رايس حية في البيت الابيض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نصر المجالي من لندن: لم يطلق عليها لقب السيدة الحديدية في السياسة الأميركية للسنوات الأربع الماضية، لكنها كانت كذلك، وحين نثر الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش الآتي في ولايته الأولى لاحتلال المكتب البيضاوي في البيت الأبيض العام 2000 كنانته بين يديه وعجم عيدانها وجد ضالته من بين الرجال الذين كانوا حواليه،كان صعود النجمة كونداليسا رايس، لتكون أول سيدة في الحال الأميركي تقود مهمات الرئيس الصعبة "أذنا ولسانا وعينا بصيرة بعيدا عن خلافات الرجال بين المعتدلين وأنصار اليمين المحافظ". ولكن من هذه السيدة المتنمرة في ردهات قصر من يحكم العالم؟ وهي ترشحها جميع المصادر لتولي منصب وزير الخارجية خلفا لنظيرها الأسود الجنرال كولن باول الذي أطيح به منذ زمن بعيد من جانب متشددي الإدارة مثل نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي يمثل هو الآخر مرحلة سياسية مثيرة.
لقد كانت مفاجأة لجميع دهاة السياسة الأميركية قبل أعوام أربعة، وقوف الرئيس الجمهوري المنتخب آنذاك جورج بوش الإبن معلنا تعيين الأكاديمية كونداليسا في منصب مستشار الأمن القومي، وخصوا أن تعيينها جاء بعد يومين فقط من اختيار الجنرال المحارب كولن باول رئيس هيئة الأركان المشتركة خلال الحرب التي طردت صدام حسين من الكويت العام 1991 .
والذي أثار استغراب مصادر المراقبين، هو كيف أن رئيسا جمهوريا يأتي باثنين من السود إلى مراكز الثقل السيادي والسياسي سواء بسواء في البيت الأبيض، وهي بادرة غير مسبوقة في التاريخ الأميركي. ومدى الغرابة أيضا هو تولي سيدة لمنصب مثير هو مستشارة الأمن القومي. ويطلق في بعض الأحيان على المستشارة الجديدة اسم "أناكوندا" وهو نوع من الأفاعي السامة القاتلة التي تتواجد في صحراء نيفاذا الأميركية، وهي حيات رقطاء تداهم فرائسها على نحو مفاجىء وفي أنيابها السم الزعاف ولا يبرأ من تمكنت اصطياده، ولقد أطلق هذا الاسم على عمليات عسكرية أميركية قاتلة في افغانستان خلال مطاردة عصابات الإرهاب التي تنتمي لشبكة (القاعدة) وحركة (الطالبان).
وخلال توليها لمهماتها في الشأن الأمني القومي لبلد كالولايات المتحدة، بدا يستعد لقيادة العالم كقوة وحيدة، وخصوصا من بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 ، ابتعدت كونداليسا رايس عن التناقضات بين أركان الإدارة بين متشددين من الصقور في وزارة الدفاع وبين المعتدلين في وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) فهي استطاعت أن تمسك بالعصا من الوسط.
وتسلمت كونداليسا رايس مهماتها في البيت الأبيض في 22 يناير 2001 مستشارة للأمن القومي، وهي كانت قبل ذلك محاضرة في جامعة ستانفورد لست سنوات كما تولت مهمات رئاسة الشؤون الأكاديمية والمالية في تلك الجامعة المهمة بولاية كاليفورنيا التي تعتبر معقلا للحزب الجمهوري، وكان بتصرف كونداليسا ميزانية مالية سنوية تقدر بحوالي مليار ونصف المليار دولار لتطوير مناهج وقدرات 14 ألف طالب يتلقون دراساتهم العليا في تلك الجامعة التاريخية.
وقبل مهماتها الرئاسية في الجامعة المذكورة عملت كونداليسا رايس محاضرة في كلية الشؤون السياسية منذ العام 1981 في ذات الجامعة، وحصلت على أهم جائزتين تمنحهما الجامعة وهما جائزة وولتر جي غوريس للتعليم الممتاز العام 1984 وجائزة دينز للتعليم العالي في الشؤون الإنسانية والعلمية في العام 1993 .
وخلال سنواتها الأكاديمية في جامعة ستانفورد، فإن رايس كانت عضوا في المركز العالمي المختص بشؤون الأمن والتسليح، وعضوا في معهد الدراسات الدولية وكذلك حازت عضوية الشرف في معهد هوفر للدراسات الذي يعتمده الحزب الجمهوري الأميركي في كثير من قراراته المستقبلية.
وكونداليسا المولودة في 14 نوفمبر العام 1954 في مدينة بيرمنغهام بولاية ألاباما ، أصدرت من الكتب لعل من أهمها كتاب "الوحدة الألمانية والتحول الأوروبي (العام 1995 ) بالتعاون مع الكاتب فيليب زيليكو وكتاب عهد غورباتشوف (العام 1986 ) بالتعاون مع الكاتب ألكسندر دولين، وكتاب (الاتحاد السوفياتي والجيش التشيكوسلوفاكي) الذي صدر العام 1984 ، كما أنها ساهمت ولا تزال بالعديد من المقالات في كبريات الصحف الأميركية وكلها كانت متخصصة بالساسة السوفياتية ودول أوروبا الشرقية .
وعملت كونداليسا رايس ما بين عامي 1989 و1991 خلال إجراءات إعادة الوحدة الألمانية في الأيام الأخيرة للاتحاد السوفياتي المنهار مديرة لإحدى وحدات البحث في عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، ثم مديرة لقسم شؤون الاتحاد السوفياتي وشرق أوروبا حتى تولت مهمة مساعد مستشار الأمن القومي. وكانت عملت في العام 1986 وخلال مهمتها كباحثة في مجلس العلاقات الخارجية، في منصب المساعد الخاص لمدير هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي. وفي العام 1997 عملت مستشارة لشؤون الأفراد في إدارة التدريب المشتركة في القوات المسلحة.
ومن المهمات التي تولتها، كونداليسا رايس ، رغم صغر سنهان متحدية بذلك جميع بنات جنسها، وكذلك الرجال في الإدارات الأميركية المتعاقبة للسنوات العشرين الماضية، عضوية مجالس إدارات مؤسسات كبيرة من بينها هيئة شيفرون ومؤسسة وليام آند فلورا وعضوية إدارة جامعة نورتي ديم والمستشار العالمي لمجلس مورغان وسان فرانسيسكو للسيمفونية، وهو أيضا من مؤسسي مركز الجيل الجديد وهو مركز يعنى بشؤون التعليم في عدد من الولايات الأميركية، وهي نائبة لرئيس نادي الفتيات والشباب في ولاية بنسلفانيا.وهي شاركت في السابق بنشاطات مرموقة مع عدد من المنظمات المتخصصة بشؤون السلام العالمي ومن بينها مؤسسة كارنيجي المعروفة ومجلس دراسات الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية.
وختاما، فإن عميدة الدبلوماسية المنتظرة لخلافة الجنرال كوبن باول، تحمل عديدا من الشهادات في التعليم الأكاديمي العالي ، حيث تحصلت على شهادة الدكتوراة من كلية الدراسات الدولية في جامعة دينفر بولاية كولارادو العام 1981 ، ومن قبلها درجة الماجستير من جامعة نورتي ديم العام 1975 والبكالوريوس في العلوم الساسية من جامعة دينفر العام 1974 ، وهي محاضرة في الكلية الأميركية للفنون والعلوم، كما أنها منحت شهادات الدكتوراة الفخرية من كلية ميسيسيبي للدراسات القانونية العام 1993 ومن جامعة لويزيانا العام 2004 .