التركمان سيشاركون في كركوك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : رغم شكواهم من تسجيل الاف الاكراد المستقدمين إلى مدينة كركوك وتعرضهم للاجحاف والتهميش فقد قرر التركمان العراقيون المشاركة في إنتخابات مجلس المدينة تعبيرًا عن تمسكهم بهوية المدينة وحفاظًا على وحدة العراق أرضًا وشعبًا كما أبلغ قيادي في الجبهة التركمانية العراقية "إيلاف" اليوم.
وقال عاصف سرت توركمن إن التركمان يتعرضون الى نمط جديد من الاجحاف والتهميش ومحاولات ابعاهم من المعادلة السياسية العراقية بهدف "تغيير الطابع القومي للمناطق التركمانية في أربيل وكركوك وتلعفر وخانقين وكفري وقره تبة وطوزخورماتوا والتون كوبري والمناطق الاخرى بغية اٍضعاف التركمان الاصائل الذين وقفوا كالسد المنيع ضد تقسيم العراق واستئصاله من جسم الامة العربية".واشار إلى ان التركمان فوجئوا بقرار موافقة المفوضية العليا للانتخابات العراقية بالسماح للاشخاص غير المنتمين الى محافظة كركوك (255 كم شمال بغداد) بالمشاركة في الانتخابات تحت ضغوط سياسية كبيرة " برغم تحفظاتنا وتقديم اعتراضاتنا يهذا الخصوص" .
واوضح ان المفوضية اصدرت هذا القرار بدون استشارة التركمان والقوى السياسية العربية والاطراف الاخرى في مدينة كركوك العراقية ذات الخصوصية التركمانية "مما يؤكد لنا مرة اخرى حجم التهميش ومدى محاولات ابعاد التركمان عن الساحة السياسية العراقية" .وحول اسباب مشاركة التركمان في الانتخابات بعد ان كانوا هددوا بمقاطعتها اشار تركمن الى ان ذلك عائد الى " ايمانًا منا بعراقيتنا أولا وبانتسابنا الى ارض الرافدين التي استوطنناها قبل الاف السنين وتمسكنا بمبادئنا الوطنية والانسانية وحفاظًا على وحدة العراق أرضًا وشعبًا من الفاو الى زاخو" واوضح ان هذا القرار يشمل المشاركة في انتخابات الجمعية الوطنية الانتقالية العراقية وانتخابات مجلس المحافظة الاحد المقبل .
واضاف ان الجبهة اتخذت هذا القرار رغم ما يتعرض له التركمان من سياسات "تستهدف الاستحواذ على اراضيهم ومحاولات تهميش كياناتهم السياسية" ووصف القرار بانه دليل واضح "على مدى مساهمتنا وسعينا في بناء العراق الجديد العراق البرلماني التعددي الديقراطي الحر يحترم حقوق جميع الاطياف العراقية في ظل سياق الوحدة الوطنية العراقية" .
وعما اذا كان هذا القرار سيخلق عدم رضا لدى الجبهة العربية المتحدة التي انسجبت أمس من انتخابات المدينة احتجاجًا على تسجيل عشرات الاف من الاكراد من خارج المدينة في سجلاتها الانتخابية للتصويت في المدينة لترجيح كفة الاكراد اشار تركمن الى ان قرار الانسحاب لم يتم بالتنسيق مع الجبهة التركمانية وقال ان التجمع العربي الذي يترأسه سعد صالح الجنابي ويضم قوى سياسية وعشائرية قرر مع الجبهة المشاركة في الانتخابات .
واضاف ان عدد المهجرين الذين طردهم صدام حسين من المدينة يبلغ 12 الف شخص من التركمان والاكراد والاشوريين لكن الاكراد يقومون الان بتسجيل 108 الاف كردي مستقدم الى المدينة .
وقد تم تعزيز الاجراءات الامنية في كركوك حيث تؤجج الانتخابات التوتر بين منتسبي القوميات التركمانية العربية والكردية في هذه المدينة المختلطة حيث بدات المدينة تخضع لحظر التجول الليلي في حين ان هذا الاجراء لن يطبق في مدن عراقية اخرى قبل الجمعة او السبت.
كما تم تسجيل 49 الف كردي نازح للتصويت في كركوك، وهو عدد يبلغ اكثر من 10% من مجموع الناخبين العرب والاكراد والتركمان والمسيحيين الموجودين في كركوك وعددهم 450 الفا.
واقيمت حواجز في النقاط الرئيسية من المدينة وسيقوم الجيش العراقي الاحد بتطويق كركوك لمنع المسلحين من الدخول اليها فيما ستقام في المدينة 111 مكتب تصويت كما تقام 82 في باقي محافظة التاميم التي تمثل كركوك مركزها. وسيخضع كل ناخب للتفتيش مرة على الاقل قبل الدخول الى مكتب التصويت وستبقى خمسة مراكز طبية ومستشفيان في حال التأهب.
واعلن المحافظ عبد الرحمن مصطفى انه يعقد اجتماعات يوميًا مع زعماء مختلف المجموعات المحلية بهدف الحفاظ على الهدوء الهش المخيم في كركوك. وقال "اننا نعمل معًا بصفتنا شعبًا واحدًا وقد بذلنا كل ما في وسعنا من اجل الامن ونامل الا يطرأ شيء".
وكانت احزاب عربية وتركمانية عديدة قد هددت بالانسحاب من الانتخابات البلدية والتشريعية احتجاجًا على قيام المفوضية العليا للانتخابات باتخاذ قرارات استثنائية وبعد انتهاء الفترة المحددة لتسجيل الكيانات السياسية في الانتخابات تسمح هذه القرارات بمشاركة اعداد كبيرة من الاكراد في الانتخابات البلدية لمدينة كركوك مما حدا بالمفوضية الى تمديد فترة التسجيل للسماح للاحزاب الكردية بالتسجيل والمشاركة بالانتخابات.
وقال الامين العام للجبهة العربية الشيخ وصفي العاصي في ختام اجتماع ضم عددا من احزاب المدينة امس "قررنا الانسحاب من الانتخابات العامة والبلدية التي ستجري نهاية الشهر الحالي في البلاد." واضاف ان قرار الانسحاب جاء "احتجاجا على موقف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الاخير والقاضي بالسماح لأكثر من 70 الف كردي بالمشاركة في الانتخابات البلدية لمدينة كركوك وهم ليسوا من اهالي المدينة."
ويبلغ عدد سكان محافظة كركوك النفطية حوالي مليون وربع المليون نسمة ويسود التوتر في هذه المنطقة بين المجموعات الثلاث منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان (ابريل) 2003. ويطالب الاكراد بضم كركوك الى المحافظات الكردية التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق الا ان سلطات بغداد دعت الى حل هذه المشكلة عبر لجان كلفت بدرس الشكاوى حول عمليات التهجير القسري التي قام به نظام صدام حسين بحق سكان كركوك الاكراد.
وتعد مدينة كركوك اغنى المدن النفطية العراقية حيث تحوي على حقول نفطية تجعل من العراق يملك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم بعد المملكة العربية السعودية ويوجد تحت أرضها 7% من احتياطي النفط في العالم ولذلك سيتمحور الصراع الجديد فيها حول تقاسم السلطة والنفوذ ومن سيكون صاحب الأكثرية في الأصوات وبالتالي الولاء الذي سيتوزع بين جهات عدة ليس بينها عراقية على مايبدو .
فقد ظهرت الخلافات الى العلن مؤخرا وارتفعت حدة التوتر بين القوميات الكبرى الثلاث العربية والتركمانية والكردية في كركوك مع اقتراب انتخابات مجلس المحافظة حين رفض الاكراد في المدينة المشاركة في الانتخابات مالم يتم تطبيق الفقرة 58 من قانون ادارة الدولة العراقية الصادر في اذار (مارس) من العام الماضي والذي نص على تطبيع الاوضاع في المدينة وهو مايعني اعادة المرحلين الاكراد والتركمان اليها والذين كان نظام الرئيس المخلوع صدام حسين قد طردهم منها واستقدم بدلا منهم عربا من وسط وجنوب العراق الذين يطالب الاكراد باخراجهم من المدينة واعادتهم الى مناطقهم الاصلية اضافة الى ضم محافظة التاميم ومركزها كركوك الى اقليم كردستان الذي يحكمونه منذ لعام 1991 .
وقد تمثل تصاعد التوتر بين المجموعات القوميات الثلاث بعمليات اغتيال واختطاف بين عناص من قومياتها الثلاث تبعها تبادل اتهامات وهو توتر ظهر إلى العلن اثر سقوط نظام صدام. . فعلى اثر مطالبة الأكراد بضم المدينة إلى كردستان واعتماد الفدرالية كنظام للحكم في البلاد خرجت تظاهرتان ضخمتان في كركوك الأولى مؤيدة للفدرالية نظمها الأكراد الذين قدموا مشروعا إلى مجلس الحكم المؤقت والثانية مناهضة للفدرالية نظمها العرب والتركمان وانتهت هذه التظاهرة بصدامات أدت إلى مقتل 3 عراقيين وجرح 34 برصاص متقابل .