صالح المسفر: الأيام القادمة على أمتنا حالكة السواد
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
(2)
في الأسبوع الماضي قلت يجتاح المملكة العربية السعودية عجاج يكاد يحجب الرؤية، واليوم أقول بعد أحداث الرياض أن هناك أعاصير تحوم حولها وفي داخلها، حمى الله البلاد والعباد من كل مكروه، في الأسبوع الماضي اهتزت شوارع الرياض بانفجارات وفي أماكن حساسة على إثرها تمت ملاحقة أفراد في مناطق أخرى من المملكة، تقول القيادة السياسية في الرياض إن ضحايا تلك الانفجارات هم من العابثين الذين قاموا بهذه الأعمال الإرهابية مشيرين إلى تنظيم القاعدة، ولم يتضرر أحد من المستهدفين كما يقول البيان الرسمي، والسؤال المطروح، من هم أصحاب المصلحة من هذه التفجيرات الخطيرة؟ ما هو مشروعهم السياسي الذي يريدون تحقيقه؟ قد يقال إن مشروع هذه الجماعة هو محاربة الكفر والكفار ولكن قد يرد عليهم بحجة أن كل الأماكن التي استهدفت أخيرا ليس بها كفار وليست العاصمة الرياض مكانا للكفر. فهل تعلم قيادات هذه الجماعة أن عنفها سيقود إلى عنف أشد وطأة من النظام السياسي، وسيتضرر قطاع كبير من الأبرياء، وسيتشكل رأي عام داخل المملكة ضد هذه التوجهات الإرهابية بل والرفض المطلق لكل الأفكار السياسية لهذه الجماعة.
موسم الحج بدأت أيامه الأولى والناس تتوافد على المملكة من كل فج عميق والكل مسؤول عن أمن الحج والحجاج. القيادات السياسية وكافة جمهور المجتمع السعودي مسؤول عن حماية ضيوف الرحمن ومؤسسات الدولة وأمنها، وما حدث في النجف وما حدث في القدس في الماضي كلها سوابق، الأيدي الشريرة لن تعدم حيلة للعبث حتى لا يسلم أي مكان يجتمع فيه المسلمون من فتنة تفقد هيبة المسلمين وتعمق فكر اليأس. قد تندس عناصر شريرة من خارج دائرتنا الحضارية الإسلامية لتلحق بالبلاد الأذى والعمل المنكر، ولكن علينا أن نكون أكثر وعيا وأكثر إدراكا لما قد يقع، وهنا انبه إلى إن الاستعانة بعناصر خارجية لحفظ الأمن لن تكون من الصالح، إن الثقة بالمواطن وأجهزة الدولة هي الضامن للأمن الوطني وليس سواهم.
القيادة السياسية في الرياض في حاجة ماسة لوقفة تأمل تجمعها مع أصحاب الرأي الصادق من أهل البلاد، أهل العلم وحب الوطن لا عشاق الجاه وعبدة المال، ولا المنافق والتابع، فهؤلاء لا رأي لهم ولا وضوح لفكرهم وقد يزينون لصانع القرار سوء العمل، عن حسن نية، أو اعتقادا بأن رأيهم يجد أذنا صاغية عند صانع القرار، الأمر الذي يؤدي إلى اتخاذ قرارات ليست في صالح الوطن ووحدته. القيادة السياسية تملك بيدها كل وسائل الإكراه والقوة، وقادرة على أن تمد يدها بمسحة حنان ومصالحة - في هذه الظروف الصعبة والحرجة - على رؤوس أفراد أو جماعات أو طائفة، هذه اليد الكريمة من قيادة كبيرة تبعث بالطمأنينة إلى نفوس أفراد تلك الجماعات ويعمق ذلك مبدأ الولاء وحب الانتماء. العنف كما قلت يولد عنفا وتتشابك دوائره والضحية هو النظام والوطن والمواطن. فهل من اعتبار لتجنيب قادم الأيام سوادها الحالك؟
* آخر القول: اللهم ارزق ولاة أمورنا البطانة الصالحة.
وللحديث صلة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف