أخبار

واشنطن تطمح لانقلاب سوري سني

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

معلق بريطاني .. "من ثورة بوش إلى انتفاضة الأرز"
واشنطن تطمح لانقلاب سني على الحكم العلوي

نصر المجالي من لندن: قال معلق سياسي بريطاني اليوم إن الولايات المتحدة في محاولاتها الدبلوماسية لتكثيف الضغوط الحالية على سورية "تأمل أن تطيح الأغلبية السنية بالأقلية العلوية التي تحكم البلاد"، يذكر أنه منذ 1970 حين تولى السلطة الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار، فإن الطائفة العلوية تتحكم بمصير سورية، حيث أعطت هذه الطائفة التي تشكل ما نسبته حوالي 8 % من السكان مناصب من الدرجة الثانية ومن دون قرار للغالبية السنية. لكن المعلق البريطاني كون كوغلين قال في تحليل سياسي نشرته اليوم صحيفة (صنداي تلغراف) اليمينية البريطانية " إنني أشك في جدوى هذه السياسة فقد كانت آخر مرة قابل فيها حزب البعث الحاكم في سوريا مواجهة في عام 1982 عندما قام الاخوان المسلمون "باحتجاج" في مدينتي حماة وحلب السنيتين، وقد قمع الرئيس الراحل حافظ الأسد هذه الحركة".

يشار في هذا الاتجاه إلى أن الرئيس السوري الراحل الذي وصل إلى السلطة العام 1970 في انقلاب أبيض نفذ بناء بنية تحتية قوية في منطقة اللاذقية شمال غرب دمشق على ساحل البحر الأبيض المتوسط لتشكل حصنا منيعا لأبناء الطائفة "خشية أية أحداث طارئة في المستقبل".

وتحت عنوان "ثورة بوش تبدأ" كتب كوغلين في الصحيفة البريطانية الأسبوعية (صنداي تلغراف) وهي شقيقة صحيفة (ديلي تلغراف) واسعة الانتشار، يقول إنه مع الانتقال البطيء والمؤلم في العراق من الديكتاتورية إلى الديموقراطية فان واشنطن تشارك بنشاط الآن في حملة لتحقيق نفس التحول في سورية". يذكر أن كوغلين كان أصدر في السابق كتابا تحت اسم "صدام : الحياة السرية"، حيث الطبعة الثانية منه نزلت إلى المكتبات اليوم.

وقال كوغلين إنه على الرغم من أن رجالات البيت الأبيض كانوا إلى غاية الأسبوع الماضي يطلقون تصريحات قليلة، إلا أنهم يعتقدون أن ربيعا جديدا من الحرية بدأ يدب في سهول الشرق الأوسط العارية سياسيا. وربط الكاتب البريطاني بين ما أسماه (ثورة الأرز) وهو الاسم الذي كانت أطلقته وزيرة الخارجية الأميركية كوندايزا رايس على الانتفاضة اللبنانية وطموحات الإدارة الأميركية بتغييرات ديموقراطية ملموسة في المنطقة، وقال "ثورة الأرز أسقطت حكومة كرامي المدعومة من سورية، كما أن الرئيس المصري حسني مبارك الذي يحكم البلاد منذ 25 عاما، دعا إلى استفتاء لتعديل الدستور يسمح بموجبه بتعددية المرشحين للرئاسة".

وتطرق المعلق البريطاني أيضا إلى الانتخابات البلدية في المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن هذه التطورات الدرامية السريعة تذكّر تماما بـ "ربيع براغ" جديد "ولكن في العالم العربي"، وقال أن نجاح تجربة الانتخابات البرلمانية في العراق كانت تعتبر إيذانا بفجر ديموقراطي جديد في المنطقة.

ونقل كوغلن عن مصدر سياسي أميركي في البيت البيض قوله "لا يمكنك التكهن بقدرة الحرية على الانطلاق سريعا، ففي اللحظة التي ينطلق فيها الجني من قمقمه، فإنه من الصعب إعادته ثانية إليه، فالناس ينظرون إلى ما تحقق في العراق ديموقراطيا، وهم يسألون: ما دمتم فعلتوها هناك، فلماذا لا تفعلونها هنا في سورية؟". ويقول المعلق البريطاني "إلى اللحظة فإن ما فعله الرئيس بشار الأسد على طريق الحرية، هو قراره الأسبوع الماضي تسليم سبعاوي إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام حسين و29 آخرين إلى قوات التحالف في العراق".

ويتناول المعلق البريطاني في مقاله التحليلي الطويل بعض الحقائق التي ستقود على تغيير حقيقي في سورية على أرض الواقع، ليس أقلها كما يقول "رعاية سورية للإرهاب، وهي عامل مهم في الوقوف ضدها، وصولا إلى رغبة الشعب اللبناني في التحرر، حيث تعود هذا الشعب الفرانكفوني التفكير على نسائم الحرية، وهم ظلوا على الدوام يرون في المحتلين السوريين على أنه "من الفلاحين العرب"، يذكر أن صفة الفلاحين عند المتمدنين تعتبر "صفة دونية ولا احترام لها".

أخيرا، يتحدث الكاتب البريطاني وبشكل موثق عن العلاقات بين العراق وسورية تحت حكم حزب البعث والخلافات بينهما، كما يلقي الضوء على شخصية الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي قال أن "هذا الضابط الذي يكاد يكون غير معروف بين أقرانه تمكن من الوصول إلى السلطة وبسط هيمنته على البلاد، حتى أنه أصبح أيضا عامل تهديد لحكم البعث في العراق، وسعى طويلا لتحقيق ذلك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف