أخبار

الجعفري والطالباني لم يتحالفا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الزعيمان الكرديان يبحثان غدا نتائج مناقشاتهما مع "الشيعية"
الجعفري والطالباني لم يتفقا على التحالف

أسامة مهدي من لندن: لم يتفق مرشح قائمة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية لمنصب رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري مع الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني على الشروط التي وضعها الاكراد للتحالف من اجل تشكيل الحكومة الجديدة الامر الذي دفع الطالباني ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني الى اتخاذ قرار بالاجتماع غدا لمناقشة ماتوصلا اليه من نتائج مع الجعفري ورئيس الوزراء اياد علاوي كما ابلغت مصادر كردية "ايلاف" البوم.

ومن خلال متابعة المؤتمر الصحافي الذي عقده الجعفري والطالباني في ختام مباحثاتهما في منتجع قلاجولان (30 كلم شمال السليمانية) الشمالية لم يظهراي علامات اتفاق على الشروط الاساسية التي يطرحها الاكراد للتحالف مع قائمة الجعفري لضمان فوزه بمنصب رئاسة الحكومة الجديدة فبرغم الاشارة الى الاتفاق على الفيدرالية وتطبيع الاوضاع في مدينة كركوك وهما مسالتان اقرهما قانون ادارة الدولة العراقي الصادر العام الماضي اضافة الى عدم معارضة تولي الطالباني رئاسة الجمهورية فان بقية المطالب الكردية ظلت من دون اتفاق وهي تتعلق بحصول الاكراد على ربع ميزانية الدولة العراقية والابقاء على قوات البيشمركة الكردية قوات لاقليم كردستان وعدم حلها اضافة الى الحاق كركوك باقليم كردستان الذي يحكمه الاكراد منذ عام 1991 وحصولهم على وزارتين من الوزارات السيادية الخمس وهي الخارجية والدفاع والداخلية والنفط والمالية.

وفي المؤتمر الصحافي وصف الجعفري اجتماعه مع الطالباني وقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بانه كان متميزا وشاملا لحاضر ومستقبل العراق وأكد بأن الاجتماع تطرق الى عدة محاور على رأسها الاهتمام بالملف الأمني والارتقاء بمستوى الخدمات وما يتطلع اليه الشعب العراقي وتقديم الخدمات للمواطنين والتركيز على اجهزة الدولة وتنوع المشاركة في الحكم من قبل جميع الشرائح العراقية بدون استثناء وفي المقدمة منهم العراقيين السنة نظرا للظروف الاستثنائية التي ألمت بهم في اجواء الانتخابات وقال انهما بحثا دور الجمعية الوطنية الجديدة وضرورة مواصلة الحوار بكل ما من شأنه خدمة العراق.

وفي رده على سؤال حول ما توصل اليه الاجتماع من اتفاق بين الجانبين لتشكيل حكومة جديدة قال الجعفري "لدينا تاريخ من التعامل والتعاون مع كافة الفصائل الكردية وحصلت توافقات وهناك حالة من التعاطي والعمل المشترك خلال فترة المعارضة" لكنه اشار الى ان الاكراد لم يدخلوا في تفاصيل الحقائب الوزارية وهناك اسس عامة اعتمدت في هذا المجال ومنها الكفاءة والوطنية التي تكفل خدمة العراق.

وحول الأولويات التي حددتها القيادة الكردستانية بالنسبة للمرحلة المقبلة قال الجعفري في المؤتمر الذي نشر تفاصيله موقع حزب الطالباني على الانترنيت "لقد طرحت هذه المسألة واشرنا الى الزوايا الدستورية التي تتعامل من خلالها ولم يكن هناك خلاف بيننا وهناك حوار وجولات حوار مكثفة حصلت في مرحلة مجلس الحكم وتركت هذه الحوارات بصماتها في قانون ادارة الدولة العراقية المؤقت ونحن سنتعامل مع كل قضية بما يتعلق بهذا القانون وقال سنلتزم بذلك".

وفيما يتعلق بمدى قبول قائمة الائتلاف العراقي الموحد بتشكيل حكومة غير دينية وتطبيق الفقرة 58 من قانون ادارة الدولة التي تنص على تطبيع الاوضاع في كركوك باعادة سكانها الذين هجرهم النظام السابق منها واعلان النظام الفدرالي قال الجعفري ان مبدأ الفدرالية متفق عليه "ولكن هذه الحالة بحاجة الى تنظير وتخصيب اكثر لكي تتفق على صيغة تنسجم مع الطبيعة الديموغرافية للعراق" واضاف انه لم تعد العلمانية تحمل مفهوما واحدا كما الاسلامية تحمل مفهوما واحدا "ونحن يهمنا ان نلتقي على قاعدة دينية فكرية مشتركة تجعل الانسان هدفنا ونقدم الخدمات وندفع عنه الظلم ونحترم التنوع الديموغرافي العراقي".

وفي رده عن سؤال حول ترشيح الطالباني لتولي منصب رئاسة الجمهورية قال الجعفري "بالنسبة لي اعرف الاستاذ جلال طالباني منذ فترة طويلة وعلى الصعيد الاقليمي والعراقي والدولي كذلك يعرفونه ولنا لقاءات وجولات ايام المعارضة وبعد سقوط النظام المقبور والمشاركة في مجلس الحكم وكان طالباني من العناصر الاساسية الفعالة وكان له دور بارز خلال رئاسته لمجلس الحكم وداعم اساسي في الحكومة الحالية ولذلك ليس غريبا ان يتسنم اي موقع من المواقع السيادية ولا يمنع بالنسبة لنا بأن يتسنم شخص كالاستاذ جلال الطالباني أي موقع من هذه المواقع وان اليوم ابديتُ تفهما لما طرحته القيادة الكردية وسأحمل هذا التصور الى الاخوة في قائمة الائتلاف".

وعن دور المرجعية في سير أمور ادارة الدولة اشارالجعفري الى ان هناك ثلاث سلطات دستورية وهي البرلمان ورئاسة الوزراء والسلطة القضائية.. والبرلمان هو الذي سيتولى تشريع القوانين والسيد السيستاني اكد بأن البرلمان سيأخذ دوره في واحترام القرارات التي تتخذها المجاميع المشتركة في البرلمان ولا يوجد هناك تنافي بين المرجعيات الدينية والمرجعيات الأخرى مع حفظ دور البرلمان كجهة مسؤولة عن تقييم الدستور.

وحول الضمانات التي يقدمها الائتلاف العراقي الموحد للشعب الكردي قال الجعفري "بالنسبة للاخوة الكرد لنا علاقة تاريخية ومتشعبة معهم في مختلف المجالات وهناك ممارسات سبقت عقد المؤتمرات فهم لهم وجود يتحرك في البرلمان وهم النسبة الثانية بعد الائتلاف في الفوز بالأصوات" واضاف "نحن على مشارف ان ننتهي من الحكومة المؤقتة ووزير الخارجية العراقية عضو في الجامعة العربية هو من الاخوة الكرد واستطاعت الكتل السياسية العراقية ان تثبت كما اثبتت في مرحلة المعارضة في التعامل مع الوضع ولا يوجد بيننا اسفين وكذلك في مرحلة الحكم هناك انفتاح كاف ونتطلع ان تترسخ عرى العلاقة اكثر ولا يوجد هناك اتهام حتى ندعي الى الضمانة لان الضمانة الحقيقية هي الدستور والعلاقات التاريخية بين العرب والكرد".

وفيما يتعلق بتفاؤل القائمة الكردستانية لتلبية شروط للتحالف مع القوى الاخرى قال الطالباني "انا متفائل جدا وكان لنا ومازال علاقات استراتيجية قوية مع اطراف الائتلاف العراقي الموحد وناضلنا معا ضد الدكتاتور ورسمنا معا خارطة مستقبل العراق واصدرنا قرارات فيما يتعلق بأهم القضايا العراقية بصورة مشتركة ومازلنا ملتزمين بهذه القرارات وتاريخيا لم نجد من الجماهير التي يمثلها الائتلاف العراقي الموحد أي عداء بل على العكس كان هنالك تعاطف واتفاق مع الشعب الكردي المتفائل جدا في علاقاته مع الائتلاف والأخيرموقفه واضح وبرنامجه ينص على عراق فيدرالي ديمقراطي برلماني موحد وهم ينظرون دائما الى المطاليب الكردية نظرة علمية وواقعية لذلك انا استطيع ان اقول بملء فمي انا متفائل".

وحول التباحث بشأن المشاركة في ايرادات الدولة قال الطالباني "لم نبحث في التفاصيل وانما بحثنا في المسائل العمومية و هناك لجنة مشتركة من الجانبين تجتمع يوميا لبحث هذه التفاصيل ونحن بحثنا العموميات والخطوط العريضة وكنا متفقين عليها جميعا ". وفيما يتعلق بصيغة ونوعية الفيدرالية اشار الى ان هذه المسألة يبحثها البرلمان وهناك نواب انتخبوا ليرسموا بناء عراق جديد "وبالنسبة لكركوك اتفقنا على تنفيذ الفقرة 58) من قانون ادارة الدولة العراقية المؤقت لتطبيع الأوضاع والعمل بشكل مشترك "بحيث لا نؤذي احدا ونزيل آثار التطهير العرقي لكي تصبح كركوك مدينة التآخي القومي ونموذج لعراق المستقبل".

وحول اسم المرشح لرئاسة مجلس الوزراء قال الطالباني ان التحالف الكردستاني يحترم اختيار الائتلاف العراقي الموحد واضاف انه نتيجة اللقاءات والمشاورات المستمرة ستظهر قريبا بين وفد يمثل التحالف الكردستاني ووفد يمثل الائتلاف العراقي الموحد "وسنتوصل قريبا الى اتفاق وحينذاك سندخل البرلمان ونبدأ بالاجراءات القانونية".

وفي معرض رده عن سؤال حول موقف الجعفري من المطاليب الكردية اوضح الطالباني "ان مواقف الجعفري والائتلاف العراقي الموحد كانت ايجابيا ولكن هناك تفاصيل بحاجة الى بحثها من قبل اللجنة المشتركة بيننا".

وفيما يخص دور الكيانات السياسية الأخرى في الحكومة القادمة قال الطالباني "نحن لنا تحالف استراتيجي وتاريخي قديم مع عديد من اطراف لائحة الائتلاف العراقي الموحد فهذا التحالف لم يمنعنا من ايجاد تحالفات مع قوى اخرى ونفس العلاقة الموجودة مع الائتلاف لا تمنعنا ان تكون علاقات مع مجاميع اخرى مثلا العرب السنة والحزب الاسلامي العراقي والقائمة العراقية بقيادة علاوي فهذه ليست مسألة احتكار علاقات نحن منفتحين على الأطراف الاخرى ومن يقبل بالبرنامج المشترك سيكون حليفا لنا ونأتلف معه وائتلافنا لا يدعو الى احتكار والى حرمان الآخرين وخاصة اخوتنا العرب السنة الذين نريد اسهامهم واشراكهم في الحكم والعمل العراقي نحو بناء دولة جديدة".

وكان الجعفري اجرى امس مباحثات مماثلة مع مسعود البارزاني في مقر اقامته في منتجع صلاح الدين (390 شمال بغداد) ولذلك فان الزعيمان الكرديان سيعقدان اجتماعا يوم غد الخميس في اربيل الشمالية لمناقشة نتائج مباحثاتهما مع الجعفري ومع علاوي المرشح الاخر لمنصب رئاسة الحكومة الجديدة الاسبوع الماضي.

ومعروف ان القوائم الثلاث الفائزة في انتخابات الثلاثين من كانون الثاني (يناير) الماضي هي "لائحة الائتلاف العراقي الموحد" التي تحظى بمباركة المرجع الشيعي علي السيستاني و"التحالف الكردستاني" التي تضم الحزبين الرئيسيين في شمال العراق و"القائمة العراقية" التي يقودها اياد علاوي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف