عبد اللطيف الدعيج: الـخطاب نفسه منذ خمسة عشر قرنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل شهور اثبت احد المتابعين لدقائق ما يكتب هنا ان اكثر الكتاب المتدينين في صحفنا يسرقون كتاباتهم من مصادر غربية يعتقدون ان احدا لا يقرأها، وان قارئها ايضا لن يقرأ ما كتبوه هم. شخصيا على شبكة الانترنت تدعي نفسها «بدر الكويت» اثبتت، بما لا يدع مجالا للشك، سرقة الكثير من كتاب الصحف المتدينين او بالاحرى المتأسلمين لمواضيع غيرهم. وقد عقد «بدر الكويت» مقارنة مصورة لبعض فقرات مطولة لكتابنا المتدينين، وبين فقرات سبق ان نشرت في اماكن اخرى ليتضح ان النقل كان متطابقا الى حد الاستنساخ او التصوير.
آخر ما يتم تناوله هذه الايام على صفحات الانترنت هو تشابه مقال كتبه السيد فهمي هويدي، ومقال كتبه بعده النائب وليد طبطبائي في «الوطن». انا شخصيا استبعد تماما ان يقوم النائب الطبطبائي بسرقة مقال فهمي هويدي، فالطبطبائي وغيره يعلمون ان السيد الهويدي مقروء من قبل من يقرأ للطبطبائي، فهما، وان اختلفا بعض الشيء، فإنهما في عداد الكتاب المتدينين. لذا لا اتصور ان في الامر سرقة، كما لا اعتقد ايضا انه توارد خواطر، قد اتذاكى وادعي ان سكرتارية النائب هم من يكتب كلماته وخطاباته ومقالاته ايضا، وقد ورطوه في نسخ مقال الهويدي، لكن يبقى اني على يقين ان التشابه، بغض النظر عن كل التفاسير، هو في النهاية تعبير عن واقع الفكر الديني، فهذا الفكر ليس لديه جديد غير ان يجتر نفسه. فهمي هويدي ربما كتب مستندا الى موروث قديم يحفظه، والطبطبائي كتب بوصفه ناقلا مبدعا لأفكار الاولين، ما خطه قبله فهمي هويدي عن المصدر القديم نفسه الذي ينهل منه الاثنان. سرقة ام توارد خواطر ام ترديد للفكر ذاته؟.. النهاية انه تعبير واضح عن ان اصحاب الفكر الديني لا يملكون شيئا يقدمونه غير تكرار ما قيل بالامس، وما مورس بالامس، وما كتب قبل قرون.
الطريف في الامر ان التشابه لم يقتصر على مقال فهمي هويدي والطبطبائي، بل ان مقال الامس الذي نشره النائب الطبطبائي في «الوطن» تحت عنوان «المسلمون يقبلون الآخر.. فهل يقبلهم الآخرون؟» تم نشره في عدد فبراير/ مارس لمجلة البيان للكاتب عبد الله المسفر تحت عنوان «قبول الآخر معكوسا».
هنا مقدمة مقال النائب الطبطبائي:
ان الفن، كما اعتقد ويعتقد اصحاب الفكر والوعي، فنان: فن للإماتة وفن للإحياء.
فأما الأول: فهو للفتنة واثارة الشهوات.
وأما الثاني: فهو لترقيق الحاشية وترطيب الجوانح وشحذ الهمة وذلك ان الله الذي هدى النجدين، وألهم النفس فجورها وتقواها، قد ركب في الجمال طبيعة مزدوجة، فيمكن بإدراك الجمال وصنعه أن يهتدي الإنسان ويعبد ويزداد هدى وعبادة، ويمكن أن يضل ويفتن في مهاوي اللذات ومدارج التحلل.
gt; وهنا مقدمة فهمي هويدي:
الفن كما أفهمه فنان، واحد للإماتة والثاني للإحياء،
الأول للفتنة وإثارة الشهوة، والثاني لترقيق الحاشية وترطيب الجوانح أو شحذ الهمة، ذلك أن الله الذي هدى النجدين وألهم النفس فجورها وتقواها قد ركب في الجمال طبيعة مزدوجة، فيمكن بإدراك الجمال وصنعه أن يهتدي الإنسان ويعبد ويزداد هدى وعبادة، ويمكن أن يضل ويفتن ويسقط في مهاوي اللذات ودركات التحلل. توارد خواطر..!! ربما وربما استمرار واجترار للتفاسير ذاتها والروايات ذاتها والتقاليد ذاتها والعبارات والجمل ذاتها التي يُحفظونها بالقوة لابن الزميل احمد البغدادي.