الياور وعلاوي يضمنان للجلبي عدم اعتقاله

أسامة مهدي من لندن: قالت مصادر عراقية مطلعة إن الرئيس العراقي غازي الياور ورئيس الوزراء إياد علاوي ومستشار الأمن القومي موفق الربيعي أكدا لرئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي أنهم يضمنون عدم اعتقاله عند عودته إلى بغداد بعد صدور امر بالقبض عليه .. فيما توصل جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر ومحافظ النجف عدنان الزرفي إلى وقف لاطلاق النار مدته 24 ساعة مع امكانية تمديده .

وابلغت المصادر " ايلاف " في اتصال هاتفي من بغداد اليوم أن اتصالات هاتفية مستمرة بين الياور وعلاوي والربيعي من جهة وأحمد الجلبي من جهة اخرى تم الاتفاق خلالها على ضمان عودة سالمة للجلبي من طهران الموجود فيها حاليا إلى بغداد من دون تنفيذ امر القبض عليه الذي اصدره امس قاض عراقي .. وأضاف أن المسؤولين الثلاثة الكبار أكدوا للجلبي حرصهم على عودته واستمرار دوره في العملية السياسية الجارية في البلاد وأكدت ان الجلبي سيعود إلى العاصمة العراقية خلال الاسبوع الحالي .

وأعلن كوركيس هرمز سادة المتحدث باسم علاوي أن الحكومة العراقية ليس لديها شىء ضد أحمد وسالم الجلبى وقال إن " الحكومة فوجئت بالمذكرتين القضائيتين ضدهما ". واعتبر فى تصريح لراديو لندن اليوم أن القضاء العراقى مستقل ويحق له اصدار مذكرتى الاعتقال.

وردا على سؤال حول اعتقال أحمد الجلبى وسالم الجلبى عند وصولهما للعراق أكد استقلالية القضاء قائلا " مإذا سيحدث عند عودتهما إلى العراق هذا موضوع اخر ".

وقال سالم الجلبي رئيس المحكمة الجنائية الخاصة التي تتولى محاكمة صدام حسين الذي صدر قرار باعتقاله ايضا انه خائف على حياته في حال عودته إلى العراق .

وأضاف سالم الجلبي المتهم بالمشاركة في قتل مدير عام بوزارة المالية العراقية انه خائف على حياته من القتل لأن السجون العراقية مليئة بالبعثيين وانه إذا اعتقل معهم فسيقتلونه واشار إلى انه يتفاوض حاليا مع الرئيس العراقي غازي الياور ورئيس وزرائه إياد علاوي لعودة امنة من لندن الموجود فيها حاليا إلى بغداد بينما استبعدت وزارة الخارجية البريطانية تسليم سالم إلى السلطات العراقية .

وأكد أحمد الجلبي رئيس مجلس الحكم السابق رئيس المؤتمر الوطني العراقي وسالم الجلبي انهما سيعودان إلى العراق في اقرب وقت لمواجهة الاتهامات الموجهة ضدهما في مذكرتي التحقيق الصادرتين من قاض عراقي ضدهما .

وقال أحمد الجلبي انه يستعد للعودة إلى العراق والمثول امام المحكمة رغم مذكرة التوقيف التي تتهمه بتزوير العملة ووصف الاتهام بانه لايعدو كونه كذب ملفق موضحا ان محاميه او مكتبه في بغداد لم يتبلغا بمذكرة التوقيف التي تتحدث عنها وسائل الاعلام منذ امس كما ابلغ فضائية " سي ان ان " الاميركية مشددا بالقول انه سيعود إلى بغداد من طهران التي يقوم بزيارة لها حاليا للمثول امام المحكمة .

ما أكد سالم الجلبي ابن اخت أحمد الجلبي وهو رئيس المحكمة العراقية الخاصة المكلفة النظر في جرائم الحرب والتي تتولى حاليا محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين و 11 من كبار مساعديه والذي صدرت ايضا بحقه مذكرة توقيف لاتهامه بالتورط في مقتل موظف كبير في وزارة المالية العراقية انه سيعود إلى العراق قريبا لمواجهة المحكمة والدفاع عن نفسه . ووصف سالم الجلبي مذكرة التوقيف الصادرة ضده بأنها مثيرة للسخرية وكذلك الاتهامات الموجهة له.

واصدر القاضي زهير المالكي رئيس محكمة التحقيق المركزية مذكرتي التوقيف امس ضد أحمد الجلبي بتهمة تزوير الدنانير العراقية السابقة التي سحبت من التداول في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين العام الماضي واوضح القاضي أن أحمد الجلبي كان على ما يبدو يخبئ الأموال ضمن الدنانير العراقية القديمة ويقوم بتحويلها إلى العملة العراقية الجديدة في سوق الصيرفة العراقي وأضاف أن أي حكم بشأن أحمد الجلبي سيقرره القضاة الذين سيمثل أمامهم الأخير.

أما التهمة الموجهة إلى سالم الجلبي الموجود في لندن حاليا فهي علاقته بقتل موظف في وزارة المالية يدعى هيثم كاظم خلال شهر (ايار) الماضي) مايو الماضي والذي كان يدقق في أموال وممتلكات عائلة الجلبي في العراق وممتلكات لمؤتمر الوطني العراقي ايضا .

ونفى سالم الجلبي من جانبه في بيان ارسل إلى " ايلاف " الاسبوع الماضي ان تكون له علاقة بمقتل كاظم وقال إن الاتهام هدفه عرقلة محاكمة صدام حسين ومساعديه .

من جهته أكد مثال الالوسي القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي ان المبلغ المزور الذي تتناوله التهم الموجهة إلى أحمد الجلبي لا يتجاوز ثلاثة الاف دينار عراقي (دولاران) مشيرا إلى ان البنك المركزي كان على علم به.

وقال الالوسي في مؤتمر صحافي عقده في بغداد "يوجهون الاتهام ان هناك اموالا مزورة وجدت في مكتب أحمد الجلبي، والحقيقة انها ليست اموالا بل مبلغا لا يتعدى ثلاثة الاف دينار عراقي وكانت الشرطة العراقية عثرت عليه في منزله او مكتبه عندما قامت باقتحامه".

وأضاف "هذه النقود هي نقود مزورة ويعلم بها الجميع وابلغت المؤسسات المالية بها وهي مختومة بختم احمر من البنك المركزي العراقي وكانت عند الجلبي كونه كان رئيس اللجنة المالية في مجلس الحكم الأنتقالي". وقال "لقد اتصلنا بالبنك المركزي العراقي ونفى المسؤولون هناك نفيا قاطعا ان يكون لهم علم بمذكرة التوقيف " .

وقال القاضي العراقي زهير المالكي الذي اصدر مذكرتي الاعتقال إن أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي وسالم الجلبي رئيس المحكمة العراقية الخاصة المكلفة محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين سيعتقلان فور وصولهما إلى الاراضي العراقية. وأحمد الجلبي موجود حاليا في طهران بينما سالم الجلبي موجود في لندن.

وعلى صعيد الاوضاع الامنية في النجف اعلن محافظها عدنان الزرفي ان القوات المقاتلة التي تخوض قتالا منذ الخميس الماضي اسفر عن سقوط المئات من القتلى والجرحى ستلتزم بهدنة 24 ساعة بدات قبل ساعة فيما قال أحمد الشيباني ممثل الصدر "لن تقاتل أحد ان لم يعتدي عليها أحد فان توقفوا عن القتال ساعة سنتوقف ساعة" . وأضاف ان محافظ النجف الزرفي خول قوات الاحتلال بضرب الصحن الحيدري وقال إن الصدر وقواته سيتعامل مع اي مبادرة سلام بايجابية .

وكان وفد المفاوضات الذي يمثل عددا من الشخصيات العراقية المستقلة وشيوخ عشائر ورجال دين والمشكل لحل الازمة الجارية في مدينة النجف المقدسة اشار اليوم إلى ان هناك تطورا كبيرا في المفاوضات الجارية بين الحكومة العراقية وبين مكتب الصدر في النجف.

وقال الشيخ فاتح كاشف الغطاء عضو الوفد "نحن نحاول من خلال هذا الوفد ان نصلح ما أفسدته الحرب والعنف والمصالح الأمريكية والشخصية." وأضاف "هناك تطور كبير في المفاوضات الجارية الآن بين الحكومة العراقية من جهة وبين مكتب الشهيد الصدر في النجف" في إشارة منه إلى تطور مهم أبداه الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي تشتبك الميليشيات التابعة له مع قوات مشاة البحرية الاميركية في النجف والتي تعرف باسم جيش المهدي.

وقال متحدث باسم الوفد ان أعضاءه "يطالبون بايقاف اطلاق النار في مدينة النجف وباقي مدن العراق.. والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى المناطق المنكوبة...ومطالبة أطراف النزاع بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لاحتواء الأزمة وحلها بشكل سلمي."

وقالت سلاَمة الخفاجي عضو الوفد إن قوات جيش المهدي أعلنت منذ البداية أنها تأخذ مواقع الدفاع لكن القوات الأمريكية استمرت بالقصف "لمحاولة النيل من جيش المهدي".