مصر.. صراعات في أوساط اليهود على خلافة زعيمهم
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وبينما تشير دراسة اجراها فيكتور نحمياس ''صحفي'' توفي مؤخرا إلى أن عدد الجالية اليهودية في مصر قبل الثورة في عام 1952 نحو 84 ألف يهودي فيما انخفض العدد إلى 300 فرد أغلبهم يعيشون بين القاهرة وعدد من العواصم الأوروبية ويستقر في مصر نحو 63 فإنه اعتبرها من أعرق الجاليات في البلاد·
ومن المعلوم أنه يُوجد عدد كبير من الشخصيات الشهيرة التي تحدَّرت من هذه الجالية مثل يعقوب صنوع ''أبو نظارة'' مؤسس المسرح المصري ورسام الكاريكاتير المعروف، بجانب ''داود حسني'' الملحن المشهور الذي ترك بصماته على الإذاعة والذي تحتفل مصر سنوياً بذكرى وفاته و''يوسف قطاوي'' الذي عين وزيراً للمالية في عهد حكومة ''سعد زغلول'' عام 1924 ثم وزيراً للمواصلات بعدها· بالإضافة إلى الفنانين ''نجوى سالم'' و''راقية إبراهيم''- التي تشغل حالياً منصب سفيرة إسرائيل للنوايا الحسنة في نيويورك- والراقصة ''كاميليا''·
واللافت أن اليهود المصريين نجحوا في الوصول إلى العديد من المناصب الهامة في إسرائيل بحيث أصبح الحاخام ''عوفاديا يوسف'' الزعيم الديني لحركة شاس الدينية والتي تتمتع بقاعدة شعبية كبيرة وسط المتشددين الدينيين وبات منذ شهر يونيو الماضي كبير حاخامات إسرائيل، والمهندس ''عوباديا هراري'' الذي ساهم في نشأة السلاح الجوي الإسرائيلي وهو رئيس مشروع بناء الطائرة المقاتلة ''لافي'' اشهر مقاتلة في هذا السلاح، و''يوسف برئيل'' مدير سلطة الإذاعة والتليفزيون· و''أيلي كوهين'' الذي عمل كجاسوس للموساد في سوريا وتم إعدامه في دمشق بعد الكشف عن حقيقة شخصيته·
وأصدرت الجالية اليهودية في مصر بياناً أوضحت فيه أن وفاة إستير أحدثت فجوة حقيقية حيث بات الصراع شديداً بين أعضائها على منصب رئيس الجالية خاصة مع دخول كارمن ابنة إستير كطرف في هذا الصراع ومحاولاتها الاستحواذ على هذا المنصب في حين انه منذ عام 93 ظهر أن الخلاف حول رئاسة الجالية اليهودية في مصر يتركز في قسمين رئيسيين، الأول تتزعمه كارمن ابنه استر وينشتاين التي تتمتع بخبرة كبيرة ومعرفة بأحوال الجالية وأوقافها، إضافة إلى أن لها مستويات معرفة وربما صداقة مع قنوات التعامل الحكومية المصرية والإسرائيلية على حد سواء وهو ما يعزز تولي كارمن للمسؤولية·
ويوازي ذلك قسم معارض تتزعمه ماريكا سموحة ليفي- التي شارفت على التسعين من عمرها- والتي أنشأ والدها حي سموحة الشهير بالإسكندرية، ومن أهم المبادئ التي يركز عليها هذا الفصل أن مسؤولية الجالية اليهودية يجب أن تقوم على الديمقراطية، والعرف منذ اكثر من 50 عاما في أن تتولى رئاستها اكبر اليهوديات الموجودات في القاهرة سنا، وإذا كانت ماريكا هي الأكبر سنا فالضروري أن تتولى رئاسة الجالية·
ودخل الدين اليهودي كطرف أساسي في هذا الصراع حيث تعتبر كارمن من اليهوديات الربانيات فيما ماريكا من القرائين وكلتا الطائفتين من اكبر الطوائف اليهودية وبينهما صراعات عديدة·
تصاعد الخلاف
وينبئ تصرف ماريكا بصراع حاد يقترب من أعضاء الجالية خاصة وانه من حق رئيس الجالية اليهودية إدارة كل الأملاك والأوقاف اليهودية في القاهرة الممثلة في عمارات بمنطقة وسط المدينة، وقطع أراض مختلفة في أنحاء الجمهورية إضافة إلى أملاك ليست هينة في مدينة الإسكندرية وبعض محافظات الصعيد·
وتصاعد الخلاف بقوة عندما قامت إستر قبيل وفاتها بتوريث ابنتها كارمن رئاسة للجالية، وهو ما قوبل بمعارضة شديدة من ماريكا سموحة التي قامت بالاستيلاء على مفاتيح المعبد اليهودي في شارع عدلي وسط القاهرة، ورفضت فتحه او إعطاء المفتاح لأحد حتى يتم انتخاب رئيس جديد للجالية استنادا إلى أسس ديمقراطية على حد قولها·
وعن هذا الخلاف توضح استر وينشتاين أن عائلتها كانت زعيمة الجالية منذ فترة طويلة وبالتالي لا ضرر من رئاستها لأنها الأكثر دراية بأمور الطائفة مشيرة إلى أن عائلتها قررت منذ فترة طويلة البقاء في مصر وعدم السفر إلى إسرائيل بل والتنديد بالقرارات التعسفية التي تصدرها حكومات تل أبيب تجاه الفلسطينيين والعرب، على الرغم من المصاعب الجمة التي تعرضت لها نتيجة لهذا القرار·
من جانبها ترى ماريكا سموحة أن مطالبتها برئاسة الجالية أمر طبيعي وعادل خاصة وان عائلة وينشتاين استحوذت على كل المصادر والموارد المالية التي تصل ليهود مصر خلال السنوات الماضية مما أدى إلى التفرقة الشديدة بينهم الأمر الذي جعل معظم أعضائها يمارسون حياتهم تحت خط الفقر، معترفة ان موارد الجالية المادية ليست هينة وبالتالي يجب تنقية الأجواء وتجديد الدماء التي تقودها من اجل تحسين صورتها التي اهتزت·
واللافت ان عدداً من هؤلاء اليهود يحاولون نيل التعويضات من مصر وهو ما طالبوا به صراحة حيث رفعوا أخيراً 3500 دعوى قضائية ضد الحكومة المصرية وتبلغ قيمة ما يطالب به هؤلاء اليهود قرابة 5 مليارات دولار كتعويض لهم·
والغريب أن هناك عدداً كبيراً من القوى الكبرى التي تقف وراء هذه الجالية مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والتي أرسلت الشهر الماضي وفداً من لجنة الحريات الدينية الأميركية والتي ركزت في عملها بمصر على قضية ''اليهود''، وزاروا عدداً من المعابد اليهودية بالقاهرة والإسكندرية والتقوا مع أعضاء الطائفة اليهودية أيضاً·
وقدم الوفد لمصر ملفاً كاملاً عن أملاك اليهود بمصر وأماكنها حصلت عليه من إسرائيل، والتوصية بعودة هذه الأملاك لأصحابها بحجة أنهم تركوها عقب حرب 1948 وثورة يوليو 1952 وهربوا، وهو ذات الهدف الذي يسعى إليه المؤتمر اليهودي العالمي وحكومة تل أبيب منذ فترة، وهو ما سيضع مصر في أزمة بالفعل مع الضغوط التي تمارسها الجماعات والقوى اليهودية لتحقيق هذا الغرض·
وبالتالي تعكس الأزمة الوضع الحرج الذي تمر به هذه الجالية، وهو الوضع الذي لم يمنع الجماعات اليهودية والقوى الكبرى عن المطالبة وبوقاحة بحقوق هذه الجالية وهو ما يعكس صورة أخرى من صور العنصرية اليهودية.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف