جريدة الجرائد

الشيخ دعيج الخليفة يستنسخ نفسه في نيوزيلندا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كتب رضا الفخراني:

إلى أي مدى يحق للصحافة أن تحشر أنفها في خصوصيات الناس؟ والخصوصية التي حشرت «الرأي العام» أنفها فيها كفيلة بحفظ اسم صاحبها في سجلات التاريخ الإنساني من أوسع أبوابه.
ما الحكاية؟ وما فصولها؟
لعلها صدفة دفعت بأحد أبناء مهنة المتاعب إلى تتبع مسار قضية مهمة رغم أن لا ناقة له فيها ولا جمل.
البداية كانت رسالة ضلت طريقها الصحيح وحطت رحالها على مكتب كاتب هذه السطور ووجد بين سطورها غرابة ما بعدها غرابة، إذ تضمنت الحديث عن استلام معهد «روزالين» للأبحاث في نيوزيلندا مبلغاً قيمته 125 ألف دولار أميركي كدفعة ثانية، إضافة إلى شرح وافٍ وتفاصيل عن مجريات عملية «إستنساخ».
كاتب هذه السطور قرأ: «إستنساخ»، « 125 ألف دولار»، وتساءل: من يريد إستنساخ نفسه؟ هل الموجهة إليه الرسالة يريد إستنساخ نفسه حقيقة؟ وحتى يعرف خفايا الأمور وخباياها، لا سيما بعد أن شدّه اسم صاحب الرسالة الموجهة إليه وكانت المفاجأة أنه الشاعر المعروف الشيخ دعيج الخليفة دفعه هذا الأمر إلى حشر أنفه في ما لا يعنيه وقراءة الرسالة عشرات المرات، علماً بأن الرسالة الموجهة كانت عبر وسيط عربي - أسترالي يدعى مسعود الحافظ ومصدرها معهد «روزالين» للأبحاث في نيوزيلندا.
وما شد أكثر وأكثر من خلال القراءات المتتالية للرسالة هو مراحل الإستنساخ والمتضمنة مخاطبات من أخصائيين عدة أولهم الخبير النيوزيلندي في تطور الأجنة المستنسخة ريتشي غاردنر، وبأنه يسعى حالياً لتقوية «النسخة المستنسخة» لإبعاد إصابتها بمرض الـ «شوريو كاريسنوما» وهو نوع من السرطان النادر الذي لا يصيب إلاّ البشر.

وبين التصديق وعدمه راح كاتب هذه السطور يتساءل: هل فعلاً من ضلت الرسالة في الوصول إليه يريد إستنساخ نفسه ودفع هذه المبالغ الطائلة لهذا الغرض؟,,.
حيرة ما بعدها حيرة,,, فهل يعقل أن يتم الإتصال بالشخص المعني ومكاشفته بذلك؟ وهل يعقل مصارحته بأن هناك من فتح رسالة خاصة به؟ لكن حشرية الصحافة زجت بأنفها في الموضوع.
وبعد تجرّع كأس الشجاعة ومخاطبة صاحب الرسالة الراغب في إستنساخ نفسه دعيج الخليفة والقراءة المستفيضة في الرسالة المطولة من معهد «روزالين» مرات ومرات، والتي تقول إن «الخلايا الجذعية التي أخذت من إبط (دلدغ) دعيج الخليفة وحفظت في بنك «Stem Cells» نمت بشكل سريع عندما تم نقلها إلى المختبر وأبرزت لفريق ريتشي غاردنر ومعاونه العالم في الإستنساخ إستيفان إنتانوري أن مكوناتها سليمة مئة في المئة ومن شأنها تشكيل نسيج الخلايا والأعصاب والنخاع العظمي.
كما حوت الرسالة تقريراً عن حال المستنسخ أسهب فيه البروفيسور جورج أولدمان أنه فوجئ بسرعة تلقيح تلك الخلية الجذعية، إذ تحمـل الصبغيات الوراثية (كروموزومات) كاملة عن صاحبها، وعند نموها ستحمل المواصفات نفسها والشبه مئة في المئة، وتم الكشف عليها معملياً عبر تقنيتي «ivf و icsi» واتضح خلوها من أي شوائب، وستخرج النسخة للعيان مطابقة لصاحبها.
ولزيادة طمأنة دعيج الخليفة ولئلا تذهب أمواله سدى في عملية إستنساخ نفسه، أشار أيضاً الدكتور آندرو كالاهان إلى أن الخلية الجلدية «Fibro Blast» تتكاثر بشكل ينبئ ببدء نجاح مشروع الإستنساخ برمته.
وأوضح أندرو كالاهان أن الكبد والطحال ونخاع العظام تمت دراستها وفي صدد قراءة نتائج الغدد التناسلية ودراسة الخلايا ككل في وقت قريب، كما سيبدأ الفريق المشرف على الإستنساخ بتحضير الحمض النووي المسؤول عن نقل المعلومات الوراثية ودراسة مضادات الأجسام ومستضدات «وحيدات النسيلة» وفصيلة الدم.
ولفت كالاهان إلى أن الفريق المشرف على الإستنساخ سيقوم بعد أسبوعين من الآن (مرفق تاريخ الرسالة) بزرع خلايا من الغدة الكظرية (فوق الكلية) وتحديداً من منطقة النخاع، وسيتم إكثارها في المختبر لمراقبة تطور الخلايا عشوائياً إلى خلايا متخصصة مختلفة منها خلايا معوية وخلايا عصبية وخلايا غضروفية وخلايا نخاع العظم وخلايا عضلية وخلية الكلية ذاتها.

وبعد الإستفاضة في قراءة الرسالة الإستنساخية كان لا بد من الإتصال بالشاعر والملحن والإنسان الشيخ دعيج الخليفة لمعرفة إن كان هو صاحب الرسالة أم أن هناك تشابهاً في الأسماء.
لكن دعيج بادرنا بالقول: «واللييييييييه الا الصحافة عموما والرأي العام خصوصا»,,, هكذا كانت ردة الفعل الاولى للرجل لدى مواجهته بتلقينا خبر بدء الاختبارات لاستنساخه في نيوزيلندا.
وبعد ممانعة ومحاولة للالتفاف على الموضوع واعتباره اشاعة او «غشمرة» وبعد عرض التقرير الصادر من مركز للفحوص والابحاث الجينية الصادر من نيوزيلندا والرسالة الموجهة اليه عبر مسعود الحافظ المقيم في استراليا وتشير الى الاسم بالانكليزية كالتالي: doeej al kalifa وتشكره على تسديد 125 ألف دولار وهي الدفعة الثانية من الاعتماد المخصص للعملية برمتها والبالغ 425 الف دولار اميركي ابتسم الشيخ دعيج وقال «حسنا، ماذا تريدون؟».
سلامتك، قلنا له,,, فقط اخبرنا عن الفكرة وكيف ولدت ولماذا حصلت؟ أجاب: «سأخبركم في حدود ما هو مسموح لي بالحديث عنه، فانا وقعت تعهدا خطيا بأن لا اتحدث في اي شيء عن سير عملية الاستنساخ والا ستترتب علي مسؤوليات جدية وخطرة قد تتجاوز حدود المساءلة القانونية والجزاءات، فالموضوع كما تعلمون مدار حرب عالمية سرية، ومن يسبق فيه يصنع تاريخا يمجد امته,,, لا تدخلونا طوفه الله يخليكم».
ماشي يا باشا قل ما تريد؟
ــ يقول دعيج ان الفكرة ولدت عنده «بعد الضجة التي اثارها خبر عزم رجل اعمال اماراتي استنساخ نفسه مقابل مبلغ كبير من المال، ويومها بدأت اتقصى عن الموضوع من باب الفضول شأني في ذلك شأن اي شخص آخر، واتصلت بصديق لي في استراليا اسمه مسعود حافظ كان معي في المدرسة في الكويت قبل ان يقرر اهله الهجرة الى استراليا قبل عقدين، وهناك تخصص في علم الانسجة والجينات وبرع رغم صغر سنه كأحد ألمع العلماء في هذا المجال، فأخبرني مسعود ان كل شيء جائز وان التقدم الحقيقي في مجال الاستنساخ يحصل في نيوزيلندا وليس في اوروبا او اميركا كما يتصور كثيرون».

