك:
الحساب من فضلك !!
....

وكما ترون نكات بريئة الغرض منها السخرية من الأشخاص وليس من الأديان . ولكن الآن مع إزدياد التطرف والتزمت أصبح الناس يخافون من النكات العادية، ناهيك بالنكات ذات الصبغى الدينية، وأصبح الناس يخافون أكثر من عذاب يوم القيامة وعذاب القبر، وسمعت كثيرا عن موضوع "الثعبان الأقرع"، وأعتقدت أن الموضوع هو مجرد مبالغة أو نكتة، لأننى لم أفهم لماذا الثعبان الأقرع، ولماذا لم يكن ثعبانا بشعر، وأعتقد أننى لو رأيت ثعبانا بشعر لكنت أشد خوفا، لأن كل الثعابين التى رأيتها حتى الآن هى ثعابين قرعة!! والثعبان عموما هو حيوان مخيف سواء بشعر أو أقرع!!

ولكنى وجدت أن الموضوع مش هزار، وإليكم ما وجدته من أبحاثى فى حكاية "الثعبان الأقرع":

وجدت فى أحد المواقع الدينية بالأنترنت ما يلى بالنص:

"... فتذكر أخى المسلم أنه سيأتى اليوم الذى ستزال الغشاوة من على عينيك وينتزع الموت روحك بلا رحمة ولا رأفة، وتذكر اللحظة التى يغسلونك فيها ويكفنوك ويضعونك فى حفرة ضيقة ويهيلون عليك التراب ويذهبون وتبقى وحيدا ليخرج لك (الثعبان الأقرع)، وستبكى وتبكى وتبكى وتطلب الرحمة ولكن لن يسمعك أحد، فهذا ما إقترفت يداك ...."

ولكى تدركون مدى تأثير هذا الكلام على الشباب الصغير، وجدت أيضا على الإنترنت فتاة تشتكى خوفها من العذاب وبصفة خاصة من الثعبان الأقرع، وفيما يلى نص ما كتبته بلهجتها المحلية:
"أنا لا أعلم ما يخيفني ..... لكن كثير من الناس أقول لهم ..يكون ردهم هذا وازع ديني قوي...
والله أنا إلى الأن لا أعرف.. لكن أنا حـ أقولك إيش أتخيل حتى أحصل على هذا الخوف.... أذكر في يوم كان عندنا صحباتي وأهلي وكنا نتحدث عن قرب يوم القيامه وأن المعاصي إللي في هذي الدنيا إلا دليل على قربها وعندما حان وقت النوم أذهب لأنام على الساعه 10 أنا ما أتهنا في نومي لأنى أجلس أتخيل منظري وأنا أمشي فوق الصراط والنار من تحتي وكيفية حدوث الأهوال فى هذا اليوم .... وطبعا هذا كله وأنا نايمه مع قلق يجيني مايخليني أنام وكم مره أحلم بيوم القيامه وكيف تتساقط النجوم وكيف تنهد الجبال وكيف تنحشر الحيونات ومنظر الكفار في النار وكيف تخرج الشمس من مغربهاوأقوم من نومي في ساعه متأخرة من الوقت وأنا أبكي من خوفي من عذاب القبر وأهوال القيامه وبدأت معي من عمر 12 سنه لأني كنت في مدرسه وهذي المدرسه أحضرت واحده تتكلم عن أهوال القيامه وعن عذاب القبر مع صور أحضرتها وهي تتكلم عن (الثعبان الأقرع) وعن إلي مايصلي أيش يحصل فيه وكثير من الكلام ....... ومن بعدها كل ما أتذكر يوم القيامه أظل أبكي وأنتظر بفارغ الصبر الصباح حتى أشوف الشمس من فين حتطلع...
ومره رحت المدرسه وكان تقبل لأروح سهرانه طول الليل في هذي التخيلات وأمي وأبي يخففان عني ..... ولا أحصل الحصه الأولى توحيد والموضوع يوم القيامه وأجلس من أول الحصه وأنا أبكي إلى أخرها....."

هل لاحظمتم أن الفتاة تقول أن واحدة فى المدرسة أحضرت صور عن عذاب القبر وأهوال يوم القيامة وعن الثعبان الأقرع، وأنا طبعا حأموت علشان أشوف صورة الثعبان الأقرع !! ما عنديش مانع أشوف حتى لو صورة أبيض وأسود، لأن أكيد الإضاءة داخل القبر تكاد تكون معدومة، ومش بعيد الصورة تطلع أسود وأسود، بدلا من أبيض وأسود!!

لا تتصوروا كيف تأثرت من خطاب الفتاة وخوفها والكوابيس التى تعيشها، فى الوقت الذى من المفروض أن تكون فى أسعد لحظاتها وهى فى مقتبل حياتها، ماذا نصنع من أولادنا وفتياتنا؟، وأين ذهب: الله الغفور الرحيم والذى وسعت رحمته كل شئ؟، وأين: الله محبة ؟، وأين بسم الله الرحمن الرحيم؟، وأين: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك؟!!

حرام عليكم يامخترعى ومؤلفى كتب العذاب أتقوا الله فى أنفسكم، وعلموا أولادكم وبناتكم حب الله والإيمان به بدلا من تخويفهم من:"السيخ المحمى الذى سوف يدخل فى صرصور ودنه"، وتذكروا أن كلنا سوف نموت وإذا لم تتقوا الله فسوف يخرج لكم (الثعبان الأقرع) فى الدنيا قبل الآخرة!!

samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف