عمر كرامي والدور السوري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ينظر المراقبون إلى تكليف عمر كرامي تشكيل " حكومة ما بعد القرار 1559 " كما لو كان تعزيزا للدور السوري في لبنان في إطار تصميم الحكومتين على رفض قرار مجلس الأمن واعتباره " تدخلا في الشؤون الداخلية للبلدين ".
مصادر سورية قالت ل " إيلاف " إن فترة عمر كرامي ستكون جزءا من الخيار السوري مواجهة قرار مجلس الأمن والاستمرار في رفضه من خلال لعبة مع الزمن لا يمكن الحكم على مصيرها قبل معرفة كيف سيسير منحى الضغط الأميركي وحواره مع دمشق بشأن الحدود السورية – العراقية. كما بدا كرامي للمراقبين أنه " الخيّاط " الأكثر مهارة في المرحلة الراهنة على خياطة السياسة الخارجية اللبنانية " بالمسَلَّة السورية ". لكن في الوقت نفسه يُتوقع أن لا تقضي حكومة كرامي فترة الستة اشهر كاملة في عرشها لأن الليرة أسقطت حكومته عام 1992 والآن قد يسقط حكومته " الدولار الأميركي ".
وبدا الحدث الحكومي اللبناني سفينة تائهة بين الشواطئ السورية – اللبنانية من جهة والشواطئ الفرنسية من جهة أخرى ، حيث نجحت باريس بإخراج رفيق الحريري من العمل الحكومي "ما بعد 1559" ولكنها تلقت " ضربة جديدة " بتكليف عمر كرامي ، وفيما تعددت " القرنات " اللبنانية وتضاعف المعارضون للتمديد و " التشكيل " ، بقي المواطن اللبناني يتساءل عن المستقبل اللبناني وسط فترة هي من أكثر الفترات حرجا ومصيرية بالنسبة الى لبنان.
وفي سورية لم يصدر بيان رسمي يعلّق على مجيء عمر كرامي وإنما عبّرت مصادر عن " ارتياح " سوري لشخصية عمر كرامي لأنه على أقل تقدير ليس " على سجال وخلاف دائم مع الرئيس إميل لحود ".
وعمر كرامي ، الرجل السبعيني وابن مدينة طرابلس ، يتميز برغبته فيالحوار مع الآخر والشفافية أثبتها قبوله بجعجع وزيرا في حكومته عام 1990، على الرغم منأن أصابع اتهام كثيرة كانت تشير الى القوات اللبنانية في موضوع اغتيال شقيقه الرئيس رشيد كرامي كما يقول باحثون لبنانيون. ومارس كرامي العمل الحكومي لعامين بين كانون الأول ( ديسمبر) 1990 وأيار (مايو) 1992حيث استقال من منصبه بعد تظاهرات إثر انخفاض شديد في سعر الليرة اللبنانية. وقال عمر كرامي ، الذي سيشكل حكومة " الستة أشهر " ، إن حكومته لن تقوم بالمعجزات, لكنه أكد ان "هدفنا سيادة لبنان واستقلاله وتطبيق اتفاق الطائف". وهذا ما اعتبره المراقبون بأن الحكومة الجديدة لن تأتي بشيء جديد سوى " مزيد من التلازم في المسارين السوري واللبناني " خاصة بعد أن أصبحت أي حركة سياسية جديدة في لبنان تحتاج إلى معجزة لوحدها.
ومهما كانت طبيعة التكهنات حول الدور السوري ومهام عمر كرامي المرحليّة فإن قوة سورية في لبنان لم تتراجع على الرغم منأن القرار 1559 كان الحدث في جميع وسائل الإعلام والأحاديث الدبلوماسية ، وما يزيد من قوة الموقف السوري هو وجود لبنانيين يدافعون عن الدور السوري في لبنان أكثر حتى من المسؤولين السوريين أنفسهم، والذين بات يردد بعضهم عبارات حول " الانسحاب في المستقبل".
يشار إلى أن عمر كرامي هو أحد زعماء مدينة طرابلس في شمال لبنان وشقيقه رئيس الوزراء الراحل رشيد كرامي الذي اغتيل داخل طوافة عام 1985 •وبرز دور كرامي مجددا لتشكيل حكومة لبنانية في وقت تكثفت فيه الضغوط من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة على الحكومة السورية لسحب قواتها من لبنان والتي أرسلتها إلى هناك في أعقاب انتهاء الحرب الأهلية التي دامت 15 عاما حتى عام 1990.