ترفيه

إنت عمري: عودة إلى السينما الهادفة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"إنت عمري": عودة إلى السينما الهادفة!

من الفيلم نيللي كريم ومنة شلبيسعيد حريري من القاهرة: بعد فيلمي "العاصفة"، و"جواز بقرار جمهوري" قدم المخرج المصري خالد يوسف فيلمه الراوئي الثالث بعنوان "إنت عمري"، ضمن مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يقام حالياً في القاهرة، وفي الحين الذي غلب فيه الطابع السياسي على الفيلمين الأولين، إتجه يوسف في فيلمه الثالث إلى المعالجة الإنسانية الرومانسية، علماً بأن يوسف، لا يعتبر أن هناك تحول في إتجاهه بالمعنى الحقيقي ...فالحب أيضاً، كما صرح لمطبوعة بانوراما اليومية الصادرة عن المهرجان، هو قضية وطنية كبرى، وإن كانت غير سياسية، ويضيف: أحاول من خلال كل فيلم أن أجيب على سؤال مهم مؤداه هل يمثل الموضوع هموما عامة أم لا؟ وفي فيلم "إنت عمري" أحاول أن أناقش واحدة من أهم قضايا حياتنا، وهي هل يمكن إعتبار الحب معادلاً موضوعياً للحياة أم لا؟ بمعنى هل نستطيع أن نعيش بدون حب؟ وأحاول أن أوضح من خلال الفيلم بأن الحب كفيل بالتغلب على الألم وعلى تحدي الموت ذاته.
عرض الفيلم في صالة "غود نيوز" في فندق غراند حياة في القاهرة، بحضور المخرج خالد يوسف، ونجوم الفيلم: هاني سلامة، ومنة شلبي، ونيللي كريم، إعتذر الممثل هشام سليم عن الحضور بسبب تعرضه لوعكة صحية، إضافة إلى مؤلف القصة والسيناريو الدكتور الطبيب المختص بطب الأطفال، محمد رفعت، والأستاذ ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما، منتج الفيلم.

خالد يوسف يتوسط نجوم الفيلم هاني سلامة ونيللي كريم ومنة شلبييعالج الفيلم، كما ورد سابقاً، مدى فعالية الحب في التغلب على الآلام، وتحدي الموت، وقد تم ذلك من خلال علاقة زوجين شابين، هاني سلامة ومنة شلبي، يسيطر الحب على حياتهما، ولديهما طفل في السادسة من عمره يعيشان سوياً، والزوج مهندس ناجح ويتمتع بالإمكانات المادية الوفيرة، يعيشان بهدوء وسلام تحت سقف واحد مع والد الزوج، إلى أن يتعرض الزوج لمفاجأة غير منتظرة ناتجة عن إكتشافه لإصابته بمرض اللوكيميا ( أو سرطان الدم)، فيتوهم بأن أيامه باتت معدودة، وأن وفاته آتية لا محالة، فيقرر عدم مواجهة زوجته ووالده بالحقيقة كي لا يعذبهما، ويرفض العلاج لدى الطبيب (هشام سليم)، فيسافر ليسكن وحيداً بإنتظار الموت، ولكنه يتورط في علاقة عاطفية مع راقصة الباليه المصرية الشهيرة شمس (نيللي كريم) المصابة بالمرض نفسه، لا تلبث أن تتحول بنظره إلى المعادلة الموضوعية للحياة نفسها، وحين تكتشف زوجته الحقيقة تسعى للدفاع عن علاقتهما الزوجية، في أن الزوج يتمسك بالحياة عبر الحبيبة الجديدة، وتكمل الأحداث في إتجاهات مثيرة ومشوقة.
وبعد عرض الفيلم أقيمت ندوة صحافية بمشاركة صناع الفيلم، وفيها صرح ممدوح الليثي، بأنه أعجب بالفكرة، ومن خلالها وجد فرصة للتنويع في إختيار الأفلام التي ينتجها جهاز السينما المصرية، وأضاف: "خالد يوسف مخرج ملتزم، ونموذجي من الناحية الفنية والأخلاقية".
أما المخرج خالد يوسف فقال: "أبحث دائماً عن الفكرة التي تدهشني شخصياً، وأسعى جاهداً لأحللها، ولا أبحث أبداً عن الحلول البسيطة، وفي هذا الفيلم ظرف شديد الغرابة والقسوة يجمع شخصين كل منهما ناجح في مجال عمله، ويبدآن السير في طريق تحمل لافتة النهاية، ولكن الحياة تولد من جديد، ونشعر بالتعاطف مع الشخصيات الثلاثة، ولا نعالج هنا العلاقة الثلاثية التقليدية في السينما المصرية: الزوج، والزوجة، والعشيقة، إنه ظرف قدري يجمع ما بين الزوج والفتاة التي تعيد له الأمل بالحياة، وهذا مما لا شك فيه ظرف قدري يفرض التأمل تجاه هذا الحدث".
وقالت النجمة منة شلبي، التي أدت برأيي دوراً يعتبر من أهم ما قدمت على الإطلاق، وقد برعت حقاً في تجسيد الشخصية التي أوكلت إليها، فقالت:" أحب هذا الفيلم كثيراً، وقد سعدت جداً به، حيث أنني كنت أتمنى العمل مع خالد يوسف، كما وأعجبت كثيراً بفكرة الفيلم، أضف إلى ذلك أن الفيلم مكتوب بشكل جيد، مما جعلني أشعر بأني مثلت أقل من المستوى الذي قرأته على الورق".
أما النجمة نيللي كريم، الممثلة الجميلة، وراقصة الباليه الرائعة،
فقالت:" إتصل بي المخرج خالد يوسف، وطلب مني عدم الإرتباط بأي فيلم، لانه يريدني لفيلمه الجديد، وتحديداً لشخصية راقصة الباليه، وقد سعدت جداً بهذا الإختيار، علماً أني كنت خائفة من هذه التجربة، خصوصاً، وأني بعد الإنتهاء من تصوير مشاهد التمثيل على مدى ستة أشهر من أصل ثمانية أشهر هي مدة تصوير الفيلم بكامله، بدأنا في الشهرين الأخيرين بتصوير مشاهد رقص الباليه، وخلالها كانت لياقتي البدنية في أدنى مستوياتها، وكنت خائفة جداً أن أؤدي الرقصات بشكل ضعيف، فيصبح آدائي في التمثيل أقوى منه في الباليه، كانت حتبقى مصيبة! (تضحك ملياً)

أما النجم الوسيم هاني سلامة، فقال: أشعر بأن هذا الفيلم لي أنا، وكأنه إبني، أحببت الفكرة كثيراً، وأعتقد بأن هذه النوعية من الأفلام لم تقدم منذ عام 1981، أي منذ فيلم "حبيبي دائماً"، وأشكر خالد يوسف كثيراً لإختياري لهذا الدور، علماً أنه هو أيضاً من قدمني ليوسف شاهين".
وبهذا يكون خالد يوسف قد قدم فيلماً جيداً في فكرته، وجدياً في طرحه ومعالجته، وهو عودة إلى سينما الرومانسية الهادفة في مضامينها، وتحد في وجه موجة الأفلام التي سيطرت على السينما المصرية في الفترة الأخيرة.

saidhariri@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف