قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كتبوا عن التنمية السياسية وأفردوا لها حقيبة وزارية وبدأ السيد الوزير جولاته وصولاته بالنوادي والجمعيات والاحزاب السياسية والجامعات وكل التجمعات السكانية ولم ينج من الحوار او المحاضرة او الندوة الا طويل العمر ومع ذلك معظم الناس وفي كل المواقع انكروا ان يكون هناك تنمية سياسية وفضلوا ان يسمى المشروع الاصلاح السياسي .. وقيل ان المقصود هو تنوير الناس وتثويرهم وحفزهم للمشاركة بالعمل العام وصولا الى اختيار ممثليهم في السلطة التشريعية للمشاركة في اتخاذ القرار.. ومضت سنة وطلع علينا من يقول ان دولة الرئيس في اجتماع مع الصحفيين وكتاب الاعمدة ذكر ان التنمية او الاصلاح السياسي مقدور عليه وليس له اولوية حاليا.. والمطلوب هو تطوير اداري او اصلاح اداري وهيكلة مؤسسات الدولة لتكون اقدر على اداء مهماتها والقيام بواجباتها وتقديم خدماتها. ورغم طغيان عصر التكنولوجيا واقتحامها غرف نومنا الا ان اداء مؤسسات الدولة لم يتغير كثيرا بل انه في بعض الحالات زاد سوءا. وقد قرأت لاحد الاخوة مقالا في صحيفة يومية يعيب على الحكومة انها وفرت الكمبيوتر قبل توفير دورات المياه او الغرف الصفية اللائقة او المختبرات.. والتنمية او الاصلاح السياسي هي اولا وقبل كل شيء قناعة بأن افراد المجتمع يستحقون ان تمنح لهم الحريات المسؤولة وان تحترم انسانيتهم وتصان حقوقهم وان تتساوى الفرص امامهم يضاف لذلك قناعة الذين فوق ومن حولهم ان ابناء الوطن قد بلغوا سن الرشد وانهم قادرون على حسن الاختيار ولكن الذي يبدو ان هذه القناعة لم تتوفر وان هاجس الأمن الذي يؤشر على خلل كبير في مؤسسات المجتمع هو السائد وبالتالي فإن التوجه على الانفتاح وممارسة آداب الديمقراطية وتحريك آلياتها ليس مطلوبا. وقد زاد الطين بله ان دعوة الاصلاح الكاذبة طرحتها امريكا معذبة الشعوب ومذلتها والقوة المهيمنة والناهبة لخيرات معظم دول العالم امريكا التي تطرح شعارات في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب قد لوحت بالعصا علما ان كل تلاميذها مطواعون بل انهم يزايدون على المطلوبات لنيل علامات اضافية رغم ان رموز الانظمة في الدول التابعة والمنبطحة يدركون ان امريكا ليست بحال اي منهم وهي تعرف بالضبط محتوياتهم وقدراتهم وهي التي ترعاهم وتسمنهم ثم تستهلكهم عندما يحين الوقت. المشكلة في شبعنا العربي لا بل في انظمتنا العربية انه انتقضت عندما طرح الامريكان موضوع الاصلاح السياسي بكل مشتقاته ومحتوياته وزعموا ظلما ان الاصلاح لا يأتي من الخارج وانما هو وصفه محلية وارادة وطنية وكانت النتيجة ان الامريكان حققوا ما يريدون وشعوبنا انهزمت لان الانظمة افلتت من المصيدة وامتد بها العمر لسنوات لا يعلمها الا اللّه لتمارس المزيد من القهر والاذلال والنهب والفساد ولعل اجمل ما ينطبق علينا الحكمة القائلة »اسمع كلامك يعجبني اشوف افعالك استعجب« انني كباقي خلق اللّه أمارس من حديث رسول اللّه اضعف الايمان وهو الدعاء بالقلب للتغيير وكما قلت في لقاءات كثيرة ان كل المذابح المستمرة لشعوبنا العربية لم تفلح في تحريك الانظمة العربية وهذا نتيجة همالة الشعوب والفئات المتنورة او الطلائع او النخب.. هؤلاء اصبحوا في معظمهم من حملة المباخر.. والا كيف يمكن ان يستمر هذا الهوان في معظم أقطارنا ونحن نرى من لا يستحق يتربع على رأس الهرم ويوظف كل الامكانيات لحراسة كرسيه وتعظيم المنافع وخلق الاذناب والمرتزقة والهمل ليرتعوا بخيرات الاوطان. ان الذي يجري في عالمنا العربي لا يصدق ولم يكن بالامكان تصور ان نرى ما يجري حاليا وينطبق على انظمتنا قول الشاعر:
ما قال قط لا الا في تشهده
لولا الشهادة كانت لاءه نعم
ومع ذلك ورغم ذلك فلن نفقد الامل وسوف نظل وقوفا وسوف تأتي اجيال جديدة تتكشف لها الحقائق وتكتشف الكذب والخداع والتواطؤ. ان ما نمر به هو عصر اليهود.. ولن يتحقق لهم ما زوّره التلمود. وأمتنا سوف تنتصر في زمان غير هذا الزمان ورجال غير ما نرى وملاذنا الصبر والاعداد.