أخبار

أزمة دبلوماسية بين كرواتيا وسلوفينيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ : عادت العلاقات بين سلوفينيا وكرواتيا الدولتين البلقانيتين المجاورتين إلى التوتر من جديد على ضوء سحب سلوفينيا سفيرها من زغرب والتراشق الجديد للاتهامات والاتهامات المضادة بين ليوبلاني وزغرب مع التلويح بإمكانية تأثير ما جرى من تطورات في المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين البلدين على مستقبل تكامل كرواتيا مع الاتحاد الأوربي .
وقد أجج هذا التوتر الجديد الحادث الذي وقع يوم الأربعاء عندما دخل 12 سياسيا من حزب الشعب السلوفيني المعارض بينهم رئيس الحزب يانيز بودوبنيك إلى منطقة حدودية متنازع عليها منذ انفصال البلدين عن الاتحاد اليوغسلافي السابق في عام 1991 وفي الوقت الذي قال فيه السلوفينيون انهم أرادوا زيارة زميل لهم يقيم في هذه المنطقة الحدودية إلا أن الشرطة أوقفتهم وعاملتهم بفظاظة قال الكروات إن السياسيين السلوفينين قد تجاهلوا دعوة الشرطة لهم بإبراز هوياتهم وانهم دخلوا المنطقة عبر الحقول وليس عبر المعبر الحدودي المخصص الأمر الذي اضطرها إلى منعهم من الاستمرارية في تقدمهم داخل الأراضي الكرواتية وبالنظر لكون البعض منهن مانع في ذلك فقد تم دفعهم إلى سيارة تابعه للشرطة .
وقد اتهم رئيس حزب الشعب السلوفيني الكروات بالتصرف بشكل فظ مصرا على انه "لم يغادر الأراضي السلوفينية " في إشارة إلى عدم اعترافه بالسيادة الكرواتية الحالية على هذه المنطقة .
وبعد ساعات قليلة من هذا الحادث جاء رد السلطات السلوفينيا قويا فرئيس الحكومة انتون روب أعلن بان الحادث" ليس موجها ضد سلوفينيا فقط و إنما أيضا ضد الاتحاد الأوربي "في إشارة إلى أن بلادة تتمتع منذ أيار/مايو الماضي بالعضوية في الاتحاد على خلاف كرواتيا التي تطمح بالانضمام إلى الاتحاد في عام 2007.
وهدد روب بان هذا الحادث سيبعد كرواتيا عن أوروبا لان بلاده " لايمكن لها الاستمرار في دعمها لجهود كرواتيا بالانضمام إلى الاتحاد ".
وبالتوازي مع هذا الموقف القوي لحكومة ليوبلاني قطع وزير الخارجية السلوفيني ايفو فايغل مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وسحب سفيره من زغرب للتشاور فيما أعلن بان البرلمان والحكومة في ليوبلاني سيبحثان هذا التصعيد الجديد
من جهتها ردت زغرب بموقف لا يشير إلى رغبتها بالتلطيف فرئيس الحكومة الكرواتية ايفو ساندير الذي يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلن بان حكومته " لن تتساهل مع حوادث حدودية جديدة فإذا كان أحد ما يخرق القواعد المعمول بها أثناء عبور الحدود من خلال الدخول إلى كرواتيا دون وثائق فان الشرطة لابد وان تتصرف .."
هذا وقد بدأت الشرطة الكرواتية التحقيق في ملابسات الحادث بالتوازي مع اتصالات دبلوماسية بدأتها المفوضية الأوربية لتطويق التصعيد القائم سياسيا بين سلوفينيا وزغرب وحسب المراقبين في البلقان فان عدم توصل الطرفين خلال وقت قريب إلى حل للمشاكل الحدودية القائمة بينهما فان الاتحاد الأوربي سيضغط على قيادات البلدين لاحالة الخلاف إلى التحكيم الدولي لان استمرار هذه الخلافات يمكن له أن يعكر الأجواء بين البلدين وفي منطقة البلقان التي لا تزال فيها الكثير من بؤر التوتر المفتوحة على خيارات التفجير مثل الوضع في إقليم كوسوفو وفي البوسنة والهرسك وفي مقدونيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف