رسالة ودية مفتوحة إلى قناة الفيحاء الشعبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الأخوات والأخوة الأفاضل في قناة الفيحاء الفضائية
فجأة ظهرت قناة الفيحاء الفضائية كنجمة مشعة في سماء غائمة مليئة بعدد من الفضائيات العربية الإعلامية الغامضة المحيطة بسماء العراق. وسريعاً تمكنت من أن تكسب ود وتأييد المشاهدات والمشاهدين في العراق وفي الخارج على حد سواء، وأهمل الجمهور العراقي رؤية العدد من تلك الفضائيات التي لم ترحم الشعب العراقي وقواه الوطنية والديمقراطية المناضلة ضد الدكتاتورية قبل وبعد سقوط النظام، بل وجهت للشعب وقواه الوطنية والديمقراطية الكثير من الاتهامات الباطلة وكالت لها الأكاذيب والإساءات، إذ كانت تعمل على مبدأ "اكذب، ثم اكذب، ثم أكذب، لعل بعض تلك الأكاذيب يعلق بأذهان الناس".
علق حقاً الكثير من تلك الأكاذيب في أذهان الكثير من المواطنات والمواطنين العرب في الدول العربية وفي الخارج. لقد نشأت بعض الفضائيات لتساهم في كسر احتكار السلطة للإعلام لنكون منبراً معارضاً، ولكنها سقطت تحت سلطة المال، وللمال قسوة واستبداد يماثلان قسوة السلطة إن لم تكن أشد من ذلك بكثير. ويجني الشعب العراقي اليوم الثمار المرة لذلك الإعلام الذي يطلق على الإرهاب مقاومة، وعلى القتل بطولة، وعلى موت المجرمين القتلة استشهاداً...الخ.
لعبت قناة الفيحاء الفضائية دوراً مهماً يعادل دور العديد من الفضائيات المضادة لما يسعى إليه الشعب العراقي. لهذا فأنها كسبت تأييد ومشاهدة المزيد من الناس في العراق وفي الخارج. هذا جانب أساسي واحد ومهم جداً من جوانب عمل الفيحاء الذي أنعش صدور الناس وسمح لهم بفتح قلوبهم وعقولهم وأطلقوا العنان لاستخدام المنبر للتعبير عما يجول في صدورهم.
لدينا مثل قديم يقول "الحلو غير كامل" والكمال لا يتوفر بسهولة ويحتاج إلى مزيد من العمل والمعرفة والخبرة وتطور الروح الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان لدى المستمعين الذين يمكنهم أن يؤثروا إيجابياً على القناة الفضائية.
من متابعتي لبرامج قناة الفيحاء تلمست بعض الهنَّات، كما أرى، التي اشعر بضرورة جلب انتباه السيدات والسادة العاملين في قناة الفيحاء إليها، إذ أنها يمكن أن تؤثر سلباً على الدور التنويري والتوعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية التي يمكن أن تمارسها القناة على المشاهدات والمشاهدين في العراق وفي الخارج. ورغم أن السيد الدكتور هشام الديواني قد أكد على أن القناة تبتعد كلية عن الجانب الطائفي، فأن رفضه لا يعني غياب ما يمكن أن يوحي إلى ذلك. أورد بعض الأمثلة المهمة في هذا الصدد:
1.إدخال برنامج خاص حول مواقف المذهب الشيعي إزاء الكثير من المسائل الخاصة بالإسلام، وهي، كما أرى ليست من مهمات قناة الفيحاء التي تلتزم الجانب المدني في حياة المجتمع، وبالتالي فهي تمارس تمييزاً لصالح أتباع المذهب الشيعي دون المذاهب الأخرى أولاً، ودون الأديان الأخرى ثانياً. ولا أجد، من وجهة نظري كناشط في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني، أي مبرر لذلك. إذ أن رجال وعلماء الدين لهم الكثير من المساجد التي يستطيعون ممارسة إعلامهم فيها.
2.هناك الكثير من التركيز على المواطنين من أتباع المذهب الشيعي الذين يدعون إلى قناة الفيحاء، في حين نجد قلة ممن يدعون إليها ، سواء أكانوا من أتباع المذهب السني أو من أتباع الديانة المسيحية أو من الكرد والكلدان والإيزيديين والصابئة أو غيرهم من مواطنات ومواطني العراق ... الخ.
3.تسمح القناة لعدد غير قليل من المتحدثات والمتحدثين أن يتجاوزا في أحاديثهم أو القصائد الشعبية التي يقدمونها على أتباع المذاهب الأخرى أو الدعوة إلى ممارسة العنف والقتل أو عدم الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان في التعامل مع المعتقلين’، مما يسيء إلى أتباع المذاهب الأخرى أو إلى أناس آخرين. وهو أمر بالغ الضرر على الوحدة الوطنية العراقية التي نسعى وتسعى قناة الفيحاء إليها تحقيقها، علماً بأن قناة الفيحاء لا تتفق مع وجهة نظر هؤلاء، ولكنها تفسح في المجال لقناتها في أن تكون منبراً لهؤلاء الطائفيين في بعض الأحيان.
4.إن ما يهمني أيتها الأخوات والأخوة هو أن لا تتحول قناة الفيحاء الشعبية، التي اكتسبت شعبيتها من وقوفها إلى جانب قضايا الحرية والديمقراطية والفيدرالية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية، إلى موقع تمرر من خلاله بعض الأفكار غير المقبولة وغير منسجمة مع طبيعة الفيحاء ونهجها الواضح، من جانب بعض الأخوات والأخوة سواء عن قصد أو دون قصد.
أتمنى لقناة الفيحاء أن تبقى منبراً حراً مناصراً للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط، وأن تشارك بقوة في النضال ضد العنصرية والطائفية والتمييز القومي والديني والمذهبي والفكري والسياسي.
مع خالص المودة والتقدير والتمنيات بالتقدم.
كاظم حبيب