بوتفليقة في افتتاح القمة: الإصلاحات تحتاج لرؤى سياسية مجددة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بوتفليقة في افتتاح القمة: مبادرة السلام تجسيد للموقف العربي
الإصلاحات تحتاج لرؤى سياسية مجددة
مراد عباس من الجزائر: أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم أهمية الإصلاحات في المجتمعات العربية لما تجنيه من مزايا وفوائد لشعوبها. وقال بوتفليقة في كلمته الافتتاحية للقمة العربية السابعة عشرة اليوم "ان الالتزامات المتخذة في قمة تونس بقصد إفاضة الديمقراطية في بلداننا أكدت حقا استجابتنا لمقتضيات المشاركة الشعبية الواسعة في اتخاذ القرارات ذات الصلة بالحياة السياسية والاقتصادية والثقافية". إلا انه شدد على أن "هذا المسعى يبقى في حاجة ملحة للرؤى السياسية المجددة وللمناهج العملياتية المنسقة والمتمحورة حول استراتيجيات متشاور بشأنها ديمقراطيا".
وعن إصلاح أمانة الجامعة العربية وبعض المؤسسات كالمجلس الاقتصادي والاجتماعي وكذلك مشروع إنشاء برلمان عربي أكد الرئيس بوتفليقة أنهما جاءا في "الوقت المناسب ويفيان بالغرض المنشود". واضاف بوتفليقة ان " نفس الشيء يقال بالنسبة للتوجهات التي رسى الاختيار عليها لمراجعة ميثاق جامعة الدول العربية".
وبعد أن أكد على ما تجنيه هذه الإصلاحات للشعوب العربية من مزايا وفوائد قال: "ينبغي الاعتراف كذلك بأننا كنا السباقين إلى ذلك لأننا شرعنا في تنفيذ هذه الإصلاحات قبل بضعة سنوات وضاعفنا وتيرتها للوصول بها إلى ابعد مدى ممكن" . وشدد بوتفليقة في هذا السياق على أن "هذه الإصلاحات لم تفرض علينا ولن تفرض علينا وقد طبقناها عن قناعة من تلقاء أنفسنا وبلا إكراه " .
وأوضح أن الواقعية "تملي تفهم لجوء كل طرف إلى اعتماد المناهج الأكثر فعالية واكثر عقلانية التي يراها لائقة لتنفيذ هذه الإصلاحات بالوتيرة التي تناسب حسب تقديره المقتضيات التي تفرضها ظروفه السياسية والثقافية والاجتماعية". كما أكد الرئيس بوتفليقة بصفته رئيس الدورة الحالية للقمة ان نهوض العالم العربي من كبوته يتوقف على تلبية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف واسترجاع سورية و لبنان لكافة أراضيهما المحتلة.
و اوضح أن هذا الأمر يكتسي "صفة التحدي الحضاري بقدر ما هو مسعى لإحلال العدالة و السلام". وجدد الرئيس الجزائري اعتقاده الثابت بان تمادي السلطات الإسرائيلية في التقتيل ورفضها الدائم للامتثال لمقتضيات سلم شامل و عادل و دائم مثلما يدعو إليه العالم العربي بكل قوة "يفرضان علينا مؤازرة الشعب الفلسطيني و قيادته فيما يواجهونه من محن".
و بعد أن دعا إلى إشهاد المجموعة الدولية والضمير العالمي والشعب اليهودي نفسه على "الطبيعة الاستراتيجية لخيار السلم العربي" أضاف أنه يصبح من الأهمية القصوى "تحميل الجانب الإسرائيلي لوحده مسؤولية تصعيد العنف والتماطل عن الوفاء باستحقاقات مسار السلام كما هو محدد في "خارطة الطريق" و مقبول نظريا لدى الجميع".
وذكر الرئيس بوتفليقة بان مبادرة السلام التي تبنتها قمة بيروت وكانت قائمة على المبدأ العالمي الأرض مقابل السلام ونصت على "الانسحاب الكامل لإسرائيل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بعد الرابع من يونيو 1967 مقابل "سلم كامل" و "خارطة الطريق" التي زكاها المجتمع الدولي "تأخذ الموقف العربي هذا بعين الاعتبار وتكرس فكرة وجود دولة فلسطينية و أخرى إسرائيلية تتعايشان تعايشا سلميا".
وشدد الرئيس بوتفليقة على انه "من الأهمية بمكان أن يتم اليوم التأكيد بكل قوة على خيار السلام الاستراتيجي للعالم العربي ودعمه بإحداث آلية سياسية عالية المستوى للتنفيذ و لاتصال والمتابعة و التقييم قصد ترقيته و تجسيده في اقرب الآجال". كما دعا الرئيس بوتفليقة إلى تعزيز التنسيق بين الدول العربية والى تعاون دولي غير انتقائي في مكافحة الإرهاب. وقال "على البلدان العربية إن تطالب إلى جانب سعيها من اجل تعزيز التنسيق العربي البيني بتعاون دولي غير انتقائي في مكافحة الإرهاب ".
واكد في هذا السياق انه يتعين على الدول العربية أن "تحارب بحزم كل في فضاءه الوطني كل ما من شانه ان يغذي هذه الآفة لكنه من واجبها كذلك أن تدعو في الفضاءات الأخرى ولا سيما في الغرب إلى محاربة حازمة لكافة أشكال الدعاية وللمنشورات التي تروج صورة سلبية ومشينة عن العرب والإسلام وتحرض على الاستهانة بالغير وكراهيته ونبذه ".
وأشار الرئيس الجزائري إلى ان " أحداث 11 من أيلول / سبتمبر 2001 في الغرب قد أدت إلى انفجار عداء بعض الأوساط فراحت تتذرع بالفضائع الإرهابية التي اقترفتها جماعات البغاة المتطرفين وتحاول الحط من شأن الإسلام وتسعى وثمة يكمن الخطر الى اختلاق صراع بين الحضارات وتأجيج ناره " .
وذكر الرئيس بوتفليقة بان "الجزائر كانت أول من تكبد ويلات تفشي هذه الآفة وهو ما يجعلنا أكثر ارتياحا لإدانة الخلط الرامي إلى النيل من الإسلام في جوهره وفي عطاءه ووضعه في خانة العدو اللذوذ للتقدم وللغرب".