الأزمة اللبنانية تفرض نفسها على القمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: ستفرض الازمة اللبنانية نفسها بالتاكيد في القمة العربية التي تعقد الثلاثاء المقبل في الجزائر ولو انها لم تدرج رسميا على جدول الاعمال، ما يشير الى عجز الجامعة العربية عن التعامل مع الازمات التي تعصف بالعالم العربي.
وقال دبلوماسي عربي في بيروت طالبا عدم ذكر اسمه ان "الازمات تتميز بغيابها عن اجتماعات القمة العربية".
ويفضل القادة العرب دائما تجنب عرض مشكلاتهم بشكل صريح وعلني امام نظرائهم. وقال الدبلوماسي "يفضلون اللجوء الى الوساطات والتقاليد القبلية والتسويات بالتراضي او حتى ان يتركوا وشأنهم (...) حين يكون ذلك ممكنا".
والدليل على ذلك ان قمة الجزائر التي تعقد في 22 و23 اذار/مارس ستركز اعمالها على السلام في الشرق الاوسط والدعم للعراق وتقييم الاصلاحات التي تعهدت الدول العربية باجرائها خلال قمة تونس عام 2004.
اما الملف السوري اللبناني الذي يستقطب اهتماما دوليا متواصلا منذ شهر فقد غاب عن جدول اعمال القمة، الا ان مسؤولا في الجامعة العربية اكد انه سيتم بحثه.
وقال امين عام الجامعة العربية عمرو موسى الاربعاء لوكالة فرانس برس ان ايا من بيروت ودمشق لم تقدم طلبا رسميا لادراج الازمة السورية اللبنانية على جدول الاعمال. واضاف موسى ان هذه "المسألة مطروحة من خلال مشاورات تجري بين وزراء الخارجية السوري والمصري والسعودي واللبناني والجزائري".
ولعبت القاهرة والرياض والجزائر العاصمة التي تستضيف القمة اخيرا دورا من اجل التوصل الى تسوية هذه الازمة الكامنة منذ اشهر والتي تفاقمت مع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير بوسط بيروت.
وكان الحريري يحظى بصداقات وعلاقات واسعة ووطيدة مع شخصيات كثيرة في دول الخليج وفي مقدمها السعودية.
وقد وقع في مدينة الطائف السعودية عام 1989 الاتفاق الذي وضع حدا للحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) والذي صادقت عليه فيما بعد الجامعة العربية ومجلس الامن الدولي.
وقام الرئيس المصري حسني مبارك الثلاثاء بزيارة مفاجئة الى دمشق لبحث مسألة لبنان مع نظيره السوري بشار الاسد. وقال مصدر دبلوماسي في دمشق لوكالة فرانس برس ان مبارك الذي يقوم غالبا بمساع حميدة، اتفق مع الاسد على طرح المسالة اللبنانية السورية خلال القمة.
وكان مبارك اتصل في اليوم السابق بالاسد ل"يهنئه على قراره سحب القوات السورية من لبنان بموجب القانون الدولي واتفاق الطائف". وقام مبارك بزيارته الى دمشق بعد عشرة ايام على اعلان الاسد في الخامس من اذار/مارس قرار سحب القوات السورية من لبنان.
واصدر الرئيس الاسد هذا الاعلان غداة لقاء حاسم مع مسؤولين سعوديين حثوه على الاسراع في سحب جنوده المنتشرين في لبنان منذ ثلاثين عاما والبالغ عديدهم 14 الف عنصر.
وصدرت الدعوة السعودية لسحب القوات السورية من لبنان في وقت تواجه سوريا ضغوطا قوية من جانب الاسرة الدولية ولا سيما واشنطن وباريس ودول عربية مثل مصر بالصدد نفسه.
وبعد ان تدخلت سورية عسكريا من طرف واحد في لبنان عام 1976 عند بداية الحرب الاهلية وبمباركة من واشنطن، وفرت لها الجامعة العربية بعد ذلك غطاء عربيا في اطار قوة الردع العربية.
غير ان الدول المشاركة في هذه القوة انسحبت تدريجيا من الرمال المتحركة اللبنانية فبقيت دمشق وحدها مسيطرة على الساحة.