كتَّاب إيلاف

وزارة الثقافة الشيوعيّة: لا نريد (مفيد) ولا (مستفيد)

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

د. أثير محمد شهاب

من غرابة الموقف الذي لا بد من الحديث عنه، ان وزارة الثقافة العراقية تعيش في جو غرائبي بعيد كل البعد عن المثقف العراقي المنهار والذي يتجول من يوم الى اخر – وهو يلعن قدره – ومن جريدة الى اخرى من اجل بضعة دراهم تسد رغيف اليوم، وهذه المأساة هي جزء من مأساته قبل سقوط النظام، فما معنى وجود وزارة تهتم بالثقافة من دون الاهتمام بالمثقف؟!.

اذن !!!!!

ما هي المتغيرات؟

ها...... المتغيرات التي حصلت بعد السقوط الرهيب للنظام ، هي تحويل وزارة الثقافة العراقية من وزارة ثقافة تعنى بالهم الثقافي، وتبلسم جروح المثقف الى وزارة تعنى بمن هو شيوعي او بعثي من الطراز الاول، وقد افضى هذا السلوك المشين الذي سيظل في عنق هذا الوزير –الشيوعي – الى ان تتحول جلسات الوزارة ومؤتمراتها الى برامج تافهة للغاية والى درجة مضحكة (تصوروا - لا يتعدى حضور جلسات الوزارة- العشراشخاص او يزيد ، واغلبهم من موظفي الوزارة)
ويزداد الامر سوء من خلال تبني الوزارة توزيع – اثناء الجلسة – جريدة طريق الشعب !!!؟
مهزلة من مهازل الذين لا يفرقون بين البعرة والبعير.اقول هذا القول لا بدافع مادي وانما لدافع اخلاقي لابد من ان تتحلى الوزارة به، مثلما كنت افعل حينما سجلت كل فعاليات الوزارة على مواقع النت الالكترونية ! من دون مقابل سوى ان اقدم الثقافة العراقية بصورتها الحقيقية التي اتلفها الارهابيون مهمة ثقافية خالصة لوجه الثقافة لا وجه هؤلاء الذين شوهوا المثقف والثقافة العراقية !!

***

وزارة الثقافة بين ضرورة الانقاذ ومحدودية الفعل
فائز الشرع

هل تكفي النوايا الطيبة للنجاح؟ وكيف يمكن البرهنة على طيبة النوايا ما دام الفعل غير واضح المعالم من هذه الناحية؟؟
هذا ما تعلق بوزارة الثقافة التي ورثت الخراب الثقافي، فلم تتجاوز حدود نفض الغبار الذي مكث طويلا، ولم تتضح بعد معالم العمران الجديد، والحجة في المدة الزمنية المؤقتة، وهذه لم تعد ماثلة بقوة في ميزان المجادلة، إذ تعد وزارة الثقافة اقدم الوزارات بعد تشكيل الحكومة العراقية – زمن مجلس الحكم وحتى الان.
الحجة الاخرى قلّة التخصيصات المالية، ولن نكون مغالين في ضرورة اتخاذ الموقف بضرورة الاستقالة او ترك المنصب ما دام ذوي لا يقيمون زنا للثقافة وشؤونها، سنكون اكثر توازنا في التوجه الى من جددت له المدّة، وخبر طبيعة العمل بعد المرحلة الاولى، وعليه هذه المرة ان يكون واضحا ومحددا ويملك شجاعة الصراحة التي لا تقل شأنا عن النضال القديم ضد الدكتاتورية، وعند عدم الابقاء بما هو مطلوب، لا يمكن لمناضل ان يمكث طويلا على ارض هشة.
لن يكفي ماهو ظاهر من طيبة الشخص وتواضعه واحترامه الاخرين اجتماعيا، فتلك ضرورة آنية بعد تحول وجه السياسة في العراق، وليست فضيلة من وزير تعود الروح النضالية التي يختلط فيها عرق القادة بعرق اتباعهم.
ما يكفي او يحقق جانبا من الكفاية هو العمل بجد، واختيار الملاك المناسب وتفعيل الاجنحة الميتة او المشلولة قبل الادعاء بالتحليق.
ولن نتحدث عن هوية الذين اختيروا الشغل اماكن الادارة والمعايير التي اتخذت في تعيينهم فكان انجازهم كما هو ماثل لا يحتاج الى مزيد من الايضاح، سنتحدث عن المؤسسات التي لم تقدم ماهو مطلوب منها، انسجاما مع قدرتها وامكانتها ونوع ما تقدمه من وظيفة.
فهل حققت دار الشؤون الثقافية المؤسسة المهمة في الوزارة ما وقع على عاتقها من وظيفة كما لابد ان تكون نهضوية؟
الجواب متعلق بالتفاصيل وطبيعة ارتفاع الرواتب، ونظام التمويل الذاتي، لذا فان وظيفتها انقلبت من العمل على تفعيل الثقافة المطبوعة الى اعالة الموظفين قدامى وجدد.
واذا كانت قضية التمويل الذاتي من مخلفات الحصار الاقتصادي على النظام المنهار، هل يمكن الاقرار بامتداد هذا النظام، وان كان ذا نفع اقتصادي؟.
ثم كيف يسمح لتحولها عن عنوانها المرتبط بوظيفتها كونها دارا للشؤون الثقافية لا للطباعة بشكل عام، أما ما طبع من كتب لا تتناسب مع امكانات هذه الدار وخصوصية حالها، إذ لم تتعرض الى النهب والحرق كما حصل في باقي المؤسسات، فضلا عن تأليلها الحديث الذي يزيد من قدرتها الانتاجية فانه يشي بنبرة في الاهتمام بالشأن الثقافي هذا اذا ضممنا اليه ان الطبع والنشر مقرر على وفق مبدأ الاقربون – فكريا واجتماعيا – اولى بالمعروف، في حين ان الوزارة للجميع لا لفئة دون فئة او اتجاه دون اخر، ولنتساءل ثانية وثالثة، هل ما تنفقه الدار على ملاكها متناسب مع ما تقدمه من انتاج؟
والاجابة لا تبعد عن ابصار صورة الترهل في هذه الملاكات والتضخم الذي انتج بطالة مقنعة، اثرت سلبا حتى فيمن يمارس جهدا اساسيا.
ثم يأتي دور الاختصاص في الادارة، فهل لمن يحسن الادارة – افتراضا – في شؤون اخبر ميزة على المتصل في الشأن الثقافي الذي يعزز اهمية وظيفة هذه الدار وخصوصيتها، في حين ان الخبرة الادارية يمكن استحصالها من دون ان تمارس وظيفة رأسية شرط تفعيلها وتكييفها بما يخدم الغرض الاصل من الدار.
وعلى الرغم من قلة ما انتج من كتب، هل يمكن احتساب قدرة المثقف الشرائية في تثبيت تكاليف الطبع؟ ثم اين هو التوزيع الذي انحسر وصار في كثير من الاحايين رهين موقع الدار لايبارحها، الا في احوال خاصة فيما يتعلق بالمجلات لا الكتب؟
الشؤون كثيرة والشجون اكثر واكبر اذا ما تجاوزنا دار الشؤون الى المؤسسات الاخرى كدار ثقافة الطفل التي اصابها العقم الذي صار مزمنا، فاصبحت مطبوعاتها تنافس المطبوعات الفصلية بل النصف سنوية ، في حين ان الطفل عماد البنية الحضارية المستقبلية والاولى ان لا تتلقفه شؤون اخر تحرفه عن مسار التربية الصحيح.
وهذا ما يخص مؤسسات أخر كالسينما والمسرح وغيرها، فضلا عن تفعيل اثر الثقافة في المحافظات؟ كل هذا يؤشر خللا مركبا لا يمكن تجاوزه بسهولة، ولن تفي التصريحات او الوعود او التمنيات، او الاعمال محدودة الاثر مثل الاحتفاءات ودعم الاتحادات بديلا عن دور انقاذي لوزارة الثقافة لم تنجح الوزارة الحالية في تحقيق قدر يتيح لمن يأتي بعدها ان يكمل من دون عراقيل.

***

مثقفو العراق يطلقون خيارهم لا نريد (مفيد) ولا (مستفيد)

كاظم غيلان

نحن ادباء العراق ونخبة من مثقفي݇ الذين راهنوا على انتصار خطاب ثقافتنا التي بقيت عنيدة امام كل مغريات الانظمة الفاشية والمتسلطة الجديدة، ولقد واكبنا مسيرة وزير الثقافة الحالي (مفيد الجزائري) ولاحظنا كم هو بعيد عن هموم المثقف العراقي بحكم معايشته لأخلاقيات ما اسماه بـ ((المنفى)) وقد منح ثمار منجزاته الادارية لأيتام ثقافة صدام حسين كـ (نزار جواد) ومن لفّ لفّه، في حين استبعد مثقفي العراق من الذين لاقوا صنوف الحرمان، وبهذا نطالب بسحب الثقة منه وعدم منحه أي كرسي ثقافي لاننا في زمن لا يحتمل العصابات والحزبيات، وانما نطمح لثقافة نزيهة عراقية تليق بهويتنا.

**

الثقافة العراقية… ثقافة حرة أم ثقافة مقيدة؟

قاسم زهيرالسنجري

قد يكون طرح هذا العنوان قبل سنة ونصف من الآن مجازفة حقيقية يتداعى أمامها الفكر الحر، ولكن بعد سقوط الشمولية الديكتاتورية أصبح لزاماً على المثقف العراقي أن يطرح هذه القضية للنقاش بعد زوال العارض المانع للتفكير بصوت مرتفع، والابتعاد عن وأد الفكرة في مهدها.
بعد سقوط النظام الشمولي في بغداد، كان متوافراً في الذهن الثقافي العام إمكانية رسم صورة مستقبلية للثقافة العراقية، وكيفية إعادة تأهيلها بعيداً عن الصراعات السياسية وصرعات الأدلجة والتسييس، ولكن بعد عودة الأحزاب السياسية إلى الساحة العراقية بعد غياب تجاوز الثلاثة عقود بدأت التأثير بشكل وبآخر على مسرى الثقافة العراقي، هذه الثقافة التي عانت من هزال متعمد بسبب سياسات كان الغرض منها إجهاض الفكرة أو منعها قبل ولادتها.
بعد فترة الانقطاع والخمول السياسي الذي شهدته الحياة العراقية، كان لها الأثر البالغ في كيفية صياغة ثقافة حرة مبتعدة عن التأثيرات السياسية التي ترافق انطلاق روح الثقافة الحرة، ولا ننكر ان النضج السياسي متأتي من نضج الثقافة وما تمنحه الثقافة من معطيات تجعل من البنية السياسية بنية رصينة سليمة، اضاقة الى ان (الثقافة) في اتجاهها الاستيعابي لكل منطلقات التجديد والتحديث تقدمت على السياسة بارتفاعات شاهقة بينما بقيت السياسية تغوص في منطقة ضحلة ونستدل على على ذلك من خلال تعريف بإنها فن الممكن الذي يجسد اجترار الافكار التقليدية ذاتها من عصر الامبراطوريات القديمة حتى ظهور الدول الحديثة وان تم بطريقة او بأخرى تنظيم بعض التحالفات الاقليمية والدولية كالجامعة العربية او الاتحاد الاوربي والامم المتحدة. والسياسة في كل الاحوال حاولت تهميش الثقافة وقمع المثقف او تحويله الى أداة حزبية, قناة اعلامية تنادي برفعة وسمو مباديء هذا الحزب وتدحض افكار الحزب الآخر الذي هو بطبيعة الحال منافس يجب التغلب عليه.
ولكن اذا ما حاولت السياسة استيعاب الثقافة ماذا يحدث؟، الذي يحدث تحول الأهتمام بقضايا الأدب والثقافة لدى المثقف بشكل عام إلى عملية (قسرنة) باتجاه مصالح حزبية واتجاهات عرقية أو طائفية، وإن ما أقدمت عليه الأحزاب الكبيرة من عملية استقطاب أسماء ثقافية في مختلف المجالات في محاولة منها لتقوية البنية العقائدية لأحزابهم، وهذا إن دلَّ على شيء فأنه يدل على ضعف في المستوى الإطاري لثقافة الحزب وتأصيله العقائدي وهشاشة في المتن السياسي للحياة السياسية في العراق مما جعل هذه الأحزاب تعمد إلى تقوية هذا المتن بإضافة الهوامش التي كانت إلى الأمس القريب هوامش غير منظورة وغير معلّمة.ومن هذه الأحزاب التي سارعت إلى إظهار الهامش وتعزيز متنها السياسي بها هو الحزب الشيوعي العراقي بمختلف تنوعاته وانقساماته محاولاً تغطية العجز الثقافي وردم هوة الانقطاع عن الشارع السياسي عن طريق سحب واستدراج أسماء له موقعها ضمن خارطة الثقافة العراقية، ولكن هذه التورط في عملية تشكيل قاعدة مثقفة من السياسات التي لها توابع تنحدر بمستوى الثقافة العراقية في حين إنها تحاول النهوض بعدة كبوة الثلاث عقود.
إن هذه الدعوات كانت هادئة في أول الأمر إلى أن اتضحت معاملها بشكل صارخ في أول مؤتمر انتخابي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق حيث قام هذه الحزب بطرح قائمته الانتخابية وهذا خارج عن تقاليد الانتخابات الحرة وهذا الأسلوب يفضى إلى بناء متكتلات سياسية في الجسد الثقافي، ومما يزيد القلق حقاً هو تصريح احد المرشحين لهذه الانتخابات بأن هذه: (أوامر الحزب) معيداً إلى الأذهان ظاهرة (بعثنة) الثقافة.
هذه الحالة تستدعي العملية التوافقية في بناء الهيكلة السياسية حيث كانت وزارة الثقافة من نصيب الحزب الشيوعي العراقي ومن ثم سيطرة الشيوعيين على المؤتمر الانتخابي لاتحاد الأدباء، وتكللت هذه السيطرة بحضور وزير الثقافة الأستاذ مفيد الجزائري لأول اجتماع لإدارة الاتحاد بعد الانتخابات رغم تصريح الوزير بأن حضوره لا يعني أن للوزارة أو الحزب الذي يمثله علاقة في تسيير أمور الاتحاد وكأنه استدرك معنى حضوره وما يشكله من تحسس لدي المثقف العراقي بعد أن عانت الثقافة العراقية من التداخلات الحزبية والحكومية وما لحق بها من فوادح أثر هذه التداخلات المشابهة.
ولكن نتائج هذه التداخلات لا تعني الحزب الشيوعي من قريب أو بعيد فأن اغلب المثقفين العراقيين على دراية بما فعله الحزب الشيوعي في خمسينيات القرن الماضي من خلال استدراجه لأسماء ثقافية كعبد الوهاب البياتي بعد ان انقلب بدر شاكر السياب على انتمائه لهذا الحزب، فليس مهماً كيف يكون شكل الثقافة العراقية بقدر ما يمكن أن يستقطب الحزب أسماء لامعة تضاف إلى واجهة الحزب دون أن يضعوا في البال نتائج هذه الإضافة التي قد تتداعى أمامها أسس الثقافة لتتحول إلى ثقافة حزبية.
وبعد هذا كله يمكن أن نطرح هذا التساؤل: (هل الثقافة العراقية حرة أم مقيدة) نستنتج من خلال نشاطات الأحزاب وما تفعله من عملية تجيير الثقافة لحسابها وتهافت الهم الثقافي وتحولاته نحو (الحزبية التعددية) بمفهومها السياسي وانسحاب الصراع من ثقافي- ثقافي إلى صراع الأجندات السياسية وهيمنتها على الوسط الثقافي أصبحت الثقافة العراقية مقيدة بانتماءات شتى وأصبح المثقف العراقي يأتمر بأوامر الحزب مهما كانت دون أن يحسب أي حساب لهذه الأوامر و ما تجره على الثقافة العراقية من فقدان الأهلية من جديد وانسياقها وراء (فردانيات) حزبية بعد أن كان ينادي بالتخلص من سطوة الفردانية الحزبية على الثقافة ويدعو إلى تمكين المثقف من أدواته، فهل إن المثقف العراقي لازال يعاني من عدم قدرته عن التخلي عن عباءة السلطة؟ أم إن ما تركته الثلاث عقود من آثار في بنية الثقافة العراقية جعلها تعاني من داء (الأدلجة)؟، قد تكون فكرة بناء ثقافة حرة دون روابط تبعية فكرة صعبة التحقق، ولكنها ليست مستحيلة في ذات الوقت.

الموقعون :
1-الشاعر الكبير محمد على الخفاجي
2-الفنان الكبير نداء كاظم
3-الفنانة كريمة علي
4-الشاعر حسن عبد راضي
5-الشاعر على عطوان الكعبي
6-الشاعر قاسم السنجري
7-الناقد فائز الشرع
8-الشاعر نوفل الحمداني
9-الشاعر عباس عبد معلة
10-الناقد الدكتور اثير محمد شهاب
11- الشاعر علي المطيري

اقرأ أيضا: سرقة سنوات المنفى بقرار وزاري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف