آمنة الموسوي: الديموقراطية الجديدة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الى هنا لا مشكلة في الأمر ولكن الغريب أن مدرّس الديموقراطية (كوك) لم يتمالك نفسه من الانفعال والغضب عندما سئل (مجرد سؤال) عن انتهاكات الجيش الاميركي لحقوق الانسان في سجن أبوغريب في العراق، وقال منفعلا بأنه لا يسمح لأي عربي في المنطقة العربية باعطاء دروس لاميركا في هذا المجال!! وطبعا لم يترك كوك المسألة من دون تبرير حيث أردف لأن أيا من العرب لم يحرّك ساكنا لادانة حكم صدّام طوال فترة حكمه!
يبدو أن ذاكرة كوك خانته تماما في تلك اللحظة اذ لم يعد يتذكر أن صدّام ما هو الا صنيعة اميركية بحتة وأن واشنطن استعملته حتى الاستهلاك في تمرير سياساتها في المنطقة مستفيدة من دموية الطاغية ورغباته التوسعية اللامتناهية، والتي مارسها على الجمهورية الاسلامية في ايران وبدعم اميركي معلن وواضح، ثم على الكويت ويبدو انه نسى لحظتها أن يتصرف حسب البرتوكولات الديموقراطية فيبدي قليلا من الديموقراطية حيال السؤال.
ديموقراطية كوك والتي تفرض بديكتاتورية فاقعة بدليل رفضه أي كلمة حول انتهاكات ادارته من أي عربي، تعكس وبكل وضوح الديموقراطية التي جاء محملا بها لنا، لذلك لم نعد نستغرب الصيحات التي تتعالى يوما بعد يوم ممن هم اميركيو الهوى والنزعة، على شكل مخاوف من أن يكون الحكم في العراق حكما شيعيا حتى بعد أن أفرزت صناديق الاقتراع هذه النتيجة.
ولكن أليس ما يقال في هذه الايام غريبا؟ ألا يعتبر ذلك تدخّلا في الشأن العراقي والنتيجة التي ارتضاها العراقيون وأثبتوا رضاهم بها بمشاركتهم الواسعة بالانتخابات؟ لماذا لم نسمع أي تباكٍ على حقوق الشيعة في العراق طوال خمسة وثلاثين عاما من حكم صدّام وهو الذي أمعن فيهم تقتيلا وسلبا للحقوق وتهميشا على الرغم من كونهم يمثّلون أكثر من نصف السكان على أسوأ تقدير؟ وأين هؤلاء عندما أباد صدّام قرى كردية بكاملها من أحفاد صلاح الدين المعروف بأنه كان كردي الأصل؟
من أبسط أبجديات الديموقراطية والتي لا تخفى حتى على رجل الشارع، هو أن يترك القرار للصناديق، فهي في النهاية تفرز رأي الأغلبية، مهما اختلفنا مع هذه الأغلبية ومهما حاولنا أن نضفي عليها من المسميات التي نريد لها أن تثير الخوف والريبة في نفوس الآخرين، وأن من يقاطع العملية الديموقراطية هو الآخر يتحمل نتيحة مقاطعته لها، وان أي اثارة للشبهة حول نتائج أي عملية ديموقراطية معقولة النزاهة هي شبهة باطلة تماما، اللهم اذا كانت هناك ديموقراطية مختلفة لكل شريحة من شرائح المجتمعات المدنية فحينها نستطيع أن نقول لكوك ولغيره ممن يرتضيها حكما ويرفضها نتيجة، ابحثوا عن اسم آخر لهذه العملية السياسية أو خلّوها لكم!
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف