صلاح جرّار: بطولات دنماركية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
والأدهى من ذلك كله ان بعض الذين يمارسون الإهانة والتعذيب والتعرية والتنكيل والاذلال هم من النساء اللواتي يتلقين الاوامر من قيادات عليا، فالمسؤولة الاميركية عن تعذيب معتقلي سجن أبي غريب هي أمرأة برتبة عميد في الجيش الاميركي ومعها مجندة أخرى معتوهة، والمسؤولة الدنماركية عن تعذيب فريق آخر من السجناء هي امرأة برتبة كابتن ومعها أربعة من افراد الشرطة العسكرية الدنماركية.
إنّ تواصل ظهور حلقات مسلسل الفضائح الذي يمثل ادوار البطولة فيه جنود وضباط ونساء من قوات الاحتلال الغربي في العراق، ومشاركة قوات من دول عدة في هذه الممارسات الشائنة، يقدم الدليل القاطع على ان شعارات حقوق الانسان في تلك الدول ما هي الا قشرة خارجية تخفي وراءها روحا همجية منحطة تبحث عن فرصة لانفلاتها من عقالها.
إن السؤال الذي يخطر على بال كل عراقي وكل عربي وكل انسان هو: ما الذي فعله العراق بالدنمارك حتى ترسل جيشا لمقاتلة العراقيين واعتقالهم والتنكيل بهم! وهل حدث يوما ان اعتدى عراقي او عربي أو مسلم على الدنمارك بل هل كان اي عراقي حريصا ذات يوم على أن يعرف موقع الدنمارك على خارطة الكرة الارضية؟!
وثمة سؤال آخر وهو: قد يكو من الممكن ايجاد تفسير لممارسات جنود دولة غربية واحدة في حق السجناء والمعتقلين العراقيين، ولكن ما تفسير ان يقوم جنود من عدة دول غربية وليس من دولة واحدة فقط بممارسات متشابهة ضد المعتقلين العراقيين؟! ان ذلك بالتأكيد ليس محض صدفة، ولا بدّ له من دلالات على تكوين تلك الشعوب التي ينتمي اليها هؤلاء الجنود.
قد يفسر بعض المحللين ذلك السلوك المشترك الشائن بأنّ الهمجية عنصر جوهري في اصل تركيب هؤلاء الغزاة وجبلتهم، وان وجودهم في ساحة مواجهة - حتى مع عدو وهمي - لا بد ان يوقظ في أعماقهم تلك الروح الوحشية ويعرّي زيف أكاذيبهم وادعاءاتهم بأنهم المبشرون بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والناشرون لها في اصقاع العالم.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف