النجاة تطلبت معجزة لم تحصل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ما يوازي مئة وخمسين كيلوغراما من مادة التي ان تي ذهبت بحياة رئيس الحكومة السابق والرجل الاقوى في لبنان، لحظة الوصول كان واضحا ان لا ناجين من الموكب نفسه، والجرحى هم من محيط المنطقة، من فندق فينسيا المجاور وحرس مبنى مصرف اتش اس بي سي المحاذي، وبعضا عابري السبيل، كانت المنطقة قد تعرضت إلى دمار، فندق السان جورج تعرض لدمار جزئي، مبنى قديم لم يرمم تعرض أيضا لدمار في طوابقه العليا، مما يشير إلى ان القدرة الانفجارية كانت موجهة إلى الاعلى.
الحفرة التي خلفها الانفجار بعمق عدة امتار، وباقل تقدير هي بعمق مترين في الارض، تقع مباشرة إلى الجانب الايمن من الطريق القادم من ساحة البرليمان والمؤدي إلى فندق الفاندوم وعلى حدود نهاية منطقة السوليدير (المشروع الابرز الذي اطلقه رفيق الحريري في بيروت والذي جعله عنوان اعادة بناء لبنان وخروجه من الحرب الاهلية) على خط نهاية هذا المشروع وضعت احدى اكبر العبوات الناسفة التي شهدها لبنان منذ نهاية الحرب الاهلية، وهي الخطوة التالي في عودة الاغتيال السياسي إلى لبنان.
مسؤولين
ومن موقع الانفجار يكاد احد السياسيين يبكي، ثمة جريمة، يحاول كبح جماح نفسه، ثم يقول لمن حوله، الرجل مات، ويبتعد وهو يحاول الاتصال هاتفيا، كانت الاتصالات متوقفة، ثمة ضغط هائل على خطوط الاتصال ادى الى فشل كامل لكل الاتصالات الهاتفية الخليوية والارضية.
صور القتلى
المنطقة تشبه المناطق المنكوبة، ما شاهدناه هو جثث تخرج متفحمة، لم نشاهد ناجين من داخل المنطقة، سيارات الموكب الكبير للحريري مدمر بكامله، سيارات متفحمة، وحيث نقف نجد بقايا دماء و احيانا اشلاء، إضافة إلى قطع حديدية من السيارات، يخرج احد عناصر المرافقة من جهاز امن الحريري وهو يبكي، الرئيس مات، لم اجد اثر له، لا اعرف أي منها جثته، ثم يضبطه عنصر اخر بسرعة، ويصرخ بين مجموعة صغيرة من الفضوليين والصحافيين "الرئيس بخير، لقد اخرجناه إلى مستشفى الجامعة الاميركية وهو بخير".
وبعد هذا الكلام كانت القوى الامنية لا تزال تخرج جثثا سوداء لم تنفع تغطيتها بالبلاستيك على عجل في اخفاء بشاعة الجريمة ودمويتها، كل من وقع في دائرة الانفجار كان بمثابة مفقود.