جريدة الجرائد

سيد زهران: شكسبير معادياً للسامية!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في ظل هوس الدفاع عن كل ما يمت بصلة لإسرائيل، والارهاب الفكري لكل من يجرؤ على قول كلمة حق، ويتخلى عن الصمت الجبان على جرائم الارهاب الصهيوني، لن يكون مستحيلاً اعادة قراءة أدب ومسرحيات المبدع الانجليزي ويليام شكسبير.
وربما يفرض الحظر على أشهر أعماله الخالدة، بزعم أنها معادية للسامية، وتستبعد من دوائر الفن ومدرجات البحث العلمي والدراسة الاكاديمية.
وحتى لا يتسرع احد المغيّب وعيهم، والواقعين تحت سطوة الشعور بالدونية تجاه الآخر، فهذا ليس ضرباً في الخيال، بل تقرير يسوقه الواقع كل يوم، بعد حالة التوغل والتوحش واليد الطولى التي صارت لجماعات الضغط الصهيوني «اللوبي» في دهاليز الإعلام والسياسة الدولية، طبعا دون تبسيط وتسطيح أصحاب نظرية المؤامرة.
لكن برصد علمي دقيق لمن يعاني من ضعف مزمن أو طارئ في الذاكرة، نذكّر بما جرى للفيلسوف الفرنسي المسلم روجيه جارودي عندما فضح الأكاذيب الصهيونية حول «المحرقة» النازية لليهود، وبيّن بأسانيد تاريخية حجم المبالغات التي نسجها الصهاينة، لترويع العالم، وابتزاز الضمير الأوروبي، واختلاق تكأة تصورّهم كـ «ضحية» وتتيح لإسرائيل كل المبررات لممارسة أبشع جرائم الحرب لابتلاع فلسطين، وتشريد شعبها العربي.
ما زال جارودي ـ رغم قامته الفكرية وسنه الطاعن ـ مطارداً يعاني من حصار إعلامي خانق، ويُساق للمحاكم بتهمة معاداة السامية، والتحريض على كراهية آخر كيان عنصري في عالمنا المعاصر (إسرائيل). حتى من يجرؤ على الاقتباس من كتب جارودي يلقى المصير نفسه، مثلما حدث لكتاب عرب كثر، بعضهم حوصر والآخر فقد منصبه الاعلامي للسبب نفسه أو على الأصح لتجاوزه خطوطاً حمراء رسمتها الصهيونية.
ولو انتقلنا خطوة نحو المقدس من كتب السماء نجد أن مناصري الصهيونية يتجرؤون على انتهاك قدسية «القرآن» ولم يكتفوا بالمطالبة بحذف أو عدم قراءة وتدريس الآيات التي تتناول اليهود، وزادوا بطبع «مصاحف مزيفة» حذفوا منها آيات مقدسة لإرضاء اسرائيل.
في أجواء كهذه، لا يبقى لعمل أدبي أو مؤلف ثقافي قداسة من أي نوع وتختفي العبارات والشعارات الرنانة عن حرية الرأي والتعبير، وتخلي مكانها لوضعية ملتبسة مدنسة لإرضاء الصهيونية، وعدم المساس بإسرائيل المدللة.
عود إلى شكسبير، الذي ظل قروناً علامة ومرجعاً لمثقفي وفناني وأدباء العالم بصياغاته البليغة التي تنضح بالحكمة، وقدرته الخارقة على الغوص إلى أعماق النفس البشرية وتصوير تناقضاتها وعقدها، فإنه بعمله الرائع «تاجر البندقية» وشخصية شايلوك المرابي اليهودي الخبيث الطوية، سيكون مرشحاً لتصدر قائمة معادي السامية.. بفضل رضوخ أوروبا للابتزاز الصهيوني واكذوبة الضحية التي تحولت إلى أبشع جلاد يشوي ظهور العرب بسياط العنصرية والإبادة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف