صيدا تودّع إبنها البار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إنطفأت نيران الشارع وباقية في القلوب
صيدا: الحريري سيدفن في بيروت لأنه حرق نفسه من أجلها
لقد قامت ماكينات الحريري بحجز جميع ناقلات الركاب لنقل المشيعيين إلى بيروت وثم تجهيزها بالمأكل والمشرب، كما فرقوا على الناس قمصانًا طبع عليها صورة الحريري مع عبارة"القائد الشهيد".التجمع الحاشد كان في ساحة النجمة حيث توافد الناس منذ الساعة السادسة صباحًا،كما توافدوا الى مقر شركة جينكو وامام فيلا شفيق الحريري.
وإضافة إلى اهالي صيدا المتوافدين فقد تجمع نحو 5000 شخص من منطقة حاصبيا ومرجعيون،الذين توقفوا أمام فيلا شفيق الحريري لتعليق صور الشهيد على حافلاتهم التي امتزجت بأعلام الحزب التقدمي الاشتراكي، وذلك قبل عودة انطلاقهم الى بيروت.
أحد الوافدين من حاصبيا قال لإيلاف نشارك اولا بدافع العاطفة وثانيا بقرار من الحزب التقدمي الإشتراكي.
ولدى سؤال البعض من أهالي صيدا إن هم متضايقين لتشييع جثمان الشهيد في بيروت وليس في صيدا مسقط راس الحريري قالوا:" حرق نفسه من أجل بيروت،استشهد لأنه بنى بيروت، بيروت وصيدا واحد لا فرق".
بل وبدا ان الجميع مرتاحين لدفن جثمانه في مسجد محمد الأمين، المسجد الذي ناضل الرئيس الحريري في سبيل بنائه وقد حرص في الفترة الأخيرة قبل استشهاده على الإسراع في عملية البناء لافتتاحه وكأنه أراد أن يكون جاهزًالاستقباله يوم دفنه. علما أن صيدا ستقيم بدورها وفي كل مساجدها صلاة الغائب، وستقرع أجراس الكنائس وتتعانق مع اصوات المآذن لحظة يوارى الثرى.
هذا وصرح لإيلاف أحد النافذين في تيار الحريري انه لم يتم اي تنسيق مع التنظيم الشعبي الناصري علمًا كنا ننتظر ان يتم الإتصال بين الطرفين للتنسيق وللمشاركة بمراسم التشييع.
الحاج ماجد عبدو أحد العاملين في فيلا شفيق الحريري يقول لايلاف غاضبًا : "نطالب السلطة بالكشف عن الفاعلين الذين قتلوا معروف سعد ورشيد كرامي ولوكان من قتل الحريري انتحاريًا وليس استشهاديًا سنعلم من وراء عملية الاغتيال وسننفذ نحن بالمثل عمليات استشهادية ضدهم ".
وتجدر الإشارة إلى ان القوى الأمنية انتشرت بكثافة في شوارع المدينة منذ مساء امس حيث كانت حصلت على ضوء اخضر للتدخل عند اول إخلال امني قد يقع نتيجة اي استفزاز. كما وتعرض للضرب في حي البراد في صيدا بعض العمال السورين، إلى جانب وقوع إشكال مع الجيش في مستديرة إيلياعلى خلفية فتح الطريق بعد ان تم إغلاقها من قبل الشباب الغاضبين وقام الجيش بتوقيف أحد الشبان وافرج عنه،بعض نصف ساعة بعد أن كان هدد رفاقه بالتصعيد إذا لم يتم الإفراج عنه.
يبقى أن ننتظر التشييع حيث تختلط في وسط بيروت القلب النابض لكل لبنان،الأعلام اللبنانية بالرايات السوداء مشيعة الحلم اللبناني، الذي باستشهاده، أعطى لبنان الآلاف من الأحرار الجدد، لإكمال مسيرة القرار السيد الحر المستقل، وعلى الرغم من أنف كل الحفر الجحيمية التي تقوى على الجسد لكنها لن تقهر الأعمال التي سيذكرها العالم من جيل إلى جيل.