إسباب غياب الشيخ خليفة عن القمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهاء حمزة من دبي: ربما لم يكن قرار الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد بعدم حضور القمة العربية التي تنعقد في الجزائر يومي الثلاثاء والأربعاء مفاجئا في حد ذاته على اعتبار أن دولة الإمارات العربية المتحدة خفضت مستوى تمثيلها في القمم العربية منذ سنوات عديدة ربما اعترافا باليأس من قدرة الاجتماعات على اتخاذ قرارات مؤثرة وملزمة للدول العربية الأعضاء في الجامعة لكن ربط الإعلان عن تشكيل وفد الإمارات للقمة والذي يرأسه (كالعادة أيضا في السنوات الأخيرة) عضو المجلس الأعلى وحاكم الفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي مع تصريحات وزير الخارجية الإماراتي راشد عبد الله التي أدلى بها للصحف الجزائرية ربما تكشف عن غضب إماراتي من القمة مستمر منذ تجاهلها للمبادرة الإماراتية لإصلاح الوضع في العراق التي كانت قد قدمتها للقمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ.
ورغم أن خفض مستوى التمثيل في السنوات الأخيرة والاكتفاء بإسناد رئاسة وفد الإمارات إلى حاكم الفجيرة دون مشاركة رئيس الدولة أو رئيس الوزراء الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم عكس قناعة إماراتية بعدم جدوى هذه الاجتماعات وعدم فعالية ما تتوصل إليه من قرارات غير مؤثرة في الغالب إلا أن الحرص على التواجد في هذا المحفل العربي ظل باقيا من باب الوجود والدعم لهذه التظاهرة الدورية وهي سياسة إماراتية ثابتة منذ بداية إعلان الدولة في 1971 كرسها منهج زايد العروبي الواضح.
وكانت فعاليات عربية تتمنى مشاركة الشيخ خليفة شخصيا في قمة الجزائر التي ستكون أول قمة عربية بعد توليه السلطة في الإمارات عقب وفاة والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خاصة أن الحاجة تتزايد لحكمة الإمارات في رأب الصدع العربي الذي يتسع قمة بعد الأخرى واستغلال ميزة تكاد تتفرد بها عن غيرها من الدول الأعضاء في الجامعة وهي احتفاظها بعلاقات جيدة مع كل الدول العربية دون استثناء سواء الخليجية أو العربية كما كان البعض يعقد آمالا على مشاركة إماراتية في جهود الوساطة بين السعودية وليبيا إلا أن محلل سياسي كشف لـ "ايلاف" عن أن قرار إسناد رئاسة الوفد إلى حاكم الفجيرة يعكس قناعة إماراتية بان لا شيء جديد على الوضع العربي تستحق التغيير وان الدولة تفضل أن تنأى بنفسها عن أجواء الخلافات السائدة على المستوى العربي في السنوات الماضية "حتى لا تجد نفسها متورطة في مهاترات كتلك التي تحدث بين اغلب الدول العربية وبعضها حاليا".
ويضم الوفد الإماراتي المشارك في القمة عدد من الوزراء الفاعلين منهم الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة والشيخة لبنى القاسمي وزيرة الاقتصاد والتخطيط ومحمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة والتعدين إضافة إلى راشد عبد الله وزير الخارجية الموجود حاليا في الجزائر للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب الذي يمهد للقمة.
وكان وزير الخارجية قد أدلى بتصريحات للصحف الجزائرية تمثل أول مكاشفة إماراتية للوضع العربي الحالي فقال إن الجامعة في وضعها الحالي لا تستطيع أن تنجز مهامها فهي خاضعة لسياسات دول ومصالح دول وخاضعة لتوجهات ومنظور ضيق لذلك فأننا نرى مثلا أن قضية فلسطين خرجت من الجامعة حتى تعالج وكذلك قضية العراق خرجت منها أيضا حتى تعالج مشيرا إلى أن الحديث عن إصلاح الجامعة في السنوات الأخيرة الماضية لم يكن مفيدا ولم يحقق شيئا لأننا لم نستطع التغلب على الكثير من العقبات سواء فيما تعلق بالإدارة نفسها في الجامعة أو ما يتعلق بالدول العربية وتضامنها حول قضية معينة فالبلاد العربية مثلا متضامنة حول قضية فلسطين لكن القضية الفلسطينية لم تستطع أن تنجز أي شئ داخل الجامعة واضطرت إلى الخروج لتنجز ما تريد إنجازه بعيدا عن خلافات الدول العربية.
وقال أنه لا يمكن أن يكون هناك إصلاح في الدول العربية دون أن يصل إلى جهاز عربي مركزي مشترك يمثل الدول العربية جميعها وبالتالي فالإصلاح يجب أن يشمل الجامعة العربية سواء على مستوى إدارتها أو على مستوى البرامج التي تعدها وكذلك على مستوى أسلوب اتخاذ القرارات فيها موضحا أن الإصلاح يجب أن يشمل كل شئ إذا أردنا أن ننجز ما نسميه عملا مشتركا وتضامنا عربيا حقيقيا.
وعن موقف دولة الإمارات من طرح الملف اللبناني السوري في القمة العربية قال راشد عبد الله: إننا ننتهج دائما سياسة التعقل والحوار وسياسة أن ننظر إلى الأمور من منظور يكون فيه مصلحة الجميع ،وإلا فأننا نفسح المجال للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بإيجاد آلية لقرار مجلس الأمن ووسيلة لتنفيذ هذا القرار مضيفا إن سوريا ولبنان عضوان في الجامعة العربية "ولهما حق علينا بأن نقول لهما كلمة حق وصدق ومعرفة ماذا يريدون ويشرحوا منظورهم والى أين يريدون الذهاب هل سيستمرون في تصعيد المجتمع الدولي لمواقفه أم أن لديهم منظور يريدوننا من خلاله مساعدتهم فيه وأن نقف معهم فيه".
وكشف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية عن الغضب الكامن منذ تجاهل القمة العربية الأخيرة التي عقدت في شرم الشيخ للمبادرة الإماراتية لإنقاذ العراق قائلا إن مبادرة الإمارات كانت رؤية واستشرافا للمستقبل واستشرافا لمخاطر قادمة لكن القمة لم تستطع أن تنظر في هذه الرؤية وأن تستوعب المخاطر التي تترتب على ذلك بل وكان هناك استهجان وكان اكثر من ذلك فقد وصلت المسألة إلى حد الاتهام لدولة الإمارات وكان دورنا أن نضع الإخوان العرب في صورة المخاطر القادمة التي نراها كبيرة وكانت ردود الإخوان بما يعني إنه تجاوز لخطوط حمراء".
واستطرد راشد عبد الله قائلا أن العرب لم يعتادوا على اتخاذ المبادرات لحل مشاكلهم، أو أن يأتيهم شخص منهم ويقول لهم يا أخوان تعالوا لنتدارس وضعا معينا يحتاج لنوع من العقل والروية.وهذا مجهود بسيط من الإمارات وفيه برنامج.