رضوان السيّد: الدم الغالي والدم الرخيص
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
والواقع أن ما يصيب العراقيين اليوم، أصاب الفلسطينيين من قبل بححة القيام بعمليات انتحارية ضد المدنيين الاسرائيليين. ولذلك ـ في ما يقال ـ استطاع بوش ضمهم مع صديقه شارون إلى قائمة التنظيمات الارهابية التي يريد تصفيتها في حربه على الارهاب. لكن سواء اكان ذلك ذريعة أم لا، فإن توقف العمليات الفلسطينية ضد الاسرائيليين داخل الأراضي المحتلة قديماً، ما أدى إلى توقف العمليات الاسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، حتى في غزة التي يزعمون انهم يريدون الانسحاب منها.
وخُلاصة الأمر انه بالنسبة للفلسطينيين؛ فإن المسألة ليست مسألة اخلاقية، ولا هي مسألة العين بالعين والسن بالسن. بل المسألة مسألة تقدير سياسي، لمدى الافادة والإضرار، وأنا اعتقد انها ليست مفيدة على أي حال.
ويختلف الأمر بالنسبة للعراق. اذ كل ضربة للمدنيين العراقيين تعني عجزاً عن مواجهة الاحتلال ، كما تعني عجزاً عن اعادة بناء المجتمع السياسي، واللحمة بين سائر فئات الناس. والأميركيون متميزون بالعراق بمراكزهم وبدورياتهم، ولا يمكن الزعم انه لا تمكن مهاجمتهم بدون الإضرار بالعراقيين. ولذلك فأنا مع القائلين إن هناك لصوصاً ومخربين وعدميين بين الذين يمارسون العنف بالعراق، ويتهددون انسانية الانسان، ووحدة المجتمع.
لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للمعادلة التي بدأت ضد الأميركيين منذ يوم دخولهم إلى بغداد. صحيحٌ اننا لا نعرف التفاصيل؛ لكن الذي نعرفُه ان العراق محتلٌ، وأن من حق العراقيين أن يقاوموا الاحتلال، وأن يتجنبوا الأخطاء التي تتسبب في هلاك مدنيين.
ليس هناك دمٌ غالٍ وآخر رخيص. كلُّ دم غال، لكن طريقة اهراقه واهدافها هي التي تعطي الدم الأحمر القاني هذه الصفة أو تلك.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف