نازك الحريري ..الأرملة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ريما زهار من بيروت: بدا الوصول الى قصر قريطم طويلاً هذا المساء، كانت الساعة تشير الى السادسة مساء عندما توجهنا الى قصر الراحل الكبير رفيق الحريري.
لم يكن الواجب وحده يدفعنا الى تقديم العزاء لعائلة الرئيس رفيق الحريري وخصوصاً لنازك، بل اندفاعاً عفوياً لتعزية من كان بالامس رمزاً وطنياً لكل اللبنانيين بجميع فئاته.
كان الوصول الى قريطم من باب التبانة، هذا الحي الذي ازدان بصور الراحل وكأنه في يوم عرس الشهيد الوطني وكأنك تشعر ان رفيق الحريري لا يزال هنا يراقب محبيه من بعيد من هناك من مكان ما.
وصلنا الى قصر قريطم هذا القصر الذي يبدو كمدينة حية في وسط المدينة وهو يعج بالزائرين الوافدين من كل مكان وزمان، نسوة ورجالا وأطفالا كانوا في بيت الشهيد لتقديم أحر التعازي أو لمواساة الأقرباء والاصدقاء.
من بعيد لمحت نازك الحريري جالسة وفي يدها المصحف الشريف، كانت هنا جسدياً ربما قرب ضريح رفيق الحريري نفسياً، كانت في عالم من غير هذا العالم، وفي عينيها حلم تكسرت أطرافه على محيى حزين وحزين جداً وكأن كل حزن العالم تجمع في عينيها.
وتذكرت لقطات لا تزال راسخة من مشاهدات لنازك في أوقات سابقة، عندما زارها الرئيس الفرنسي جاك شيراك وقدم لها التعازي مع زوجته وكانت تئن من الألم، ثم عدت وتذكرتها عندما اتت الملكة رانيا وقدمت التعازي باسم الأردنيين فلم تتمالك نازك نفسها وكأنها غدت طفلاً صغيراً فقد كل ما يملك في هذه الدنيا وبات يتيماً لا حال له ولا قوة. ثم لاحت لي ذكرى لها قرب ضريح الرئيس رفيق الحريري وهي تمسك بصورته وأصوات الناس تهتف بها:"بالروح بالدم نفديك يا نازك".وتذكرت كل النساء اللواتي وقفن الى جانب ازواجهن في المحن الصعبة واللواتي لعبن دوراً كبيراً فيما بعد مثل ايفا بيرون وغيرها وتساءلت في نفسي لما لا تكون نازك الحريري ايفا بيرون الجديدة فالحزن في النهاية هو الانسان وهو الذي يصنع المعجزات...
نازك في كلمات
كي تكون زوجةرئيس وزراء يتطلب الامر حياة اجتماعية مفعمة بالحياة وقد اتقنت نازك هذا الدور وحافظت في الوقت نفسه على خصوصيتها وتملك حضوراً لافتاً، وهي شخصية قوية جداً وتدعم في الكثير من المناسبات المصصمين اللبنانيين كي يعود الابداع الى لبنان خصوصاً بعد الحرب. ولم تنس الاهتمام بالاعمال الخيرية كمركز الاطفال للسرطان ومركز ترقق العظام ومؤسسات الايتام.وترأس ايضاً مؤسسة الحريري التي وهبت اكثر من 33 الف منحة دراسية كذلك اهتمت بمهرجانات بيروت التي استقطبت بافاروتي الى لبنان في العام 1999 ،وفيروز الى ساحة الشهداء
وعلى الرغم من كل النشاطات الاجتماعية تبقى نازك محافظة على خصوصيتها، ولا تفصح عن حياتها الخصوصية الا ما تريده ومنها انها ولدت تحت اسم نازك عودة ، وعندما تتحدث عن نفسها انما تتحدث عن اولادها الثمانية(منها ومن الرئيس الحريري) كوحدة عائلية متضامنة .
... إنها "ليدي" بكل ما للكلمة من معنى.