أصغر جاسوس في العالم
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وقصة الفتى، كما رواها هو بالذات لمحققي الفرقة المدرعة الأولى، هي أن والده كان يضربه كثيرا في البيت وبوحشية، وكان يضرب والدته وأخوته أيضا، لذلك حقد عليه الأصغر بين أخوته الخمسة وراح يبحث عن فرصة لينتقم، فلم يجد أفضل مما قرره بأوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهو أن يغادر مدينة القائم ويرحل إلى سورية بحثا عن عمل، بحسب ما زعم لوالدته. لكن «ستيف ـ أو» كان في ذهنه عندما غادر البيت للبحث عن شيء آخر تماما، وهو الجيش الأميركي.
يروون أيضا بأن أحد قادة الفرقة المدرعة الأولى، وهو السيرجنت هيندراكس، قرر بأن يتولى هو شخصيا استخدام المراهق الصغير في أعمال تجسسية تناسب عمره، فكلفه ببعض المهمات ونجح في معظمها إلى حد كبير، وبسببه تم إحباط «الكثير من العمليات الإرهابية»، حتى اكتشف المقاومون أمره، فقام بعضهم في ليلة ممطرة بمارس (آذار) الماضي واقتحموا بيت عائلته في الحصيبة، ولم يعثروا في البيت إلا على والدته، فذبحوها وقطعوا رأسها بساطور، ثم رموه عند زاوية البيت بين النفايات.
ومع أن «أصغر جاسوس في العالم» ما زال داخل العراق بحماية الأميركيين إلى الآن، إلا أنهم في الولايات المتحدة يخوضون معركة قضائية كبيرة وصامتة لإحضاره إليها، لأن القوانين تمنع العائلة الأميركية بتبني أي طفل من دون موافقة والديه، لذلك ينتظر قادة الفرقة المدرعة الأولى إذنا قانونيا، ربما حصلوا عليه من محكمة في إحدى الولايات، يسمح للطفل بالعيش فيها كأميركي بعد أن يتم منحه الجنسية، وأن يتم سفره إلى الولايات المتحدة استنادا إلى «سبب إنساني» يضطر معه القضاء الأميركي إلى الموافقة على «إحضار إنسان من موقع معرض فيه لخطر الموت، وهو العراق في هذه الحالة، ليعيش بعيدا عن هذا الخطر في أميركا» بحسب تعبير مسؤول أميركي استشارته الدائرة القضائية بالفرقة المدرعة الأولى، وهو ستيوارت بات، المشرف في الخارجية الأميركية على عمل قنصلياتها في الخارج.
وهناك حل آخر عثرت عليه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حين استشارتها الدائرة القضائية في الفرقة بشأن المراهق الصغير، كأن يسمح له بالحضور إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوصات على إحدى حدقتيي العين، باعتباره يعاني من علة فيهما قد تشكل خطرا على نظره «وحين يصل ويقوم بالفحوصات يمكنه إجراء المعاملات الخاصة بإقامته وهو داخل البلاد بالذات» بحسب ما ورد في الرد البنتاغوني الذي اشتمل أيضا على «نصيحة» للدائرة، وهي أن تقوم عائلة أميركية مسلمة بعملية تبني قانونية للفتى الصغير فيقيم معها كواحد من أبنائها «بحيث لا يبتعد روحيا عن جذوره». ولم تمض أيام إلا وتسلم البنتاغون ردا سريعا من السيرجنت هيندراكس على النصيحة، وفي الرد يذكر أن زوجته حامل الآن في شهرها الرابع بابنهما الأول، وقال إنه قد يعتنق هو وعقيلته الإسلام إذا اقتضى الأمر من أجل أن يعيش المراهق الصغير بعد أن يتبناه «في ظل عائلة مسلمة حقيقية».
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف