حال أمة بين مطرقة وسندان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القسم الاول
اندفاع إيران المحموم للحصول على قنبلة ذرية وتصنيعها باسرع وقت سوف يضع الامة العربية بمماليكها واماراتها وجمهوريتها تحت رحمتها إلى الأبد. فلن تكون الجزر الثلاث التابعة لدولة الامرات إلا محطة صغيرة جدا لمسلسل استعمار جديد، ليس في منطقة الخليج العربي، وانما في جميع دولها . وفي حالة استطاعت إيران من الافلات من المراقبة الدولية فان التقارير تشير إلى انها سوف تستطيع من صناعة قنلة ذرية بعد عامين بدل خمسة اعوام كانت تقدرها المصادر العليمة. وحتى الولايات المتحدة في تصريح مسؤوليها ، كما هو الحال مع مسئولة الامن القومي الامريكي السيدة رايس فانها تحاول تاخير ذلك فقط في الوقت الحاضر. اما الامة العربية فهي في سبات لا يمكن ان تصحوا منه ما دامت حكوماتها بعيدة عن شعوبها بينهما برزخ لا يلتقيان من اجل المستقبل فسوف تكون تحت نار قنابل اسرائيل النووية التي قدر عددها ب 200 رأس وقنابل إيران. يعيش العرب اليوم اخفاقات كبيرة ومنها في مجال الامن القومي بعد وقوعهم بين سندان إيران واطماعها التوسعية وفكرها الديني المتطرف ومطرقة إسرائيل. ان سكوتها واهتمامها باجساد رخيصة تقتل وعصابات تختطف وسيوف تحز رقاب الناس ومفكريها غارقون في تسويد الصفحات واصواتهم مبحوحة دفاعا عن قتلة يسموهم "مقاومة "، متناسين ما تقوم به إيران حاليا في العراق والتغلغل الواسع في جنوبه. حتى وصلت مطالبتها بفصل جنوبه عن الوطن على لسان المجموعات التي تمولها وتدعمها . ان عصابات " اطلاعات " الإيرانية لم تكتفي فقط في فتح مكاتب لها وانما تعدته إلى تاسيس جيوش وتجهيزها، بينما رجال الامة من القومجين العرب يدافعون عن " مقاومة " سكينها ايران وقبضتها ازلامها من رجال الاستخبارات. ان استمرار الاوضاع في العراق الجديد على هذا الشكل ووقوف العرب إلى جانب اعداءه سوف يتحولون بعد ان تزدرد ايران جنوبه، إلى عبيد تجرهم العربة الإيرانية وحوذيها الشوفينية الفارسية، وبالتالي سوف يحق عليهم المثل " وجنت على نفسها براغش".
في يوم الثامن عشر من آب الجاري حذر وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني من احتمال أن توجه بلاده ضربة إجهاضية للقوات الأميركية في المنطقة بهدف منع تعرض منشآتها النووية لهجوم. وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة إن إيران لن تقف مكتوفة اليدين بانتظار أن ترى ما سيفعله الآخرون ضدها. وأضاف أن بعض القادة العسكريين في إيران مقتنعون بأن العمليات الإجهاضية التي يتحدث عنها الأميركيون ليست حكرا على الولايات المتحدة على حد تعبيره. وتابع شمخاني حديثه للجزيرة :" إن أميركا ليست الدولة الوحيدة التي لها وجود في المنطقة، لأن إيران موجودة أيضا من خوست إلى قندهار في أفغانستان كما أنها موجودة في الخليج ويمكن أن تكون موجودة في العراق،على حد قوله. وأشار إلى أن الوجود العسكري الأميركي في العراق لن يصبح عنصر قوة للولايات المتحدة على حساب إيران. وادعى أن العكس هو الصحيح لان القوات الأميركية كما قال ستصبح رهينة بأيدي الإيرانيين في حالة حدوث هجوم. ولم يكن شمخاني بعيدا عن الحقيقة بما تقوم به إيران فعلا في العراق بارسالها آلاف الاشخاص من رجال الاستخبارات وما تقوم به من دعم لكل الجماعات الإرهابية بغض النظر عن كونها شيعية او سنية، فهي تدعم السياسي المراهق مقتدى الصدر ورجل النظام الساقط المريض بالنعرة المذهبية السلفية حارث الضاري والمجرم الإرهابي الزرقاوي ومجموعة الجريمة المنظمة من السراق والقتلة، لا يهم لان هدفها ليس مبني على قضية ، كالدينية مثلا وانما المصلحة القومية التوسعية البحتة. فالحديث عن اندفاع إيران في الحصول على اسلحة دمار شامل ومنها الاسلحة النووية، ليست من اجل حماية الدين الإسلامي التي ترفع رايته زورا، وانما من اجل التوسع على حساب امة (العربية) غنية ضعيفة ممزقة لا تعرف صالحها من طالحها تحارب اصدقائها وهي تعيش على نعمتهم وتستظل بما يسبغون عليها من حماية. تتعاون مع الشيطان ، ليس من اجل الوطن وانما من اجل المال، كما هو حال الاعلام العربي في العراق وقومجيتهم عميان يؤيدون القتلة ولا يعرفون أي بئر تحفر لهم بايدي الإيرانين وحلفائهم من بعض العرب المغفلين. فموضوع ركض إيران من اجل التسلح وعلاقتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تابعها كاتب هذه السطور وكتب عنها لاكثر من وسيلة اعلام وهي قصة طويلة فصولها مشابهة لنفس المسرحية التي مثلها نظام صدام حسين. فمن جانب الخداع ومن جانب كسب الوقت ومن جانب الاعلان عن رغبة التعاون مع المجتمع الدولي. وفي السادس عشر من الشهر الجاري وحسب ما نقلته الوكالة الفرنسية للانباء :" اكد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي ان ايران عازمة على المضي في برنامجها النووي على الرغم من القلق الدولي في هذا المجال. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن خامنئي الذي كان يتحدث مساء الاحد امام اجتماع للسفراء الايرانيين المعتمدين في الخارج ان الجمهورية الاسلامية "ستواصل دون التفات لما يثار، الطريق الذي يوفر لها استخدام الطاقة النووية ل"اغراض سلمية". حديث المرشد الاعلى الذي يحتكر سلطة القرار جاء اشارة الى الضجة التي ثارت في الغرب عندما قررت ايران معاودة انتاج القطع التي تحتاجها اجهزة الطرد المركزي بهدف تخصيب اليورانيوم مؤكدا ان مثل هذا الانتاج "لا يتعارض مع اي اتفاق دولي". واكد اخيرا ان "الاهداف الاستراتيجية والاطار العام للسياسة الخارجية في البلاد ما زالت هي نفسها منذ 25 عاما". ويفهم المتتبع للحالة الإيرانية انه يقصد تصدير الثورة إلى الخارج. وفي السابع من الشهر الجاري كشف وزيرالدفاع الايراني علي شمخاني أن ايران ستختبر قريبا صاروخ " شهاب 3 " الذي يصل مداه الى اسرائيل بعد ادخال تطوير على قدرته التدميرية وقال " إن تطوير هذا الصاروخ يعد حقا مشروعا للجمهورية الاسلامية الايرانية في إطار تعزيز قدراتها الدفاعية" وأعلن شمخاني ان ايران تستعد لمواجهة تهديدات خطيرة لكي لا تواجه مصيرا مثل مصير صدام حسين. وحسب الوكالة الفرنسية للانباء في الثامن عشر من الشهر الجاري، حذر قائد بالحرس الثوري الإيراني من أن بلاده ستضرب مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي إذا قامت تل أبيب بمهاجمة مفاعل بوشهر النووي الإيراني وقال الجنرال محمد باقر ذو القدر في تصريحات صحفية إنه "إذا أطلقت إسرائيل صاروخا واحدا ضد بوشهر يمكنها أن تنسى إلى الأبد مفاعل ديمونا حيث تنتج وتحتفظ بأسلحتها الذرية". وأكد أن إسرائيل "ستكون مسؤولة عن العواقب المرعبة لمثل هذه الأعمال ". وأضاف أن إسرائيل تسعى لحرمان بلاده من "حقها المسلم به" في الحصول على تكنولوجيا نووية ل "غايات سلمية". وكان قائد الحرس الثوري يد الله جواني حذر الأحد الماضي من أن إسرائيل بكاملها بما يشمل المؤسسات العسكرية والمخزونات النووية هي حاليا في مرمى الصواريخ الإيرانية. وقال جواني في تصريح نقلته وكالة الأنباء الطلابية، ان "الأراضي الصهيونية بكاملها بما يشمل المؤسسات العسكرية والمخزونات النووية هي حالياً في مرمى صواريخ إيرانية متقدمة تكنولوجياً". وأضاف ان "الولايات المتحدة والنظام الصهيوني سيدفعان الثمن غالياً في حال شن هجــوم على إيران" وجاء ذلك بعد أيام على قيام إيران بتجربة "ناجحة" على نسخة معدلة من صاروخ "شهاب - 3" المتوسط المدى. وسلمت صواريخ "شهاب - 3" إلى الحرس الثوري الذي يعتبر أنصاره أشد المدافعين عن النظام. ويراوح مدى الصاروخ "شهاب - 3" بين 1300 و1700 كيلومتر، بحسب إيران، أي ان جميع المدن العراقية ومدن الخليج العربي سوف تكون تحت نيرانه. وكانت إسرائيل قد أجرت هي الاخرى في 28 تموز (يوليو) الماضي، تجربة على نظامها المضاد للصواريخ "حيتز - 2" (سهم) المخصص للتصدي لهجوم إيراني. كما وان منظمة الصناعات الجوية الفضائية (ايران ارواسبيس) اختبرت مؤخراً نماذج من رؤوس قادرة على حمل المواد الكيماوية والجرثومية، وهي تجري الآن تجارب في مجال تطوير هذه الرؤوس لتمكينها من حمل القنابل الذرية، حسب قول الدكتور شريفي الخبير النووي الإيراني. وتردد السلطات الايرانية باستمرار ان برنامجها النووي مدني بحت فيما اشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنذ 2003 الى ان ايران اخفت او لم تقدم معلومات كافية لاثبات انها لا تقوم سرا بتصنيع سلاح نووي.
ان انتصار الولايات المتحدة في مشروعها دمقرطة المنطقة ابتداءا من العراق سيدفع إيران، ان ملكت فعلا السلاح النووي في ايجاد ذريعة ما لضرب المدن العراقية القريبة التي يتواجد فيها الجيش الامريكي وقتل الشعب العراقي، او اكثر من ذلك في رسم سيناريو مرعب في ضرب المنشآت الاسرائلية النووية التي ستمحي الدول العربية المحيطة ابتداءا من فلسطين ومرورا بمصر وانتهاءا بالاردن وسوريا لما تملكه اسرائيل من عدد لا يقل عن مائتي رأٍس نووي.وتقدر الاستخبارات الإسرائيلية أن طهران يمكن أن تمتلك القنبلة النووية بحلول عام 2007. اما في العشرين من الشهر الجاري قال مسؤول أميركي كبير إن إيران أبلغت دولا أوروبية انه بامكانها انتاج أسلحة نووية في ثلاثة أعوام في حين زادت واشنطن من الضغط على طهران لتتخلى عما تقول انه مسعي لاكتساب هذه الأسلحة. وقال جون بولتون وكيل وزارة الخارجية الأميركية "إيران أبلغت ثلاث دول من الاتحاد الأوروبي (بريطانيا والمانيا وفرنسا) انه بمقدورها أن تمتلك اسلحة نووية في غضون ثلاثة أعوام. وهذا دليل آخر يفضح كذب الحجة العلنية التي تدعيها السلطات في طهران بان برنامجهم النووي غرضه مدني وسلمي تماما". واصدر بولتون في مؤتمر، في وقت سابق من هذا الاسبوع بيانا مشابها بشأن تصريحات إيران للدول الأوروبية الشهر الماضي. في يوم الخميس التاسع عشر الجاري اكد ما قالته إيران انه يمكنها أن تمتلك أسلحة خلالها تلك الفترة، وهي معلومة توافق تقديرات أميركية سابقة بشأن انتاج قنبلة إيرانية. ويقول مسؤولون أميركيون مطلعون على معلومات تقديرية للاستخبارات ان إيران يمكنها ان تنتج قنبلة في فترة تتراوح بين ثلاث الى خمس سنوات.
في الرابع من شهر آب/ اغسطس الجاري نشرت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية تقريرا جاء فيه :" كشف مصدر إيراني قريب من الوفد الايراني المفاوض في المباحثات السرية بين ايران وممثلي الدول الاوروبية الثلاث المعنية بالملف النووي الايراني (بريطانيا وفرنسا والمانيا) في حديث خاص لـ"الشرق الأوسط"، عن اسباب فشل هذه المحادثات التي جرت الخميس الماضي بباريس والمطالب الاوروبية التي لم تجد قبولاً لدى الجانب الايراني. واشار المصدر الى ان حسين موسويان السفير الايراني السابق لدى المانيا ومسؤول لجنة الامن في المجلس الاعلى للامن القومي الذي يتولى منذ حوالي ستة اشهر مسؤولية التفاوض مع الاطراف الدولية المعنية بالملف النووي الايراني، فوجئ بالخطاب الاوروبي الجديد الذي لم يكن مختلفاً عن الخطاب الاميركي بحيث لم يكن هناك مجال لتكرار ما سبق ان حصل خلال زيارة وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا لطهران في العام الماضي، بحيث استطاع الجانب الايراني، بعد قطع وعود بانهاء برنامج تخصيب اليورانيوم، كسب الاوروبيين وإفشال المخطط الاميركي بنقل ملف ايران النووي الى مجلس الامن تمهيداً لفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على ايران. أن خطوة الحرس الثوري بكسر الاقفال التي وضعها مفتشو الوكالة العالمية للطاقة على ابواب عدد من المنشآت النووية الايرانية لا سيما مجمع تخصيب اليورانيوم في ساغند، اثارت ادانة صريحة من قبل المفاوضين الاوروبيين خلال محادثات الخميس الماضي. واكد المفاوضون الاوروبيون لمحدثيهم الايرانيين ان مسألة طرح الملف النووي الايراني بمجلس الامن لم تعد نقطة خلاف بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بحيث يتفق الجانبان حيال عدم مصداقية الطرف الايراني ومحاولاته كسب الوقت والتلاعب بالوعود والتعهدات. ان فرار ما لا يقل عن اربعة من الخبراء والفنيين الايرانيين في مجال الطاقة الذرية الى الخارج، اثار قلقاً شديداً لدى القيادة الايرانية كون هؤلاء الخبراء والفنيين اعضاء في الفريق العلمي والفني المكلف بالابحاث النووية في مركز ابحاث واختبار سري اقيم تحت الارض بمقاطعة سمنان. وحسب قول الخبير النووي الايراني الدكتور شريفي فان المعلومات التي كشفها هؤلاء النازحون الى الخارج تعد عاملاً اساسياً في التغيير الجديد في الخطاب الاوروبي خلال المفاوضات الاخيرة بباريس. واستناداً الى بعض المعلومات المتسربة عن برامج ايران في مجال انتاج السلاح الذري، فان عدداً من علماء جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وباكستان يساعدون إيران في سعيها المحموم لتصنيع قنبلة نووية. وخلافاً لتصورات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حول احتمال انتاج اول قنبلة ذرية ايرانية خلال خمس سنوات، فان ايران حققت تقدماً مثيراً في مجال تخصيب اليورانيوم بدرجات رفيعة جداً وفي انتاج المياه الثقيلة ومادة الـ"بولوتونيوم" مما يمكنها من انتاج قنبلتها الاولى في اقل من عامين. كل هذه الاستعدادات والعرب نائمون يدافعون عن قتلة ويحملون صور ابن لادن ويتباهون بمجازر الزرقاوي ويفرحون لذبح الشرطة العراقية وقتل الاطفال والنساء العراقيين باجساد رخيصة لاقيمة لها. لقد اعرب رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي لشبكة اخبار السي ان ان في باكو عن قلق الادارة الامريكية من نشاطات إيران النووية متخوفا من وقوع الاسلحة النووية في ايدي إيرهابين. وقال رامسفيلد:" إن المجتمع الدولي قلق إلى حد بعيد من نشاطات إيران النووية"، مشيرا الى ان أحد أسباب القلق الكبرى هو الترابط بين دولة إرهابية تمتلك أسلحة دمار شامل (ايران) من جهة، وشبكة الإرهابيين من جهة أخرى. وقد اثبت فعلا التعاون الوثيق بين ايران وجماعات القاعدة والزرقاوي في العراق وفي غيرها من الاماكن. ان المتتبع للسياسة الإيرانية يعرف بان قادة إيران الحاليين سوف لن يمانعوا ان يضعوا كل ما تملكه إيران من اسلحة الدمار الشامل بيد المجموعات الإرهابية السلفية كالقاعدة والمنظمات الارهابية الاخرى الملتفة حولها او التعاون معها من اجل الوصول إلى اهدافها التوسعية والحفاظ على عمائم قادتها.
ان مراوغة إيران لكسب الوقت والتمويه على انشطتها السرية قائم على قدم وساق. وكان خلاف قد حدث بينها وبين الأتحاد الأوروبي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد إعلان طهران الشهر الماضي عدم التزمها باتفاقية تقليص نشاطاتها النووية. فوزير خارجية إيران كمال خرازي، قال في نهاية يوليو /تموز الماضي، إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا نكثت بعهودها لإغلاق ملف إيران النووي في الاتحاد الأوروبي وتقديم تكنولوجيا متطورة لأحد مفاعلها. في الحادي عشر من الشهر الجاري، وحسب الوكالة الفرنسية للانباء من لندن :" طلبت إيران من بريطانيا وفرنسا وألمانيا دعم برنامجها النووي المدني والعسكري بدل الاعتراض عليه. وقالت صحيفة "الدايلي تلغراف" البريطانية إن مسؤولين إيرانيين تقدموا بهذا الطلب "الغريب" خلال المحادثات التي جرت نهاية تموز/يوليو في باريس. وكان الهدف من اجتماع باريس اقناع الايرانيين وقف برنامج تخصيب اليورانيوم وهو مرحلة في مجال صنع قنبلة نووية. وأوضحت الصحيفة ان الايرانيين وعلى العكس من ذلك طلبوا من الوفد الثلاثي الاوروبي، (بريطانيا وفرنسا والمانيا)، مساعدتهم على تحقيق تقدم في التكنولوجيا النووية الايرانية. وفي حين تدرس لندن وباريس وبرلين ايضا الرد الذي سينقل الى الايرانيين، اوضحت الصحيفة ان المسؤولين البريطانيين يعتبرون ان الطلب الايراني كان "وقعه سيئا." وبذلك تسير إيران على نفس طريق نظام صدام حسين بمحاولة شراء ذمم الناس والدول بالمال. وكان الدبلوماسيون الاوروبيون اعتبروا مطلع الشهر في طهران ان المحادثات بين ايران وبريطانيا وفرنسا والمانيا حول البرنامج النووي الايراني لم تسجل "اي تقدم ملموس". وكانت طهران وقعت تحت ضغوط خارجية في كانون الاول/ديسمبر 2003 بروتوكولا اضافيا لمعاهدة منع الانتشار النووي، تقبل بموجبه اخضاع منشآتها لاعمال تفتيش مباغتة. وكان خرازي وزير الخارجية الإيراني قد صرح في مؤتمره الصحفي مع وزير الخارجية الباكستاني في التاسع من آب الجاري عن نتائج اجتماع ايران والبلدان الاوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في باريس يومي 29 و30 من الشهر الماضي في باريس حول الانشطة النووية الايرانية : " ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت خلال الاجتماع المذكور موقفها حول الانشطة النووية واكدت على حقها المشروع في الاستخدام "السلمي للطاقة الذرية" على اساس القوانين الدولية".
واشار الى ان احالة الملف النووي الايراني يعد شعارا تطرحه الولايات المتحدة للضغط على ايران، مضيفا ان جميع الانشطة النووية الايرانية تاتي في اطارالقوانين الدولية وان طهران لن تبدي تقاعسا في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد خرازي أن تخصيب اليورانيوم لانتاج الوقود النووي ينسجم مع مقررات الوكالة الدولية، مشيرا الى أن ايران علقت عمليات التخصيب بشكل طوعي لكنها فوجئت بموقف الدول الأوروبية خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة في فيننا مؤخرا والذي ندد بايران. وتاتي اعترضات خرازي بعد ان عارضت الدول الأوروبية الثلاث أن تقوم ايران بانتاج الوقود النووي لتشغيل مفاعل بوشهر. اما داخل إيران فقد اعد النواب في مجلس الشورى الايراني الذي يهيمن عليه المحافظون نصا يقضي باستئناف تخصيب اليورانيوم. وسيعرض النص للموافقة عليه على لجنة برلمانية للامن القومي والشؤون الخارجية قبل التصويت عليه في البرلمان. وقال حسين موسويان احد المكلفين بالملف الايراني النووي انه في حال تبنى النواب القرار يجب على الحكومة تطبيقه وهذا القرار لا يمكن ان يتخذ بدون موافقة الهيئات الاخرى في الجمهورية الاسلامية وخصوصا المجلس الاعلى للامن القومي حيث يشغل موسويان مقعدا. ان مراجعة متأنية لما تقوم به الحكومة من جانب والبرلمان من جانب آخر والتصريحات المتضاربة حول التعاون مع الوكالة تسير إيران بخطى ثابتة وبشكل مدروس من اجل الاسراع في تصنيع قنبلة نووية. ففي الثامن من آب نشرت جريدة نيويورك تايمز الامريكية، ذات النفوذ الواسع نقلا عن مصادر رسمية مطلعة في الشؤون النووية أن ايران وكوريا الشمالية أحرزتا تقدما ملحوظا في مجال تطوير برنامجهما النووي العام المنصرم. وقالت الصحيفة إنّ الادارة الأميركية تريد فرض المزيد من الضغط على حكومة طهران من أجل الحد من نشاطها العسكري في إشارة الى إخفاق المساعي الدبلوماسية التي يقوم بها حلفاء واشنطن الاوروبيون والاسيويون لتقليص برنامج ايران النووي. جاء تقرير الصحيفة الأمريكية عن مسؤول اميركي رفيع المستوى، لم تسمه، مفاده ان الولايات المتحدة تعمل على تكثيف تحركها السري ضد ايران من "اجل عرقلة وتأخير" مساعي ايران للحصول على السلاح النووي"اطول فترة ممكنة". وهذا ما اكدته السيدة رايس يوم الاثنين التاسع من آب. وفي السابع من الشهر الجاري، حسب ما جاءت به وكالات الانباء :" استبعد مسؤول ايراني رفيع المستوى تماما اليوم ان تكون بلاده تخلت عن انتاج وقود نووي يخشى المجتمع الدولي ان تستخدمه طهران لاهداف عسكرية. وقال حسين موسويان احد المكلفين بالملف الايراني النووي لصحيفة طهران تايمز ان "هذا امر لن تقبل به ايران". واكد موسويان ان المحادثات التي جرت في 29 و30 تموز/يوليو في باريس بين طهران والاوروبيين لم تسفر عن نتائج تذكر. وقال ان "المحادثات غدت صعبة جدا ومعقدة. وتابع ان اوروبا قالت لايران في باريس "نقر بحقكم في امتلاك التكنولوجيا النووية لاهداف سلمية كما نمنحكم ضمانة دولية للتزود بالوقود النووي ولتسهيل حصولكم على التكنولوجيا الذرية". ولكن الاوروبيين اضافوا ان "انتاج الوقود النووي في ايران يمكن ان يتحول في المستقبل الى برنامج لتطوير الاسلحة النووية لذلك نطلب منكم التخلي عنه كبادرة حسن نية". واكد المسؤول الذي رأس الوفد الايراني خلال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حزيران/يونيو في فيينا "انه امر لن تقبله ايران وقاومت بحزم خلال المفاوضات في باريس".
وفي الرابع عشر من شهر حزيران /يونيو الماضي اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي اليوم في فيينا ان حجم انشطة تخصيب اليورانيوم في ايران لا يزال اهم سؤال يتعلق بالبرنامج النووي الايراني. وقال البرادعي قبيل اجتماع لمجلس حكام الوكالة التابعة للامم المتحدة "يبقى عندنا سؤال مركزي وهو معرفة ما اذا كانت ايران اعلنت عن كل انشطتها المتعلقة بالتخصيب". كما اعرب البرادعي في بداية اجتماع للوكالة في فيينا، عن امله في اختتام التحقيق حول انشطة ايران النووية المشبوهة "في الاشهر المقبلة". وكما كان وزير خارجية نظام صدام حسين المقبور يبيع عنترياته أعلن في الثاني عشر من حزيران وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي عن رفضه الضعوط التي تمارسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامج ايران النووي معتربا أياها "غير مقبولة" على غرار مشروع القرار الذي قدمته ثلاث دول اوروبية لمناقشته خلال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وحذر خرازي ايضا من ان الجمهورية الاسلامية لن "تتخذ اي التزام جديد" لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي ترفض بشكل خاص وقف نشاطاتها في مجال معالجة اليورانيوم في اصفهان (وسط) وبناء مفاعل يعمل بالمياه الثقيلة في اراك (وسط). وكان قبله في الحادي عشر من شهر حزيران قد صرح رفسنجاني :" لن نخضع للابتزاز ولا احد يجرؤ إلى وقف برنامجنا النووي" وحرص الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني على ارسال هذه الاشارات التي جاءت قوية وذات مغزى حين ربط بين ملف ايران النووي وما أسماه بغرق الادارة الأميركية في المستنقع العراقي. وقال رفسنجاني الذي يرأس مجمع تشخيص مصلحة النظام أعلى سلطة ترسم السياسات الاستراتيجية، إن الولايات المتحدة وأوروبا اتفقتا على التعاون معا لمنع ايران من حقها في امتلاك تقنية نووية تستخدم ل"لأغراض السلمية". واشار رفسنجاني في صلاة الجمعة وامام مئات آلاف المؤيدين، إلى مشروع القرار الذي قدمته ألمانيا وبريطانيا وفرنسا الى مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد ايران يندد باخفائها أنشطة نووية سرية، قد تستخدم لصنع أسلحة نووية، وأكد أن كل العلامات تشير الى اتفاق أمريكي أوروبي ضد ايران بشأن ملفها النووي. وقال رفسنجاني إن المسؤولين في ايران من جهتهم لايسعهم العمل الا من أجل مصالح بلدهم وهدد قائلا " لا أحد يجرؤ من المسؤولين الايرانيين أن يتخذ قرار يذعن فيه للمطالب الأميركية والأوروبية أو يقدم تنازلات حول البرنامج النووي لايران". كما هدد رفسنجاني الولايات المتحدة وأوروبا وقال إن ايران لن تخضع للابتزاز وستستمر في طريقها " واذا تعاون العالم معنا فسنتعاون بشفافية كاملة،أما اذا ارادوا استخدام القوى فسيعرف كل منا وظيفته وماعليه". فهل عرف العرب وضيفتهم وما سوف يفعلونه ؟ ومن هو الارحم لهم من ملاك الاسلحة النووية ؟ هذا ما سنعرفه في القسم الثاني.