إعادة انتشار اميركي في أوروبا وآسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يفترض ان يعلن الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم عن اوسع عملية تغيير في الوجود العسكري الاميركي في الخارج منذ انتهاء الحرب البادرة عبر سحب بين سبعين ومئة الف جندي من اوروبا وآسيا. وقد اكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد ليل امس هذه الخطة لصحافيين.
وقال رامسفلد "سيجري سحب قوات من المانيا. تحدثنا مع الالمان في هذا الشأن وذكرنا ارقاما"، موضحا انه بحث في هذه المبادرة ايضا مع نظيره الروسي سيرغي ايفانوف الذي التقاه في عطلة نهائة الاسبوع في سان بطرسبورغ. وحرص رامسفلد على التأكيد ان الولايات المتحدة ستبقي على قواعد لها في المانيا وستقوم في اطار هذه الخطة الجديدة بعمليات تبديل لقوات اخف واكثر قدرة على التحرك في قواعد متقدمة.
وقال "نريد استخدام قواتنا بشكل اكبر وهذا سيدفعنا الى ابقاء مزيد من القوات في الولايات المتحدة لكننا نريد ان تكون اكثر ليونة لتتمكن من المشاركة في عمليات التبديل والتدريبات في مختلف الدول".
الا ان الوزير الاميركي امتنع عن ذكر ارقام محددة لهذا الانسحاب، يفترض ان يعلنها الرئيس بوش اليوم الاثنين في سينسيناتي في كلمة امام المؤتمر السنوي للمحاربين القدماء. واكد رامسفلد ان هذه المبادرة لن تؤدي الى مشاكل مع روسيا التي تنظر بحساسية كبيرة الى اي عملية اعادة انتشار لقوات قرب حدودها الشمالية.
وقال "في الواقع نقوم بتقليص وجودنا في اوروبا الشمالية وهدفنا ليس التحرك باتجاه البلطيق بل باتجاه الجنوب باتجاه الولايات المتحدة واماكن اخرى. لذلك لا ارى اي مشكلة في ذلك". واوضح ان الولايات المتحدة لا تعتزم الحصول على قواعد دائمة في الجمهوريات السوفياتية السابقة بل مجرد "مواقع لعمليات متقدمة" تستخدم لتبديل القوات او تزويد الطائرات بالوقود مثلا. وقال "لدينا الآن واقع من هذا النوع في بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة". واضاف ان "الحكومة الروسية تدرك تماما قيمة ومنطق ما نفعله في علاقاتنا مع الجمهوريات السوفياتية السابقة في اطار الحرب الشاملة على الارهاب والعمليات الجارية في افغانستان والعراق".
وصرح مسؤول في ادارة بوش طلب عدم كشف هويته ان "هذه المبادرة ستسمح بتعزيز قدرتنا على التصدي للتهديدات في الخارج وتحسين حماية اميركا وحلفائنا وستخفف العبء الذي يثقل كاهل عسكريينا واسرهم". وستشمل هذه الخطة التي لم تنته بعض جوانبها حتى الآن، خصوصا الوحدات الاميركية المنتشرة في المانيا وكوريا الجنوبية اللتين شكلتا خلال الحرب الباردة جدارين دفاعيين رئيسيين للاميركيين في وجه الشيوعية.
واوضح مسؤولون ان الجزء الاكبر من القوات التي سيتم سحبها من اوروبا وآسيا سيرسل الى قواعد اميركية في الولايات المتحدة، موضحين ان العملية يمكن ان تتم على مراحل في السنوات الثلاث او الاربع المقبلة. ويفترض ان تتم اعادة انتشار بعض الوحدات في اوروبا الشرقية على اراضي دول من الاعضاء الجدد في حلف شمال الاطلسي.
من جهته، قال رامسفلد ان هذه العملية الاوسع منذ انتهاء الحرب الباردة، يمكن ان تستغرق بين اربعة وستة اعوام. وتنشر الولايات المتحدة حاليا مئة الف جندي في اوروبا ومثل هذا العدد في آسيا، الى جانب قواتها المنتشرة حاليا في افغانستان والعراق.
وكانت سيول اعلنت منذ اسابيع ان واشنطن تعتزم سحب 12500 جندي قبل نهاية 2005 اي ثلث وحداتها المتمركزة في كوريا الجنوبية في اطار اتفاق تحالف ابرم مع انتهاء الحرب الكورية في 1953 . وتشكل عملية اعادة انتشار القوات الاميركية هذه منذ سنتين موضوع مناقشات بين الولايات المتحدة والدول المعنية. وقد تحدث عنها مسؤولون اميركيون عدة مرات علنا.
ورامسفلد من اشد مؤيدي هذه الخطة في اطار عملية تحديث واسعة لقطاع الدفاع الاميركي الذي بات يفضل قوات خفيفة ومتحركة لمواجهة متطلبات الحرب على الارهاب. وكان وزير الدفاع الاميركي اكد امام مجلس العلاقات الخارجية في شيكاغو في بداية الشهر الجاري ان الولايات المتحدة لم تعد بحاجة الى تمركز قوات بهذا الحجم في المانيا بعد زوال خطر هجوم سوفياتي.
وقال حينذاك "لذلك قررنا ان نعدل في الوقت المناسب مبادئنا الدفاعية في اوروبا وآسيا والعالم والانتقال من دفاع ثابت لم يعد يعني الكثير اليوم الى قدرات حركية اكبر".