حسن العيسى: بين فقهاء السلطان وفقهاء العصيان
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حكومة «لا اقرأ» جندت فقهاء السلطان لمواجهة فقهاء العصيان، فاذا كان للمجرمين الارهابيين (المغرر بهم كما يحلو ان يصفهم الخطاب الرسمي) فقهاء وامراء زينوا لهم طريق الارهاب وهو الاسرع للجنة ولبنات الحور العين، فان للحكومة ايضا فقهاء ووزراء يناضلون بالحجة الشرعية وبالدليل الثابت من تراث ديني لم يتفق عليه يوما ما. واذا كان بالامس يروعنا تلفزيون الكويت بمواعظ منظر الجماعة السلفية كل يوم ولأكثر من مرة، فلم لا تزيد وزارة الاعلام الجرعة الاصولية اليوم بداعية اخر كان ممنوعا عن الخطابة ليهدي الامة الكويتية والارهابيين الى سواء السبيل بوصفة كتاب «فتاوى الائمة في النوازل المدلهمة» لدعاة الفكر الوهابي الرافض للاخر دون تردد، وليخبرنا الشيخ أن دم المسلم على المسلم حرام، ومن يقتل مؤمنا عامدا فجزاؤه جهنم، فهل يعني هذا ان دماء غير المسلمين من الاميركان والغربيين حلال بمفهوم المخالفة، واذا كنا وفق منظور الاصوليين غير مؤمنين فهل يعني ان دماءنا حلال عليهم!
حكومة «لا اقرأ» لم تقرأ ان اي فتوى سلطانية تخرج من افواه فقهاء السلطة مستندة الى دليل شرعي فلها ما يقابلها عند فقهاء العصيان فتوى تستند أيضا الى دليل شرعي لا يقل عنه قوة، فمتى تتعلم حكومة «لا اقرأ» ان مواجهة الارهاب لن تكون باللغة الفقهية التراثية التي هي سلاح ذو حدين، ولا مفر من محاربته بالثقافة والفنون والفرح ونشر الفكر الليبرالي المتسامح في المدارس ومناهج التعليم وفي وجدان اهل الحل والعقد.. لكن لمن نكتب وحكومتنا «لا تقرأ»؟!
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف