الإسلام الأمريكانى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حدث فزع كبير فى أوساط غالبية "الإسلامويين" فى العالم العربى خاصة عندما سمعوا أن هناك سيدة أمريكية مسلمة قد قامت بدور إمام صلاة الجمعة، وحدث أن تطوع أحدهم وعبر عن "مكبوتاته" الجنسية العميقة وقال :"إن إمامة أمرأة لا تجوز لأن هذا من شأنه إثارة الشهوة الجنسية لدى الرجال الذين يصلون خلفها وخاصة عند الركوع والسجود"!!، ورد عليه الكاتب المتميز (عادل حزين) فى مقال له بإيلاف بعنوان : "ما بين السجود والفلقسة… هناك فرق"
وطبعا لن أحاول تكرار كلام (عادل حزين)، لأنه قال مافيه الكفاية وزيادة. ولكن بعض الإسلامويون الآخرون الذين يعتقدون أنهم "أكثر إحتراما" والمؤمنون بنظرية "المؤامرة" أكثر من إيمانهم بأى شئ آخر، فأى مصيبة تحدث فى العالم لا بد وأن يكون ورآها إما اليهود والموساد أو المخابرات الأمريكية، فإمامة إمرأة لصلاة الجمعة فى نظرهم ما هو إلا :"مؤامرة أمريكية للقضاء على الإسلام"، بدون أن يشرحوا كيف يمكن أن يحدث هذا، وهل ياترى ياهلترى: الإسلام هذا الدين العظيم الذى إستمر أكثر من ألف وأربعمائة عاما، وإنتشر وما زال ينتشر بالسيف أحيانا وبالقدوة الحسنة أحيانا، الإسلام الذى نجا من الحملات الصليبية المتكررة، حتى هزمها صلاح الدين الأيوبى فى موقعة حطين (بالمناسبة صلاح الدين الأيوبى قادة المسلمون عبر التاريخ كان كرديا، أذكر هذا فقط لتذكرة الأخوة الأعداء الذين إعترضوا على الرئاسة الكردية للعراق)، الإسلام الذى الذى حماه الله عبرالتاريخ، تريدون أن نصدقكم ونخاف لأن إمامة إمرأة لصلاة الجمعة فيه خطر على الإسلام!!
ولماذا لم نسمع عن إعتراضات زاعقة عندما تولت إمرأة رئاسة أكبر دولة إسلامية (إندونيسيا)، وقبلها تولت إمرأة رئاسة (باكستان) و(بنغلاديش)، هؤلاء (النسوة) تولوا قيادة كل هذه البلاد والتى يبلغ تعدادها مجتمعة نصف تعداد المسلمين فى العالم وليس مجرد قيادة بضع عشرات المسلمين فى صلاة الجمعة!! ولكن يبدو أن شئ يأتى من أمريكا يبقى (كخة) ومؤامرة. ولم يحدث أن إنهار الإسلام عندما تولت السيدات رئاسة أكبر البلدان الإسلامية، ولم يحدث أن إنهارت تلك البلاد لأن أمرأة قد تولت القيادة فيها.
دعونى أقولها لكم على المكشوف : الخطر الوحيد على الإسلام هو أنتم، من أمثال الشيخ "السماوى" وفقهاء الإرهاب وكتاب الجرائد الصفراء، وكاتب الجريدة العريقة التى كانت يوما ما محترمة، وكل من يهتف ويرقص فرحا عند مقتل الأبرياء فى كل مكان تحت لواء الإسلام، والإسلام منهم براء، الخطر الوحيد على الإسلام هو تنظيم القاعدة ومحطة لهلوبة الفضائية الناطق الرسمى بإسم الإرهاب العالمى، والتى لا يفرق المسئولين عنها مابين الأمانة فى نقل الخبر والرأى وبين الشهادة الزور للحصول على شعبية رخيصة وبأن يسمحوا لأنفسهم بأن يكونوا منبرا للإرهابيين وللمحرضين عليه. الخطر الوحيد على الإسلام هو الشباب الذى يقتل نفسه يوميا فى بغداد ويقتل معه الأبرياء، هذا الشباب الذى أصبح مثل الإنسان الآلى، وللأسف عبر الإعلام الرخيص والمشبوه أصبح هذا الشباب المبرمج هو المثل الأعلى للشباب الصغير السن. ولكن هذا موضوع يحتاج مقال منفصل.
وأحب أن أطمئن كل الإخوة الأعداء بأن الإسلام بخير، ومادام القرآن بيننا فالإسلام بخير، (بس إطلعوا إنتو منها)، (إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، ومن حق المسلمون فى كل مكان أن يجتهدوا، فلإسلام المصرى غير إسلام الجزيرة العربية غير إسلام إندونيسيا، والإسلام النيجيرى غير الإسلام الفرنسى، وإسلام الحنابلة غير الشافعية غير الحنفية، وإسلام إبن تيمية غير إسلام الملكية غير إسلام الشيعة، ولكن الأخوة الأعداء لا يقبلون أى شئ إلا إذا أتى من تحت (إبطهم)، وما أدراكم ماتحت إبطهم والعياذ بالله، أما إذا جاء الإجتهاد من أمريكا فهذا هو الجريمة الكبرى.
وبمناسبة الإسلام الأمريكانى فسوف تشترك المنظمة التى تشرفت بتأسيسها لمواجهة الإرهاب : "تحالف المسلمين الأحرار ضد الإرهاب" فى مسيرة بشارع بنسلفانيا فى واشنطن بالقرب من البيت الأبيض يوم 14 مايو القادم، وذلك بالإشتراك مع العديد من المنظمات لإسلامية لإظهار رفضنا للإرهاب بكل أشكاله.
وأدعو الأخوة القراء الذين يعيشون فى أمريكا أن يشتركوا فى تلك المسيرة، وسوف أشترك فيها شخصيا، ونهدف من السيرة إظهار صوت آخر هو صوت المسلمون الأحرار الذين يرفضون أن يوصم دينهم بدين العنف ودين الإرهاب، لأنه ليس كل المسلمون إرهابيون، ولكن للأسف معظم الإرهابيون مسلمون أو على الأقل يتمسحون بإسم الإسلام. ويجب أن يعرف أيضا الإرهابيون وفقهائهم بأنهم مرفوضون ومكروهون ليس فقط من كل العالم ولكنهم مرفوضون من المسلمين الحقيقيين. ونرغب أن تكون تلك المسيرة ناجحة وتظهر الوجه المشرق للمسلمين.
ولمزيد من المعلومات يمكنكم الذهاب إلى :
http://www.freemuslims.org/
وكلمة أخيرة إلى فقهاء الإرهاب، "الكلاب تنبح والقافلة تسير"!!