لقاء إيلاف

الجعفري: الحدث يفرض نفسه على الكاريكاتير

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمود الخطيب من عمان: حين رشق الدم الفلسطيني الشوارع سنه 82، رفع البعض (خارج بيروت)أيديهم بالدعاء لله، والبعض رفعها توسلا لعواصم كبرى، وآخرون رفعوها مستسلمين! لكن الدم لم يصر في المنافي ماء، وظهرت الأكف الفلسطينية المحروقة أطرافها والتي حيل بينها وبين الزناد، لتكتب وترسم.
ناصر الجعفري كان آنذاك يبدأ من وجعه الشخصي تحديدا، ولم يكن بريشته يعد شواهد القبور بقدر ما كان يشرح وجهة نظر الشهداء! منذ ذلك لم يخن الرسام هواجسه الأولى التي تفتحت على دم يرشق الشبابيك وما زال يشرح وجهة النظر القديمة، والتي بالنسبة له لم تلغها الاتفاقيات. لا حاجه لمقدمه أطول، فالرسومات تعلن بشكل واضح وصريح من هو الرسام والى أي بوصله تتجه ألوانه:


* كيف كانت البدايات ؟ وهل تابعت الرسم عن موهبة أم رغبه؟؟
- لعلي لا أذكر تماما متى بدأت، حيث كانت مقاعد الدراسة وجدران الحارة المكان الأول للرسومات العفوية.. لكنني أذكر تماما أن صيف 1982 أبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان دفعني بلا وعي لترجمة إحساسي الطفولي كركتوريا حتى إنني لم أكن أعرف أن هذا النوع من الرسومات هو المتعارف عليه بفن الكاريكاتير.

* ما المدارس التي تأثرت بها ؟ ولماذا اخترت الكاريكاتير دون غيره؟؟
- اخترت الكاريكاتير تحديدا، لأن هذا الفن يملك قدره وفعالية خاصة في النفاذ والوصول إلى الشريحة الأكبر من المتلقين، وأدعي أنني أنتمي إلى جيل توقف بأكمله عند تجربه الشهيد ناجي العلي فكانت التجربة هي المحطة الأولى وان اختص البعض لاحقا خطوطه الفنية و أسلوبه الخاص.

* هل أنت قريب من نبض الشارع ؟ وهل تشعر برد فعل المتلقي عندما ترسم ؟؟
- أعتقد أن رسام الكاريكاتير لكي ينجح، عليه أن يجيد الإنصات أولا ويقرأ حالة الشارع بأدق تفاصيلة ووجوه الناس الصامتة دون البوح، وتتفاوت ردة فعل المتلقي من موضوع إلى أخر ومن طريقه معالجه لأخرى، وأشعر أحيانا أن ما يشبه القارىء هو المعالجة السياسية لقضية هامه، ويكون معني لقضية مباشره وتعبير صريح.. وفي أحيان أخرى تتحرك بوصلة الشارع باتجاه قد أنجح في التقاطه وقد لا أقدره جيدا أحيانا، فالمزاج اليومي هو انعكاس لحاله من الأحداث اليومية المتلاحقة والسريعة.

* تصويرك لحدث المرسوم هل تدخل فيه انطباعاتك الشخصية، أم تكتفي بردة الفعل الشعبية؟؟
- لا يكتمل العمل الفني الكاريكاتوري بدون الموقف، إذ لابد أن انحاز لطرف ما في القضية التي أطرحها، ولأنني لست معزولا عن شارعي ومحيطي أحاول أن أعكس هذا الشارع فأرى في رسوماتي ما تحدثت به مع البائع أو مع عائلتي، أو أستاذ المدرسة... الخ وكل من أكون قد التقيت به.


* أيهما تفضل رسم المواضيع الحياتية المعاشة، أم الأحداث السياسية؟؟
- أفضل الحدث الأكثر أهميه لدى القارىء فقد يكون طابع اليوم له علاقة بقضية اجتماعيه ملحه، ولا أميل إلى تصنيف الكاريكاتيرات لمسميات مثل سياسي واجتماعي.. الخ، بل هو انعكاس للحظه الأنيه وللشريحة الأكبر من جمهور المتلقين، فلا يمكن أن يكون الشارع بأكمله يتحدث عن قضيه الزلازل مثلا وأطل عليهم بكاريكاتير يتحدث عن العولمة، كذلك حينما تكون القضية المطروحة سياسية بحذافيرها.


* هل لديك سقف عالي تستطيع من خلاله رسم ما يدور في ذهنك؟؟
- لا، لا يوجد لأي رسام كاريكاتير في العالم العربي مطلق الحرية، فالقضية هنا نسبيه، فما تراه تعبيرا منك قد يتعارض أحيانا مع معطيات اجتماعيه ما، فالحرية تبقى في إطارها النسبي متفاوتة ما بين هذه المؤسسة أو تلك ورئيس التحرير هذا أو ذاك، فإذن أنت تقف أمام الخطوط المرسومة مسبقا والمحددة لسقف أتمنى انه ليس موجودا ولكنه في الحقيقة يقف أمام العمل الإبداعي دائما.


* فن الكاريكاتير في الأردن.. إلى أين وصل؟ وهل يضاهي أقرانه في الدول المحيطة؟؟
- هذا الفن خطا خطوات هامه، وأعتقد أن هناك جيلا من رسامي الكاريكاتير حقق تميزا وخصوصية في الأردن، وليس أدل على ذلك بأن هذه الجهود استطاعت أن تخرج بالكاريكاتير من إطاره المحلي إلى الصحف العربية حيث يلاقي رواجا واهتماما، لكن المسألة الهامة أن هذا كله جهد شخصي للرسامين أنفسهم وليس ضمن إطار مؤسسي.


* بعض الرسومات أحيانا تكون ملونه، وبعضها بالأبيض والأسود، هل لذلك علاقة بالحدث المشار إليه ؟؟
- بالضرورة هناك علاقة للون بالحدث، فقضيه اللون قضيه إبهار بصري تلجأ له المؤسسات الصحفية وتجبر الرسام أحيانا التعامل معها كجزأ من تقنيات الإخراج الفني أكثر من كونها رغبه ذاتية للرسام نفسه.. وبعض الرسومات لا تحتمل هذا النوع من المعالجة المبهرة بقدر ما يضفي الحدث ألوانه على الحالة وهذا يحدث غالبا في الحالات التراجيدية.

* أيضا بعض الرسومات تحمل تعليقات على الشخصيات المرسومة، وبعضها لا يحمل.. لماذا؟؟
- رسم الكاريكاتير يكون في أميز حالاته عندما تعبر الصورة البصرية عن نفسها دون استخدام المفردات المكتوبة، وهذا يعني توسع دائرة انتشار هذا الرسم لكي يصل إلى البعد الإنساني.


* هل تفضل أن يكون لك شخصيه ترسمها دائما لتعبر على لسانها بما تريد، أم تحب ترك المجال للحدث بأن يفرض نفسه؟؟
- الحدث أولا يفرض نفسه، والشخصية المحددة هي إطار يدخل الرسام به نفسه،فيصبح جزءا منه شاء ذلك أم أبى، والشخصية المحورية ( الكاريكاتير) هي بالنهاية محصله لوجدان الفنان الذي يجب أن يبذل الوقت الكثير لدراستها قبل إطلاقها.


* إلى أين تحب أن تصل برسوماتك.. وماهي تطلعاتك المستقبلية؟؟
- بالتأكيد أطمح إلى التعلم أكثر فأكثر، فأنا مازلت في طور التجريب، وأسعى إلى أن التقي مع الشرائح الأكبر من القراء عبر الكاريكاتير، وأن اعكس ما يجول في خاطر المتلقي، وأقصى مراحل النجاح هي تلك اللحظة التي يشعر بها المتلقي وكأنه هو رسام الكاريكاتير الذي يشاهده.

ناصر الجعفري
- رسام كاريكاتير في جريدة العرب اليوم الأردنية
- رسام كاريكاتير في جريدة القدس الفلسطينية
- حائز على جائزة يوغسلافيا للكاريكاتير عام 2000
- نشر أولى رسوما ته في جريدة المحرر العربية الصادرة
في باريس 1990 - 1993
-عمل رساما للكاريكاتير في جريدة الدستور الاردنبة1994
- عمل رساما للكاريكاتير في جريدة البلاد الفلسطينية 1994-1997
- ينشر أعمالا في مجلة عمان الثقافية وعدة جرائد ومجلات عربية


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف