الجنس وثاتشر ومليونير لبناني في رواية خط الجمال
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وقال سميث ان قرار هذا العام كان من اصعب القرارات وفي النهاية منحت لعمل مثير، وكتب بطريقة ذكية، يتحدث عن الحب والجنس، ويدخل تحت جلد الحقبة الثاتشرية. وكان المحكمون قد انقسموا حول القرار النهائي علي ثلاثة اعمال، رواية هولينهرست، وعمل ديفيد ميتشل الاطلس الغائم ، وعمل كولم توبين السيد .
وفي رواية خط الجمال خط درامي لصعود ونهاية نيك غيست، طالب الدراسات العليا في جامعة اوكسفورد، والذي يعد اطروحة دكتوراة عن الكاتب البريطاني المعروف هنري جيمس، وهي مليئة بالتلميحات والاشارات عن جيمس، الذي يواجه البطل هنا حياة تتجادل مع البطل الروائي، ونهاية غيست الدرامية حيث لم ينقذه حبه للفن والموسيقي والادب.
يقبل غيست دعوة للاقامة في بيت لنائب محافظ من عائلة فيدين، الغنية بشكل لا يصدق، حيث تم انتخاب الوالد جيرالد فيدين، نائبا ووزيرا في حكومة ثاتشر في حملة انتخابية كاسحة. ويفضل هولينهرست استخدام الرموز الاثنية في اعمـــــاله، فيقـــيم غيست علاقة عاطفية مع عامل اسود، قبل ان يقيم علاقة مع مليونير لبناني يغير حياته.
واستخدام الرموز الاثنية حاضر في عمل هولينهرست الاول مكتبة المسبح (1988)، حيث يقيم البطل، ايضا، علاقة مع اسود، وكان قد وصف هذه الرواية كاتب امريكي بانها افضل كتاب عن الشذوذ الجنسي .
ويصف الكاتب، ما يحدث بين العاشقين الشاذين بتفاصيل واضحة وصريحة، والتي تدور في شقة في منطقة هامستيد شمال لندن، وحول مسبح للعراة. ولكن هذه الحياة التي يعيشها، تتداعي عندما ينخرط في فضيحة وتبدأ حقبة ثاتشر بالتداعي. الرواية لا تتحدث عن الجنس فقط ولكنها تتناول، ايضا، الثروة، والمظاهر الزائفة والمخدرات في الحقبة الثاتشرية.
تتوزع الرواية علي ثلاث فترات زمنية، 1983، 1986 و 1987. ففي الجزء الاول نتابع خطوات غيست، عندما يحضر الي بيت فيدين في حي نوتينغهيل الراقي غرب لندن، بناء علي طلب من نجله توني الذي انجذب اليه اثناء الدراسة في اوكسفورد. ويصبح غيست، صديقا لاخت توني، كاثرين، حيث يؤمن موقعه في البيت، ويفقد عذريته مع ليو، العامل في المجلس المحلي الاسود. في الجزء الثاني، يقفز بنا الكاتب الي فترة جديدة في حياة غيست، حيث يختفي ليو ليحل محله اللبناني الثري واني الورادي، وعلاقة غيست مع واني، مليئة بالمخاطر، حيث يعرف ايضا ان جيرالد فيدين، النائب والوزير له مخاطراته المثيرة ايضا. وفي 1987 تحدث الفضيحة التي تغمر جيرالد وتسحب معها بالضرورة غيست.
نيك غيست الذي لم يتجاوز عمره العشرين عندما جاء الي لندن، وجد نفسه في دائرة من الثروة/ السلطة التي تمثلها عائلة فيدين الصاعدة في حزب المحافظين، والتي توازنت مع علاقته مع الاسود ليو واللبناني ورادي، حيث تشير هاتان العلاقتان الي مخاطر وثمن البحث عن الجمال والجنس.
ونجد ان رغبة نيك غيست الشديدة في ارواء ظمئه من الجمال تتساوق مع رغبة اصدقائه ايواء نزعة الغني والسلطة لديهم. وفي داخل هذا البحث، نجد نقدا، او تلميحا لموقف المحافظين الساعين لتأكيد مواقعهم، فكما يقول احد شخوص الرواية، الثمانينات ستبقي للابد ، في الوقت الذي يقول فيه احد مسؤولي الخدمة المدنية في الحكومة ان الاقتصاد مدمر، ولا احد يستطيع الحصول علي عمل، ولم يعد احد يبالي بالوضع.
واعتبر نقاد قرأوا الرواية ان الصفحات الاخيرة من الرواية تعتبر من احسن ما كتب في الراوية المعاصرة. واعتبر محرر مجلة مراجعات الكتب في ووترستون ان خط الجمال عمل رائع وكوميدي. وما يهم في هذا العمل انه يتحدث عن حقبة الثمانينات من القرن الماضي التي تبدو مختلفة عن الزمن الحاضر او الحقبة الاخيرة من القرن العشرين. وقال هولينهرست قبل الاعلان عن الجائزة ان اهتمامه بهذه الفترة يكمن في كونها فترة انتشار الايدز، والاعلان، بصراحة، عن عالم الشذوذ ومجتمعه، بعد ان كان الشاذون يعيشون عالمهم السري. وهولينهرست معروف بين الشاذين فقط، ويتوقع نقاد ان يزداد الاحتفاء باعماله الادبية الاخري، فهو بالاضافة لكتابته الرواية شاعر، وتخرج من كلية مجدلين في جامعة اوكسفورد.
ونال جائزة الشعر قبل عام من نيل شاعر البلاط الحالي اندور موشين الجائزة. ويعرف الاخير، هولينهرست حيث وصف ذوقه بالجيد وكتابته بالجميلة.
ولد هولينهرست، في ستراود، في غلوسترشاير عام 1954، لاب كان يعمل مديرا لمصرف، والذي زرع فيه حب الموسيقي الكلاسيكية الحاضر في عمله هذا.
وعمل نائب محرر لمجلة مراجعة الكتب (الملحق الادبي للتايمز )، ونال عمله الاول مكتبة المسبح جائزة سومرست موم. واعتبرته مجلة غرانتا ضمن قائمة احسن الروائيين الشباب في بريطانيا عام 1993.
بقية الاسماء التي كانت علي القائمة النهائية للجائزة، اخمت (احمد دنغور) فاكهة مرة ، وسارة هول ميكائيل انغلو الكهربائي واخيرا جيرارد وودوردز ساذهب للفراش في المساء .
وتمنح جائزة بوكر لافضل رواية في الاثني عشر شهرا الماضية للروائيين من بريطانيا وايرلندا ودول الكومنولث.
في العام الماضي منحت لجنة التحكيم الجائزة لكاتب ينشر لاول مرة، ووجد في عالم النشر طريقا لحل مشكلة الديون المتراكمة، والتغلب علي مصاعبه الناجمة عن الادمان علي المخدرات، وفاز دي بي سي بيير ، وهو اختصار لـ قذر لكن نظيف ، واسمه الحقيقي بيتر فينلي، عن روايته اله فيرنون الصغير التي تحمل عنوانا ثانويا كوميديا للقرن الحادي والعشرين بحضرة الموت .
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف