عبد الرحمن الراشد: علاوي أن يكون أو لا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ردا على تحرشات الميليشيات زحفت القوات العراقية والشرطة أيضا وخلفها وفوقها قوات المارينز الى وسط النجف، تكسب الحرب شارعا شارعا، والجميع يراقبون ان كانت تجرؤ على دخول الصحن الحيدري، وان كانت لن تكتفي من الحرب الا عقب ان يرفع مقتدى الصدر العلم الأبيض، او ينقل مخفورا الى بغداد. والشيء نفسه يقال في ملاحقة العم وابن اخيه المتهمين أحمد وسالم الجلبي، ومثلهما عن الزرقاوي وفرقة الرعب في الفلوجة، كلها معارك الحكومة تدار في وقت واحد.
هذا حال الصراع في العراق اليوم حيث تدير حكومة اياد علاوي معارك حاسمة بمعناها الحقيقي، فإما ان تثبت الحكومة ان لها سلطة على كل شبر من البلاد او ستنتهي محاصرة في العاصمة. وهذا الحسم، بالتأكيد، في صالح الجميع، بعد ان تجاوزت الدولة معركة الانتقال السيادي وحسم خلاف الرفاق في الحكم. العراقيون في حاجة الى حسم النزاعات على الحكم، تلك التي خارج حلبة التنافس الانتخابي المشروع، من اجل الانتقال الى عهد واضح المعالم، وبدونه لن يكون في البلاد استقرار حقيقي.
وهنا تظهر قدرات رئيس الوزراء علاوي شخصيا، الذي اثبت شجاعة حد المغامرة الخطرة بخوض كل هذه المعارك في وقت واحد، اضافة الى فتح النار السياسي على الجارة ايران، التي اتهمها وزير الدفاع بانها وراء التحريض والسلاح ودخول اعداد كبيرة من المعادين للنظام.
صلابة علاوي ضرورة لبناء نظام مركزي يجمع العراق تحت مظلة واحدة ويقضي على الفتن التي ستزداد مع انكشاف عجز السلطة وتنحسر مع سياسة الحسم المبكرة في مهدها. واذا كانت الصلابة ضرورية فان حكومة علاوي التي تدافع عن نفسها وعن مشروعها السياسي تدافع أيضا عن مصالح الآخرين، فإن فشلت الحملة العسكرية الحالية سنرى عراقا ممزقا، وحركات تنشق عن أخرى، وستدخل الساحة دول لها مصالح في الاقليم تريد ان تضمن لنفسها ميليشياتها وزعاماتها، كما حدث في افغانستان ولبنان، لهذا فنجاح الحرب الحالية يخدم كل دول الجوار في ان تكون سريعة وحاسمة وباقل قدر من الاضرار.
ولا احد يستطيع ان يغفل ما حققه مقتدى الصدر من نجاح في تسيد المعارضة، الا انه فشل في ادارتها سياسيا، واستمر بميليشياته يمثل خطرا متزايدا في وقت نأت كل الأطراف الشيعية الدينية بنفسها عن تأييده، بمن في ذلك معلمه في ايران آية الله الحائري والمرجع الأول آية الله السيستاني، الذي يلاحظ انه أحجم عن اصدار أي بيان ضد الحملة العسكرية التي تشن على قوات الصدر. كل هؤلاء يؤيدون، حتى الآن، حملة علاوي ولكن ليس الى وقت طويل وحسب النتيجة العسكرية، فالجميع سيقفون الى جانب حكومته وسيعترفون بشرعيته وسيسعون لتلبية مطالبه إن نجح في المعركة الحالية بشكل لا نزاع كبير بعده، اما إن خسر فالمعارك الآتية كثيرة.