ترفيه

العلماء يفشلون باستغلال الفطر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: أخفقت بريطانيا في استغلال مصادرها الفطرية أو المحافظة عليها رغم أنها يمكن أن تخلق عدة منتجات حيوية جديدة، مثل الأدوية أو مبيدات الحشرات أو الإنزيمات، مقابل استثمار بسيط نسبياً من قبل الحكومة والقطاع الصناعي. وتخمن Cabi Bioscience، المنظمة اللاربحية التي تدير المصادر الوطنية الفطرية، أنه من الضروري إنفاق حوالي 22 مليون جنيه إسترليني طوال السنوات الخمس القادمة؛ ويكمن المتطلب الأول في وضع زراعتها بمكان الخزن الآمن. وتتضمن مجموعة الفطر 28.000 عترة تأتي من 6.000 نوع فطري؛ لكن فقط نصف هذه الأنواع تُحفظ بشكل صحيح في النتروجين السائل. أما الأنواع الباقية فيتم تجفيفها بالتجميد أو يتم خزنها بوساطة الطرق الأخرى، غير المحددة بصورة مستقرة. ويحتاج العلماء لتمييز العينات لكي يستطيعوا معرفة خصائصها الوراثية والكيماوية الحيوية قبل أن يأخذوا فكرة عن طرق استعمالها. وما لم يعجٌل الاستثمار عندئذ ستحرم المملكة المتحدة من عائدات تجارية مهمة عدا عن تعرضها لخطر فقدان مجموعة جوهرية من المادة الميكروبية.

وتشتق عدة أدوية، رائجة عالمياً، من المواد الكيماوية التي أنتجت طبيعياً من الفطر؛ وتحوي هذه المواد مضادات حيوية من نوع بنسلين والStatins لمرض القلب والCyclosporin لمنع رفض العضو(مثل الكبد) عقب عملية زرعه في الجسم. وتعتقد منظمة Cabi Bioscience أن خمسة منتجات مهمة، على الأقل، يمكن أن تُطوّر من أنواع الفطر الموجودة في المجموعة الفطرية البريطانية؛ وفي حال تم تسويقها فإنها ستدرٌ مبلغاً يتراوح ما بين مليارات الجنيهات الإسترلينية، لدواء معقٌد، نزولاً إلى 500 مليون جنيه إسترليني لمبيد الحشرات الحيوي أو الإنزيم أو مادة الغذاء المنكٌهة؛ كما تعتبر منظمة Cabi اللاربحية(مختصر لمكاتب الكومنولث الزراعية الدولية) ممتلكة من قبل الدول النامية، بشكل رئيسي، وبالتالي لا يوجد عندها القدرة المالية الكافية للاستثمار جوهريا،ً في المجموعة الفطرية البريطانية. وفي الحقيقة، تدعمها عبر نشاطات النشر العلمية لأن تعزيز الزراعة الفطرية لا زالت بعيدة جداً عن السوق ولا تستطيع حالياً جذب الاستثمارات المباشرة من قبل الشركات الصيدلانية أو تلك الزراعية الكيماوية.

وأخيراً، تحتاج الحكومة البريطانية الى القيام بمبادرة لدعم أعمال الفطر التي لا تستلم أي تمويل عام مباشر، أولاً، قبل أن تُطرح على القطاع الصناعي بغية جلب استثمارات أخرى إليها. وللأسف الشديد، يهمل العلماء وصناع السياسة، بدون مبرر، منافع الفطر الجوهرية بالمقارنة مع النباتات أو الحيوانات الأخرى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف