جريدة الجرائد

مهدي عاكف: نرفض استخدام الإخوان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كشف عن اتصالات مع الأمريكيين ونصح الحكومة بالاحتماء بالشعب وأدان الإرهاب

لقاهرة: جمال جوهر
رفض المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة محمد مهدي عاكف استخدام الجماعة لإخافة السلطة في مصر. وكشف في حوار مع "الوطن" عن تلقيه عدة عروض أمريكية للحوار عبر قنوات مختلفة، رافضا الكشف عن اسم الشخصية الأمريكية التي اجتمع بها مؤخرا. وأشار إلى أن للجماعة عقيدة ومبدأ وترفض التدخل الأمريكي في شؤون المنطقة لأسباب أهمها أن الأمريكيين يريدون استغلال المنطقة وتسخيرها لمصلحتهم دون النظر لمصلحة شعوب المنطقة ومصر.
وفيما يلي نص الحوار:
-ما حقيقة العروض الأمريكية التي تلقاها "الإخوان" لتحسين أوضاعهم في الساحة السياسية المصرية؟
*نحن في الجماعة لنا عقيدة ومبدأ ونرفض التدخل الأمريكي في شؤوننا لأسباب موضوعية وجوهرية, أهمها أن الأمريكيين يريدون استغلال المنطقة وتسخيرها لمصلحتهم دون النظر لمصلحة شعوبنا في المنطقة العربية ومصر, هم يريدون إملاء ديمقراطيتهم المستوردة لتحقيق أهدافهم، وأقل ما يمكن أن توصف به تلك الديموقراطية أنها "فاسدة" وتتسم بازدواجية المعايير, وهدفها القضاء علي هذه الأمة ومحو عقيدتها وتقاليدها وقيمها بستار الديمقراطية. لا يمكننا كإخوان مسلمين حملنا لواء الجهاد أن تمتد أيدينا لقوى الاحتلال, ومن هنا جاء رفضنا لدعوات كثيرة من الأمريكيين سواء للتحاور معهم أو لحضور بعض الاجتماعات المشكوك في توجهها من أجل فرضنا على الدولة بطرق مختلفة.
-أنتم متهمون بأنكم تركبون موجة الإصلاح وتستغلون الأجواء الجديدة التي نشأت بعد أحداث 11 سبتمبر؟
*لله الحمد كل ما عرضناه في مبادرة الإصلاح التي أصدرناها قبل أشهر يطبقونها حاليا ولا يجدون سواه, لأنهم لو أعلنوا غيره لسقطوا, ودعك من الذين يحكمون على الأشياء بمنطق النظام, وهؤلاء نلتمس لهم العذر لأنهم تعودوا على الذلة والمهانة ويمدون أيديهم لتلقي المعونة المادية أو بالسماح لهم بالظهور على الفضائيات للهجوم على الإخوان, وعددهم ليس كبير إلى جانب إحدى المجلات الأسبوعية التي تردد الأكاذيب مثل مبادرة "بوش- عاكف" ومبادرة "رايس - عاكف" وباستثناء تلك القلة فالجميع يدرك أن مبادرة الإخوان للإصلاح هي الأفضل ويجب تطبيقها حاليا على الساحة السياسة.
- هل توافقون على مبدأ التدخل الخارجي للتغيير؟
* لا أقبل على بلدي أو حكومتي ذلك مهما كانت الظروف، وأبلغت الرئيس المصري أكثر من مرة بموقف الإخوان الرافض لأي تدخل خارجي في شؤون مصر أو أية دولة عربية، ونصحت الحكومة أن تحتمي بشعبها.
-هناك من يتهمكم بممارسة ضغوط على السلطة لرفع الحظر عن جماعتكم وأنكم تستخدمون المظاهرات لتنفيذ غرضكم؟
* من يردد ذلك "جاهل"، أتحدى أي فصيل في الأمة قاسى وعانى وعذب من قبل السلطات المصرية مثل جماعة الإخوان, إننا نستمد شرعيتنا من الشارع المصري وليس من الحكومة التي هي الأحوج لشرعية حقيقية، نحن لا نريد اعترافا من الحكومة بوجودنا فنحن متواجدون على الساحة بقوة وهم يعرفون ذلك تماما.
- لكنكم وافقتم على استخدامكم كورقة في يد الحكومة واشتركتم معها في تظاهرة ضد الحرب في العراق؟
* لم يحدث ذلك على الإطلاق والعالم كله كان يتظاهر من أجل العراق بينما كانت مصر خاملة, ففكرت جماعة الإخوان في جمع كل القوى السياسية لتنظيم المظاهرة التي كانت مفاجأة للسلطات من حيث التنظيم والحشد، لكن الحكومة بعد ذلك مباشرة قامت باعتقال 85 من الإخوان في ليلة واحدة ثم تابعت مسلسل الاعتقال في الليالي التالية.

- برأيك لماذا تم استبعادكم من "الحوار الوطني" الجاري بين الحزب الحاكم والمعارضة؟
* الإخوان هم أصحاب فكرة الحوار وعرضناها على كل الأحزاب -حتى الذين يهاجموننا في صحفهم مثل حزب التجمع لكن للأسف استولوا عليها بعد ذلك وكان التجمع أول الرافضين لمشاركتنا، بعد أن أغرتهم الحكومة فتخلوا عنا، وباتوا ضيوفا في صالونات الحزب الوطني، والحوار في حد ذاته لم يسفر عن شيء حقيقي يشار إليه, وكل حوار في غياب الإخوان يكون منقوصا ومحكوم بالفشل. لأن غالبية الأحزاب في مصر ضعيفة والحكومة تضع لأغلبها مساحيق تجميل لأداء الدور المطلوب، والحقيقة أن الأحزاب والحكومة في خندق الضعف سواء.
-كيف تقوِّمون فترة حكم الرئيس مبارك؟
* الشعب المصري لديه وعي وقدرة على مخاطبة حكامه ومطالبتهم بما يجب أن يكون, وسبق أن طالبت الرئيس بضرورة أن يتصالح مع الشعب من خلال حصوله على حقوقه الكاملة, وفي حال تنفيذ الرئيس لتلك النصيحة فإنه سيخلص نفسه من الضغوط الأمريكية وغيرها التي يتعرض لها. وفي ظني أن النظام بدأ يتجاوب مع نبض الشارع المصري, ومن هنا جاء قانون مباشرة الحقوق الدستورية.
- سبق أن أعلنتم أنكم ستدعمون الرئيس مبارك في ولاية رئاسية جديدة، وأبديتم أيضا عدم ممانعتكم في دعم نجله جمال، لكنكم تراجعتم فجأة عن ذلك الدعم؟ ألا يعكس ذلك تخبطا في سياسة الإخوان؟
*لم نتراجع لكننا سننتظر إلى أن تتضح الأمور في الفترة المقبلة وسنقرر بعد ذلك مسألة دعم الرئيس مبارك أو غيره.
-كيف ينظر الإخوان لتنامي عمليات الإرهاب في الدول العربية ومنها مصر والسعودية وغيرهما؟
*أنا حزين على ما يحدث في الدول العربية من عمليات إرهابية، سواء في مصر أو السعودية اللتين نعتبرهما من الحصون الإسلامية الموجودة، والحل هو محاربة أولئك الإرهابيين حملة الأفكار المتطرفة.
- كيف تنظرون للمقاومة العراقية؟
*من المؤسف أن تختلط المقاومة بالدم فهناك فارق كبير بين أن تدافع عن بلدك ضد المحتل الغاصب، وأن تتفرغ لتقطيع الرقاب وتصويرها على الشبكة الدولية للمعلومات "الإنترنت" هذا أسلوب مقزز يسيء للإسلام ويضر بالقضية العراقية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف