استقالة حكومة كرامي والصحافة العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت، القدس: رحبت الصحف اللبنانية اليوم باستقالة حكومة عمر كرامي معتبرة انه "انتصار" للمعارضة، لكنها رأت انها "بداية" لحل، معبرة عن تخوفها من رد فعل دمشق والسلطة اللبنانية، فيما اكتفت الصحف السورية بنقل خبر استقالة كرامي من دون التعليق عليها. ورحبت وسائل الاعلام الاسرائيلية التي تصدرت التظاهرات في بيروت عناوينها الرئيسية، اليوم بانتصار المعارضة اللبنانية التي تمكنت من دفع حكومةكرامي للاستقالة.
الصحف اللبنانية: استقالة كرامي "انتصار" للمعارضة لكنها "ليست نهاية الازمة"
وعنونت صحيفة "النهار" في صدر صفحتها الاولى "28 شباط/فبراير: ساحة الشهداء تسقط حكومة كرامي"، مؤكدة انه "انتصار للمعارضة وانتفاضة الاستقلال (...) وبداية حل وليست نهاية الازمة". ورأت ان "مشكلة استقالة الحكومة تضاهيها مشكلة تأليف حكومة جديدة". وقالت ان "كرامي خلف للحكم ولسوريا مشكلات باتت تتطلب منهما تنازلات مكلفة تتجاوز المطالبة بانسحاب الجيش السوري من لبنان واعادة بناء العلاقات بين البلدين الاولى". ولخصت هذه التنازلات بانتفاء استئثار السلطة اللبنانية وبمجلس نواب لبناني مقبل لا تمسك سوريا بزمامه.
اما صحيفة "المستقبل" فقد رأت ان "الحكومة تسقط بضغط الشعب ومطرقة المعارضة"، مؤكدة ان "سقوط الحكومة ليس كل شىء". وقالت "ليس سرا ان الحكومة الحالية هي من صنع سوريا (...) وارادتها دمشق لتستكمل بها عدة المواجهة مع الداخل لتفوت عليه فرصة مد اي جسر مع المجتمع الولي الضاغط فكانت الحكومة امتدادا طبيعيا لتجاهل ارادة اللبنانيين كما تجلى في فرض تمديد ولاية (الرئيس اللبناني اميل) لحود". واضافت ان "المطلوب بالمحصلة اسقاط النهج الذي يولد حكومات مماثلة ويبيح اشعال الارض تحت اقدام كل معارض ويحرم البلاد من حقها في تقرير مصيرها".
واكدت صحيفة "الانوار" ان "ما سقط هو مجرد واجهة حكومية لسلطة فعلية"، معتبرة ان "مشكلة استقالة الحكومة تضاهيها مشكلة تاليف حكومة جديدة". وكان عدد من كبار المعارضين قد طالب امس الاثنين اثر استقالة كرامي باقالة قادة اجهزة الامنية، باستثناء الجيش، لانهم الحكام الفعليين. وكتبت "الانوار" ان "لا شىء يوحي ان مكابرة السلطة انتهت"، مشددة على ضرورة التمسك "باستعادة السيادة وعودة الروح الى النظام الديموقراطي وتصحيح العلاقات السورية اللبنالنية وضمان انسحاب القوات السورية".
ورأت صحيفة "السفير" ان "كرامي انقذ نفسه لكنه ترك خلفه فراغ الصمت والحيرة والقلق من التطورات المحتملة"، موضحة ان "تشكيل حكومة جديدة لن يكون امرا هينا ودونه عوائق جدية خصوصا مع تفاقم حملة المعارضين في الشارع على سوريا".
اما صحيفة "الديار" فقد تساءلت هل ستكون الحكومة المقبلة "حكومة حيادية ام عسكرية"؟.
من جهة اخرى، انتقدت صحيفة "النهار" تصريحات ادلى بها الاثنين لصحيفة "لا ريبوبليكا" الرئيس السوري بشار الاسد الذي قال ان انسحاب القوات السورية من لبنان قبل نهاية السنة "ممكن تقنيا (...) لكن استراتيجيا ذلك يمكن ان يتم فقط اذا حصلنا على ضمانات جدية. وبتعابير اخرى السلام". ورأت "النهار" ان الرئيس السوري يعتبر لبنان "رهينة" بانتظار حل النزاع العربي الاسرائيلي. وكتبت في احدى تعليقاتها ان "قرار الاسد جاء ليؤكد دون مواربة ان كل المطلوب من لبنان الان هو مقايضته بضمانات جدية للحكم السوري في موضوع السلام". واضافت ان "اعلان الاسد صراحة تحويل لبنان رهينة امر غير مقبول في اي وجه من الوجوه"، معتبرة انه يندرج في اطار "اصرار القيادة السورية على ارتكاب الخطأ تلو الخطأ مع لبنان بدل محاولة الاستفادة قدر الامكان من المخرج الذي لا يزال يمثله الطائف لتخفيف مأزقها".
الصحف السورية تكتفي بالنقل من دون التعليق
وفي دمشق اكتفت الصحافة الرسمية السورية بنقل انباء استقالة حكومة عمر كرامي الموالية لدمشق في لبنان من دون ان تعلق عليها.وجاءت عناوين صحيفة "تشرين" الحكومية ان الرئيس اللبناني اميل "لحود قبل استقالة الحكومة اللبنانية وكلفها تصريف الاعمال" وفي عنوان اخر "كرامي: جريمة اغتيال الحريري اكبر من استغلالها لمآرب صغيرة". وكان مصدر حكومي سوري اعلن ان استقالة كرامي "مسالة تخص شعب لبنان" معربا عن الامل بان "تنبثق حكومة لبنانية تستطيع ان تسير بلبنان لما فيه خيره وخير المنطقة في هذا الظرف البالغ الدقة".
من جهتها انتقدت صحيفة "الثورة" الرسمية ايضا في مقالها الافتتاحي موقف فرنسا بشان القرار 1559 الذي صدر في ايلول/سبتمبر الماضي بناء على مبادرة فرنسية اميركية ويدعو الى سحب الجيش السوري من لبنان. وكتبت الصحيفة ان "الشعب السوري الذي يكن الاحترام لفرنسا وشعبها متفق على ان القرار 1559 ليس له ما يبرره ولا سيما في ظل اتفاق الطائف وتمسك لبنان بهذا الاتفاق" الذي وقع في العام 1989 ووضع حدا لخمسة عشر عاما من الحرب الاهلية في لبنان.
واضافت "الثورة" انه "كان الاولى بفرنسا قبل ان تلجأ الى مجلس الامن في هذا الشان التشاور مع الحكومتين السورية واللبنانية حيث كان من الممكن التوصل الى توافق يفوت الفرصة على اميركا التي عملت على تضمين القرار بنودا من شانها اعادة لبنان الى حقبة الاقتتال ونسف ما تحقق بعد انتهاء الحرب الاهلية". وكتبت اخيرا "ان الشعب السوري الذي تاثرت ثقته بالموقف الفرنسي من لبنان وسورية بعد اصدار القرار 1559، يتمنى الا تمضي فرنسا في مجاراة الموقف الاميركي الذي تبنى الرؤية الاسرائيلية".
كما دعت فرنسا الى "الاخذ بعين الاعتبار الظروف التي تمر بها المنطقة حفاظا على مصداقية السياسة الفرنسية وتفاديا لمزيد من التوتر والاضطراب الذي قد ينجم عن تطبيق قرار في غير مكانه وزمانه".
يشار الى ان القرار الدولي يطالب سورية من دون ان يسميها بسحب قواتها التي تقدر ب 14 الف جندي من لبنان ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية في اي نزع سلاح حزب الله الذي يحظى بدعم بيروت ودمشق وطهران وسلاح الفلسطينيين في لبنان.
ترحيب اسرائيلي بانتصار المعارضة
وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" الواسعة الانتشار "انقلاب في لبنان" مشيرة الى انها "المرة الاولى التي تدفع فيها تظاهرات سلمية حكومة دولة عربية الى تقديم استقالتها".واشارت الصحيفة الى "التفاؤل الذي بعثته هذه التطورات في اسرائيل حيث تعتبر هذه الاستقالة خطوة اولى نحو انهاء الاحتلال السوري للبنان".وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها" من الواضح ان ما حصل في لبنان يفيد اسرائيل لكن بعيدا عن هذا الجانب من الامور، فان هذه الاستقالة قد تكون شرارة تغيير (ديموقراطي) عميق في كل المنطقة".
من جهتها كتبت صحيفة "معاريف" على صفحتها الاولى "انتفاضة" في لبنان معتبرة ان استقالة كرامي تشكل تطورا "لا سابق له في المنطقة".ورأت صحيفة "هآرتس" (ليبرالية) ان "سوريا تفقد سيطرتها" على لبنان.
وربط محللون في اذاعة الجيش الاسرائيلي التطورات بالانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان العام 2000 واعتبروا انه لولا هذا الانسحاب ما كان هذا الضغط الشعبي سيحصل اليوم من اجل انسحاب القوات السورية.
وفاجأ كرامي الاثنين الجميع بتقديم استقالة حكومته بعد اسبوعين من الازمة المفتوحة التي خلفها اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.وفور اعلان عمر كرامي استقالة حكومته الاثنين اطلقت هتافات الفرح من قبل عشرات الاف المتظاهرين من انصار المعارضة الذين احتلوا منذ مساء الاحد ساحة الشهداء المجاورة لمقر البرلمان في وسط بيروت التجاري.
وكانت إسرائيلاتهمت اسرائيل سورية بالوقوف وراء العملية الانتحارية الفلسطينية التي اوقعت خمسة قتلى الجمعة في تل ابيب وفي محاولة شن هجوم بالسيارة المفخخة.