واضاف دعيج: «وعندما اعلنت طائفة الرائيليين انها نجحت في استنساخ بشري اتصلت بمسعود نفسه فأخبرني ان لديه شكوكا قوية حول الموضوع لان المختبرات في نيوزيلندا لم تكن متأكدة من فترة التخصيب النهائية لبعض الخلايا قبل نهاية 2005 وكل كلام قبل ذلك يعتبر تمويها او رغبة في السبق والارباك, ثم فاجأني مازحا: لماذا يا دعيج لا تجرب انت، فلا ينقصك مال ولا تنقصك الشهرة ولا الرغبة في اقتحام التاريخ من اوسع ابوابه؟».
وتابع: «رغم اني اعتبرت سؤاله من قبيل الغشمرة الا انني بدأت افكر جديا في الامر، فأنا خضت دائما غمار مواضيع غير تقليدية سواء في الشعر او الموسيقى الى جانب وضعي الشخصي المعروف وعملي، ولطالما فكرت في ان اكون السباق في المبادرة الى عمل يسجل لي ولبلدي الكويت، والاهم من ذلك وكي اكون صادقا معكم ايضا بدأت اميل الى الموافقة لان العملية برمتها لن تخضعني انا شخصيا لاختبارات طويلة وعمليات مستمرة ولن تتطلب مني حضورا دائما بل تتطلب مالا وهو موجود والحمد لله وتتطلب جلستين اساسيتين لأخذ الخلايا الضرورية ثم تسير الامور عندهم وحدها وامارس انا حياتي بشكل طبيعي».
ويكشف دعيج انه زار استراليا من دون حتى ان يعرف عبد القادر اقرب المقربين اليه بالسفرة والتقى مسعود ثم انتقلا معا إلى بليموث وهي منطقة في ضواحي العاصمة النيوزيلندية (ويلنغتون) حيث معهد «روزالين»، «ومكثت هناك يوما كاملا خضعت خلالها لكل الفحوص المطلوبة واعذروني عن عدم الحديث عنها لاني وقعت اقرارا بذلك، اما اذا عرفتم ايضا بطريقتكم فـ «كيفكم» المهم انني تعهدت قانونيا وادبيا ولن أبوح بأي شيء قبل انجاز العمل، ثم عدت الى سيدني مع مسعود الذي درسه اساسا احد كبار الاطباء في المركز النيوزيلندي وهو سيتابع ملفي معه وامضيت يومين فتحت له خلالها اعتمادا ماليا في احد المصارف لضمان انسياب الاتعاب».
وماذا تتوقع؟ يجيب دعيج: «هم قالوا ان العمل سينجز آخر 2005 وربما فوجئ العالم بنتائج مهمة».
ما هذه الديبلوماسية؟ بالعربي الدارج هل سنرى دعيجاً آخر؟
- يجيب: «إذا نجح العمل فيمكن ان يكون دعيج الشاعر او دعيج الموسيقار او دعيج الملحن».
ودعيج العاطفي؟
- يجيب: هذه لا اعرفها فخريطة الجينات اصعب من الخريطة النووية ولو اخبركم ماذا رأيت عندما عرضوا عليّ هذه الخريطة لتخيلتم انفسكم في المختبر النووي لحلف الناتو,,, ومع ذلك أتمنى عاطفة دائمة بين البشر لأن اللجوء إليها أهم من أي شيء آخر.
وماذا رأيت في الخريطة الجينية؟
- لن اجيب بالطبع: المهم انتو فكونا من عوار الراس ودعوا الامور تسير سيرا حسنا وفي طريقها الصحيح ولا تخربوا عليّ لحظة قد تغير ليس حياتي فحسب بل تحدث ثورة بشرية علمية.
هل انت متفائل ام متشائم؟
- يقول دعيج: عملت ما علي وانتظر نهاية العام واعرف اني سأتعرض لانتقادات واسئلة لها أول وما لها آخر, وما اقوله فقط انني سأسبق رجل الاعمال الاماراتي واكشف ادعاءات الرائيليين,,, تمنوا لي النجاح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف